جامعة القاهرة.. قصة صرح علمي عريق عمره 112 عاما
جامعة القاهرة تعد ثاني جامعة مصرية بعد جامعة الأزهر والثالثة عربيا، التي تخصصت في جميع العلوم والدراسات
للمرة الأولى في تاريخها، نجحت جامعة القاهرة أن تصبح على رأس 50 جامعة عالمية في مجال تخصصات الصيدلة وعلم الأدوية.
تفوقت جامعة القاهرة في نتائج تصنيف QS البريطاني في عدد من القطاعات الأكاديمية والتخصصات الدقيقة، وحصلت على المركز 101 عالميا في علوم الحاسب ونظم المعلومات والهندسة المدنية والإنشاءات والعلوم الطبية، إضافة إلى احتلال المركز 176 في قطاعي التكنولوجيا والهندسة عالميا.
يعد هذا التفوق العالمي لتصنيف جامعة القاهرة انعكاسا حقيقيا لتاريخ ثاني أقدم الجامعات المصرية، التي تأسست في نهاية ديسمبر/كانون الأول لعام 1908.
وشهدت الجامعة الواقعة بمنطقة الجيزة (غربي القاهرة) مراحل عديدة في تأسيسها، كانت البداية مع مطالبة أحد الزعماء السياسيين المصريين وقتها ويدعى "مصطفى كامل" بتأسيس جامعة مصرية.
ونالت دعوة كامل إشادة واسعة من جانب مختلف فئات المجتمع المصري، بعد أن أطلق مبادرة "الاكتتاب" بنحو 500 جنيه مصري وقتها، وهي المبادرة التي تسمح بامتلاك أسهم في الجامعة وفقا للتبرع المقدم لبنائها.
وتعد جامعة القاهرة ثاني جامعة مصرية بعد جامعة الأزهر والثالثة عربيا، التي تخصصت في جميع العلوم والدراسات، لتبدأ الدراسة على هيئة محاضرات منفصلة في قاعات مخصصة لكل علم وأدب منذ عام تشييدها.
وداخل الجامعات تأسست مكتبة كبرى تحتوي على كتب نادرة مهمة، توثق لمختلف المراحل والعصور التي مرت بها مصر.
وتدريجيا أصبح لجامعة القاهرة التي عرفت وقتها باسم "الجامعة المصرية" أهمية كبرى بين جامعات العالم، وبعد أن تم نقل المحاضرات خارجها خلال فترة الحرب العالمية الأولى عادت إليها مرة أخرى، بعد ضم جميع المدارس العليا بداية من عام 1917.
وكانت مدرسة الآداب هي أوائل المدارس التي انضمت إلى جامعة القاهرة، إضافة إلى مدرستي الطب والحقوق التي تم ضمها إلى الجامعة خلال عام 1923.
وبعد نحو عامين، تم إصدار مرسوم بتأسيس الجامعة، وتوسعت الجامعة المصرية لتضم 4 تخصصات في العلوم والطب والحقوق والآداب، كنواة أولى للجامعة الحكومية التي عُرفت بتفوقها في هذه الدراسات على مدار عقود.
كما انضم عدد من المدارس والتخصصات العلمية إلى الجامعة، من بينها مدارس الزراعة والطب البيطري والهندسة والتجارة، بعد تشييد مقار دائمة وقاعات محاضرات أكبر بداخلها.
وكان عام 1940 هو عام مهم في تاريخ هذه الجامعة، حيث شهد تغيير اسمها لأول مرة لتحمل اسم جامعة "فؤاد الأول" بعد إصدار قانون رقم 27 لعام 1940، قبل أن يتغير اسمها مرة أخرى إلى اسمها الحالي "جامعة القاهرة" بعد عام واحد من ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952.
ومع توسع المباني داخل الجامعة تأسست مطبعة خاصة بها للإصدارات والمجالات العلمية كافة، كما شُيدت أشهر معالم جامعة القاهرة "برج الساعة" على ارتفاع 40م خلال عام 1937.
واستمر التطور داخل الجامعة المصرية بالبناء وضم كليات أكثر، ومنذ حقبة الستينيات وحتى التسعينيات تأسست تخصصات الاقتصاد والعلوم السياسية، ومعاهد للدراسات والبحوث الإحصائية والمعهد العالي للتمريض، والمعهد القومي للأورام وكليات الإعلام والآثار والحاسبات والمعلومات.
ونجحت أعرق الجامعات المصرية على مدار السنوات الماضية في استقطاب طلاب من مختلف الجنسيات، لتلقي الدراسة في تخصصات الطب والهندسة والإعلام والاقتصاد والسياسة.