تجميد البويضات.. حلم الأمومة المؤجل
إخصائية إخصاب تؤكد أن تجميد البويضات يوفر للعديد من النساء فرصة تأجيل قرار الأمومة في وقت لاحق من الحياة بغض النظر عن أسباب التأجيل
مع زيادة الوعي بما يتعلق بمسألة الخصوبة والإنجاب، بالإضافة للتوجه المتزايد لدى العديد من النساء في تأخير قرار الأمومة والإنجاب، زاد الإقبال في السنوات الأخيرة على تقنية تجميد البويضات.
وقالت الدكتورة لورا ميلادو، إخصائية الإخصاب خارج الجسم في عيادة "آي في آي ميدل إيست": "تعد تقنية تجميد البويضات من التقنيات التي سجلت معدلات نجاح مرتفعة، لهذا فإن تعلم الأمور الأساسية قبل اختيار التقنية المتبعة يعد المفتاح الرئيسي لتحقيق النتائج المنتظرة"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأضافت الدكتورة ميلادو: "تجميد البويضات يعد أحد الإنجازات المهمة في مجال تطوير الطب الإنجابي، حيث يوفر للعديد من النساء فرصة تأجيل قرار الأمومة في وقت لاحق من الحياة بغض النظر عن أسباب التأجيل. وبالرغم من ذلك فإننا ننصح أولئك، الذين يفكرون في السير في هذا الطريق بإجراء بحث مكثف والتحدث إلى إخصائي الإخصاب خارج الجسم أولا حتى يتمكنوا من التخطيط السليم لجميع التفاصيل بشكل صحيح مسبقا".
حل منقذ
وأشارت الدكتورة ميلادو إلى أن المحافظة على الخصوبة من خلال تجميد البويضات ليس مجرد خيار متاح للنساء الراغبات في تأجيل الحمل وحسب، بل إن تجميد البويضات يعد حلا منقذا لأولئك النساء، اللائي تم تشخيصهن بالسرطان، وأمراض المناعة الذاتية، أو اللاتي يخططن للخضوع للعلاج الكيميائي وزرع نخاع العظام، أو لأولئك النساء المعرضات لخطر الحاجة إلى الخضوع إلى جراحة المبيض المتكررة بسبب بطانة الرحم وغيرها من الحالات الطبية، التي تؤثر على خصوبة المرأة.
وأضافت ميلادو: "لإتمام عملية الإخصاب خارج الجسم فنحن بحاجة إلى تجميد البويضات، والذي سوف يساعد في تقليل دورات التخصيب غير الناجحة في المختبر".
وبموجب هذا الإجراء يتم استخلاص البويضات، وتجميدها عند درجة حرارة -196 درجة مئوية، حيث يضمن تجميد البويضات بقاءها شابة وفي أفضل حالاتها.
ويتم تخزين البويضات المستخرجة، ثم يتم تجميدها تدريجيا وتخصيبها، ثم يتم نقل هذه البويضات المخصبة مرة أخرى إلى الرحم كأجنة من خلال الإخصاب خارج الجسم عندما تكون المرأة وزوجها على استعداد للحمل.
وتعد فرصة الحمل الناجح في المستقبل أعلى إذا تم إنتاج واستخراج المزيد من البويضات، وللوصول لعدد كاف من البويضات يتم تحفيز المبيض من خلال حقن المرأة تحت الجلد كل يوم للمساعدة في تحفيز البصيلات وإنتاج بيض ناضج، ثم تأتي الخطوة التالية من خلال تجميع تلك البويضات من مبيض المرأة تحت التخدير.
وفي حال لم تنتج المرأة العدد الكافي من البويضات الناضجة في الدورة المرتقبة قد يوصي إخصائي الإخصاب خارج الجسم في مركز علاج الخصوبة بإجراء جولة ثانية من عملية التحفيز للمبيض.
وأضافت الدكتورة ميلادو قائلة: "من تحفيز المبيض إلى استخراج البويضات، قد تستغرق العملية بأكملها في المتوسط 13 يوما. أما بالنسبة للبويضات المستخرجة، فإنه يمكن أن تظل مجمدة لعدة سنوات؛ فبقاء البويضات مدة أطول يمنح النساء مساحة أكبر لتأجيل الحمل مع ضمانات معقولة للنجاح".
عمر المرأة
وأشارت الدكتورة ميلادو أيضا إلى أن تجميد البيض يعمل بشكل أفضل عند أخذ بويضات عالية الجودة، حيث يعد عمر المرأة عاملا مرتبطا بمدى جودة البويضات.
لهذا فإن أفضل وقت للخضوع لهذا الإجراء هو عندما تكون المرأة في سن الإنجاب الأولى، ولا يُنصح باللجوء لتلك التقنية عادة لدى النساء فوق سن الـ38 عاما، وذلك لأن الإناث بعد سن 38 يخضعن لتغيرات وراثية وبيولوجية تؤثر على قدرتهن على إنتاج بويضات عالية الجودة.