"الاختيار 3" يواصل كشف الإخوان.. محاولة استنساخ "حرس ثوري" في مصر
كشفت الحلقات الأولى من الملحمة الدرامية المصرية "الاختيار 3 – القرار"، عن تخطيط جماعة الإخوان الإرهابية لتشكيل "حرس ثوري" في مصر.
ويقدم المسلسل المصري "الاختيار 3" "حقائق تعرض لأول مرة" وترتبط بثورة 30 يونيو/حزيران 2013، والتي انتهت بعزل الإخوان ورئيسهم الراحل محمد مرسي.
ووثق مسلسل "الاختيار 3"، في أولى حلقاته "مخططات جماعة الإخوان للهيمنة على مؤسسات وأجهزة الدولة خاصة مؤسستي الجيش والشرطة".
وكشف المسلسل في تلك الحلقات، عن اجتماعات لقيادات الإخوان مع عناصر أجنبية، حول إرسال عناصر من التنظيم لسوريا للتدريب والعودة لمصر لتشكيل مليشيات مسلحة، وتأكيد الضابط مروان الذي يجسد دوره الفنان أحمد عز: "دول عايزين يعملوا حرس ثوري"، في إشارة إلى "الجماعة الإرهابية".
كما عرضت الحلقة الأولى حديثا لخيرت الشاطر الذي يجسد دوره الفنان خالد الصاوي، وصفوت حجازي، ناقشا مقترح الأخير بإنشاء محاكم ثورية وإنشاء حرس وطني شبيه بالحرس الثوري الإيراني لحماية جماعة الإخوان الإرهابية، ولفت الأخير إلى أنه قد قدم ذلك المقترح إلى المعزول محمد مرسي لكنه لم يتلق ردًا بالموافقة أو الرفض.
معسكرات تدريب إخوانية
وأثارت الحلقة الثانية من مسلسل "الاختيار 3"، ضجة أيضا بعد عرضها مشاهد لمعسكرات تدريبية كثيرة أقامتها جماعة الإخوان في مصر، بهدف تكوين عناصر إرهابية مسلحة تابعة لها، على غرار ميليشيات الحرس الثوري.
وقالت وسائل إعلام محلية إن "جماعة الإخوان الإرهابية، سعت خلال حكمها البلاد، إلى تشكيل ميليشيات مسلحة على غرار الحرس الثوري الإيراني لقناعتها التامة أن المواجهة مع الجيش والشرطة قادمة لا محالة، وأنه في سبيل فرض سطوتها لا بد من أن يكون لها مليشياتها الخاصة، وهو ما فعلته وكونت مليشيات (حسم) و(لواء الثورة) و(سواعد مصر) وغيرها".
وقبل عامين، تداولت وسائل إعلام محلية، تصريحات لمصادر أمنية مصرية أكدت أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في غارة أمريكية ببغداد في 4 يناير/كانون الثاني 2020، دخل مصر متسللا ومنتحلا هوية سائح إيراني ضمن أفواج سياحية إيرانية، سمح بها في عهد الإخوان.
وقالت المصادر، في تصريحات صحفية، إن "سليماني التقى خلال تلك الزيارات قيادات الإخوان وعلى رأسهم خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، للتنسيق والإعداد لتأسيس حرس ثوري في مصر".
وأضافت المصادر ذاتها أن "سليماني زار مصر خلال عام 2013، والتقى قيادات الإخوان في عدة أماكن، منها لقاءات مع خيرت الشاطر في مدينة نصر والتجمع الخامس، وفي الأقصر جنوب مصر".
وقال اللواء محسن الفحام، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق في تصريحات صحفية، إن "الأجهزة الأمنية المصرية رصدت هذه اللقاءات، وعلمت بتفاصيلها، وكانت التفاصيل تتضمن تشكيل الحرس الثوري من طلبة كليات التربية الرياضية وكليات الحقوق وتدريبهم لمدة 6 أشهر، في أكاديمية الشرطة بقيادة اللواء عماد حسين، ثم إلحاقهم بعد ذلك للعمل في حماية المنشآت والمقار الإخوانية، ومواجهة قوات الجيش والشرطة، والتمهيد للإطاحة بكل العناصر غير الموالية لهم في الأجهزة الأمنية وإحلال هؤلاء مكانهم".
وذكر الفحام أن "الأجهزة الأمنية رصدت المخطط كاملا، وأحيطت بتفاصيله بالصوت والصورة، وتعاملت معه بما يجب، حيث ألغت قرار الحكومة الإخوانية بالسماح للإيرانيين بزيارة مصر ضمن أفواج سياحية، وحذرت قيادات الإخوان من المضي قدما في هذا الأمر، رافضة تشكيل أجهزة أمنية بديلة للأجهزة الأمنية المصرية الرسمية".
مفاجأة لـ"سليماني"
وأضاف الفحام أنه "خلال اجتماعه مع خيرت الشاطر، فوجئ سليماني بفيديو لاجتماعاته مع قيادات الإخوان وجوازات سفره المزورة التي دخل بها مصر، على هاتفه الشخصي، كما فوجئ برسالة ضمنية مفادها أن لقاءاته مرصودة بالصوت والصورة وأن دخوله مصر كان مرصودًا وموثقا".
وليس ببعيد عن هذا الأمر، ما ذكرته النيابة العامة المصرية في أبريل/نيسان 2019 ، خلال مرافعتها أمام محكمة جنايات القاهرة في أبريل/نيسان 2019، أثناء إعادة محاكمة مرسى و23 من قيادات وعناصر الإخوان، في قضية التخابر مع حماس، أن تقريرا أمنيا رصد تواصل عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية مع الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وحركة حماس.
وأضافت أن "محيي حامد، وأحمد عبد العاطي، ورفاعة الطهطاوي وأسعد الشيخة وآخرين كانوا يعملون في مكتب الرئيس المعزول وقاموا بتسريب العديد من المعلومات التي تضر مصالح البلاد والأمن القومي المصري لمنظمات أجنبية، ومنها الحرس الثوري الإيراني وبعلم الرئيس المعزول محمد مرسي".
وتابعت أن "تلك التقارير التي كان ينقلها أعوان مرسي، للحرس الثوري وحركة حماس، وحزب الله، وتسببت بالتأثير بالسلب في العلاقات مع بعض الدول"، مشيرة إلى أن "الإخوان كانوا ينفذون مخططا يستهدف إسقاط الدول العربية وتقسيمها في إطار ما يسمي بالشرق الأوسط الجديد".
العلاقات بين الإخوان وإيران
وبدأت العلاقات بين تنظيم الإخوان وإيران، منذ وصول نظام ولاية الفقيه إلى حكم إيران أعقاب ثورة العام 1979، وامتدت على مدار 40 عاما بين لقاءات واجتماعات مشتركة بين قادة التنظيم ومسؤولين إيرانيين.
وركزت تلك اللقاءات على التنسيق والتشاور في ملفات وقضايا إقليمية، بل وصل إلى حد محاولة تشكيل "حرس ثوري" في مصر عقب وصول الإخوان للحكم في عام 2012، على غرار مليشيا الحرس الثوري في إيران.
ولعل أول اللقاءات، ما كشفه المسؤول عن العلاقات الدولية في التنظيم الدولي للإخوان يوسف ندا في تصريحات صحفية سابقة له، بالتطرق إلى زيارة وفد من التنظيم لطهران؛ من أجل تهنئة الخميني بنجاح ما يسمى بـ"الثورة الإيرانية" عام 1979.
كما يعترف ندا، بأنه زار الخميني في مقر إقامته في نوفشاتيل بفرنسا، قبل عودته لبلاده بعد 1979.
وبعد هذا التاريخ، تعددت اللقاءات بين الإيرانيين وقيادات جماعة الإخوان تحت مسميات متعددة، كان أبرزها مسمى "التقريب بين المذاهب"، وعقدت اجتماعات ومؤتمرات تحت هذا المسمى في طهران، ومدن أوروبية منها لندن وإسطنبول.
كما كشف موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عن وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية تضمنت معلومات عن اجتماع بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان عام 2014 للعمل ضد السعودية.
واعترف إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان، والمقيم في لندن، باللقاء السري لوفد الحرس الثوري الإيراني، مؤكدا أن ما جاء في الوثائق المسربة عن لقاء جمع قيادات من جماعة الإخوان ومسؤولين إيرانيين، أمر صحيح وحدث بالفعل عام 2014.