مصر تحيي ذكرى رحيل أم كلثوم.. نصف قرن من الفن الخالد
أحيت مؤسسات مصرية ثقافية وفنية مختلفة ذكرى مرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق "أم كلثوم"، التي لا يزال تأثيرها في قلب كل مصري وعربي.
كانت كوكب الشرق أكثر من مجرد فنانة؛ كانت رمزاً للوطنية والهوية الثقافية، وصوتاً تجسد من خلاله آمال وأحلام الأمة العربية.
وعلى الرغم من غيابها الجسدي، فإن أغانيها لا تزال تملأ الأرجاء، من الحفلات العامة إلى الإذاعات وحتى في بيوت المصريين الذين يستمعون إلى أغانيها كجزء من ثقافتهم اليومية.
ويعكس الاحتفال السنوي عمق العلاقة التي تربط أم كلثوم بالناس، ويعيد إلى الأذهان قدرتها على الجمع بين الفن والحياة، بين الغناء والمواقف الوطنية، مما جعلها علامة فارقة في تاريخ مصر.
ويُعد الاحتفال بذكرى رحيلها، احتفاء بمسيرتها الطويلة التي غيّرت وجه الموسيقى العربية وأثرت في الأجيال المتعاقبة.
ولم تكن أم كلثوم مجرد مطربة، بل كانت أيقونة تحمل في كل كلمة وأغنية فلسفة عميقة وأصالة لامثيل لها.
وُلدت فاطمة بنت الشيخ إبراهيم البلتاجي في 31 ديسمبر/كانون الأول 1898 في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، بينما سجل التاريخ 4 مايو/أيار 1908 كتاريخ رسمي لميلادها. وقد رحلت عن عالمنا في 3 فبراير/شباط 1975، تاركة إرثًا فنيًا خالدًا.
على الرغم من أنها لم تنجب أطفالًا، فقد تزوجت أم كلثوم في سن السادسة والخمسين، وكانت أول امرأة تتولى رئاسة نقابة المهن الموسيقية في مصر في الأربعينيات، مما جعلها رمزًا رياديًا في وقت كانت تهيمن فيه الهيئات الفنية على الرجال فقط.
في العاصمة القاهرة، يقف تمثال برونزي لأم كلثوم على ضفاف نهر النيل، ليخلد ذكرى رحيلها بعد خمسين عامًا. وعلى الضفة الأخرى للنهر، يقع "متحف أم كلثوم"، الذي يعرض مقتنياتها الشخصية مثل فساتينها المزخرفة، دفاتر ملاحظاتها، ونظاراتها الشمسية الماسية التي أصبحت جزءًا من صورتها الشهيرة.
يستقطب المتحف عددًا كبيرًا من الزوار، بما في ذلك العديد من الشباب الذين لا يزالون يشعرون بالانبهار بإرث هذه الأسطورة الفنية.
مع مرور 50 عامًا على رحيلها، تظل أم كلثوم حاضرة في وجدان الأجيال الجديدة التي تتعرف على موسيقاها عبر وسائل الإعلام الحديثة، تلك الأجيال التي نشأت في زمن الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة تجد في أغانيها مساحة من الجمال الفني العميق الذي يتجاوز الزمن.
بث مباشر حفل أم كلثوم
تستعرض القناة الأولى والفضائية المصرية مساء اليوم الإثنين، حفل أم كلثوم الذي أحيته المطربة ريهام عبدالحكيم على مسرح التلفزيون، في تمام الساعة العاشرة مساءً.
وأقامت الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، حفلًا غنائيًا ضخمًا على مسرح التلفزيون، بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيل أم كلثوم، حيث أبدعت ريهام عبدالحكيم في تقديم مجموعة من أشهر أغاني كوكب الشرق، وتألقت في الأجواء الطربية التي لا تُنسى.
في هذا الحفل، قدمت ريهام مجموعة من الأغاني الشهيرة لأم كلثوم، مثل "ألف ليلة وليلة"، "انت عمري"، "الأطلال"، واختتمت الحفل بأغنيتها الرائعة "مصر التي في خاطري"، وسط تفاعل كبير من الحضور.
كما وجهت ريهام عبدالحكيم الشكر لرئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الكاتب أحمد المسلماني، وأعربت عن سعادتها بتقديم شخصية أم كلثوم في مرحلة الشباب في المسلسل الذي حمل اسمها، والذي لا يزال يحقق نجاحًا كبيرًا في مصر والعالم العربي.
وقدم كورال الأطفال التابع لوزارة الشباب والرياضة مجموعة من أشهر أغاني أم كلثوم، بما في ذلك "ألف ليلة وليلة"، "أنت عمري"، و"فات الميعاد"، ليضيف لمسة ساحرة إلى الحفل الذي امتزج فيه الماضي الجميل بالحضور المميز.
شهد الحفل حضور عدد من الشخصيات العامة والفنانين، منهم: خالد الصاوي، صابرين، أحمد شاكر عبدالطيف، هاني كمال، ليلي عز العرب، دكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، الفنانة سميرة عبدالعزيز، كمال أبو رية، نادية رشاد، محمد أبو داود، الإعلامية سهير شلبي، ومنال سلامة.
كما شهد الحفل تكريم أسرة مسلسل "أم كلثوم" بمناسبة مرور 25 عامًا على إنتاجه من قبل التلفزيون المصري، حيث تم تكريم الفنانين الذين شاركوا في العمل الذي نقل حياة كوكب الشرق إلى الشاشة.