حسن حسني.. "القشاش" الذي تحول لأيقونة النجاح في الدراما المصرية
الفنان المصري الكبير حسن حسني يحتفل بعيد ميلاده الـ86 ومشوار فني حافل قدم خلاله أكثر من 440 فيلما ومسلسلا ومسرحية
اشتهر الفنان المصري حسن حسني بأدواره الكوميدية على الرغم من أن حياته مليئة بالمواقف الحزينة منذ طفولته، وهو التناقض الذي لم يظهر قط في أعماله التي تجاوز عددها 440 فيلما ومسلسلا ومسرحية.
ويحتفل الفنان الكبير حسن حسني اليوم بعيد ميلاده الـ86 وسط محبيه وزملائه الذي يعتبرونه أيقونة النجاح لأي عمل يشارك فيه.
ولد حسن حسني في حي القلعة الشعبي بوسط القاهرة، في مثل هذا اليوم 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1931، وتوفيت والدته وهو في الـ6 من عمره ليعيش طفولته يتيما، وهو متزوج وله 3 بنات، توفيت إحداهن "فاطمة" في عام 2014، بعد معاناة مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي أصابه بحزن شديد وأثر على نشاطه الفني.
وبدأ اتجاه حسن حسني للتمثيل وهو في المرحلة الابتدائية، حيث قدم عدة أدوار بالمسرح المدرسي في المرحلة الابتدائية والثانوية، وفاز بعدة جوائز وشهادات تكريم من وزارة التعليم خلال دراسته بمدرسة الخديوية العريقة بالقاهرة، حتى حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1956.
ويشاء القدر أن يشاهد الفنان الراحل حسين رياض عرضا مسرحيا شارك فيه حسن حسني وأبدى إعجابه بأدائه، وطلب منه التركيز في الفن، وتنبأ له بمستقبل باهر.
ومع بداية الستينيات من القرن الماضي احترف الفن وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التابعة للقوات المسلحة، التي كانت تقدم عروضها للجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم، وهو ما أ ثر على انتشاره الجماهيري في ذلك الوقت، وظل على هذه الحال حتى تم حل المسرح العسكري بعد حرب يونيو/حزيران 1967، لينتقل بعدها إلى مسرح الحكيم الذي قدم عليه مسرحيات عديدة منها "عرابي" مع المخرج نبيل الألفي، و"المركب اللي تودي" مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح.
وانتقل بعد ذلك حسني إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلاله نجاحا آخر في حياته المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية السبعينيات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته، حسب تعبيره، وفي مقدمتها "روبابيكيا" و"صاحب العمارة".
وجاءت نهاية السبعينيات لتحمل نقلة مهمة في مشوار حسن حسني عبر مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" مع الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي، الذي قدم فيه شخصية موظف فاسد، وهو الدور الذي حقق له انتشارا وشعبية على الرغم من أنه كان دورا شريرا.
ومع مطلع الثمانينيات، اتجه حسن حسني إلى المشاركة في أعمال فنية صورت وعرضت في دول الخليج وأطلق عليه أصدقاؤه لقب "الممثل الطائر"، نظرا لتنقله بين استديوهات الخليج لتصوير العديد من الأعمال خلال 8 سنوات.
وعن تلك الفترة يقول حسني "على الرغم من عشقي للمسرح إلا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا"، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو ما لفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار".
ومع منتصف الثمانينيات عاد حسني إلى المسرح ليقدم مع الفنانة سهير البابلي وصديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية "على الرصيف"، التي حققت نجاحا جماهيريا ومسرحية "اعقل يا مجنون" مع الفنان الكوميدي محمد نجم.
ومع نهاية الثمانينيات أحب المصريون حسن حسني في دور المحامي اليهودي "يوسف الأزرع" في مسلسل رأفت الهجان، وهو الدور الذي مثل علامة فارقة في تاريخه.
وبخلاف أعمال حسن حسني المسرحية والتلفزيونية فإن مشواره السينمائي مليء بأفلام مهمة منها "الكرنك" مع المخرج علي بدرخان عام 1975، و"سواق الأتوبيس" مع المخرج عاطف الطيب في عام 1982، وأعقبه عدة أفلام مع المخرج نفسه منها "البريء" و"البدروم" و"الهروب"، إضافة إلى فيلم "زوجة رجل مهم" للمخرج محمد خان و"سارق الفرح" مع المخرج رضوان الكاشف وهو الدور الذي نال عنه 5 جوائز.
وشهد عام 1993 فوز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل من مهرجان السينما الروائية بالقاهرة، كما فاز بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة.
ومنذ منتصف التسعينيات بات حسن حسني قاسما مشتركا في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة وشارك في أغلبها، فمنهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد السقا ومحمد سعد ورامز جلال وأحمد مكي وخالد سرحان وهاني رمزي وكريم عبدالعزيز ومصطفى قمر وحمادة هلال وأحمد عز ومي عز الدين وغيرهم.
ومن أبرز أعماله على مدار مشواره الفني أفلام "المواطن مصري" و"ناصر 56" و"سواق الأوتوبيس" و"زوجة رجل مهم" وقهوة المواردي" و"الكرنك" و"أميرة حبي أنا" و"حب وكبرياء" و"بخيت و عديلة" و"عفاريت الأسفلت" و"جواز بقرار جمهوري" و"أفريكانو"، و"قلب جريء" و"عبود على الحدود" و"اللمبي" و"عسكر في المعسكر" و"ليلة سقوط بغداد" و"جعلتني مجرما" و"الديكتاتور".
ومسلسلات "رأفت الهجان" و"أرابيسك" و"أم كلثوم" و"أميرة في عابدين" و"أبوالعلا 90" و"زينب والعرش" و"أبنائي الأعزاء شكرا" و"غوايش".
ومسرحيات "أولاد ريا وسكينة" و"حزمني يا" وجوز ولوز" و"عفروتو".