مصر تطوّق المخدرات.. انخفاض غير مسبوق في نسب الإدمان
مسؤول مصري يقول إن حكومة بلاده تجري مسحا شاملا لتدقيق المعطيات حول تدني نسب استهلاك المخدرات، مضيفا أن النتائج إيجابية للغاية
بدأت جهود الحكومة المصرية بملف مكافحة الإدمان والتعاطي تؤتي ثمارها، إذ انخفضت المعدلات بنسب غير مسبوقة وفق التقارير الرسمية، مع استمرار حملات التوعية بخطورة التعاطي، وتوفير فرص العلاج المجانية.
وقال الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي في مصر: "إن الحكومة تجري مسحاً شاملاً لتدقيق المعطيات حول تدني نسب استهلاك المخدرات"، مشيرا إلى أن النتائج إيجابية للغاية.
وحسب المسح المُنجَز عام 2014، بلغ معدل التعاطي في مصر نحو 10% مقارنة بـ5% للمؤشر العالمي.
وأضاف عثمان في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن سبب ارتفاع مؤشر التعاطي بمصر ما يسمى "التعاطي التجريبي" بمعنى ربط فكرة الاستهلاك بالمناسبات الاجتماعية مثل الأعياد والأفراح كطقس من طقوس الاحتفال ثم يتحول إلى عادة ومع تكرار الأمر يصبح إدمانا.
وتابع أن نسبة التعاطي انخفضت بشكل عام، موضحا أنها تدنت بين العاملين بالجهاز الإداري للدولة من 8% إلى 2% والسائقين المهنيين من 24% إلى 12%، كما تراجعت النسبة بين سائقي المدارس من 12% إلى نحو 2.7%.
وأكد أن عدد المقبلين على العلاج تزايد بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، بفضل الإعلان الذي قدّمه نجم الكرة المصري محمد صلاح للتوعية من خطر الإدمان، مضيفا أن عدد المقبلين على علاج الإدمان في مصر ارتفع 4 أضعاف خلال 6 أشهر وبلغ 64 ألف شخص والعام الماضي 116 ألف مريض.
وكشف عثمان تخصيص مستشفى لعلاج المراهقين من التعاطي بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية؛ نظرا لتزايد أعداد متعاطي المخدرات في الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاما، وهو السن الأكثر خطورة.
وقال مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي المصري: "إن المخدرات بكل أنواعها خطيرة، لكن بدرجات تتفاوت وفق نوع المخدر ودرجة انتشاره"، موضحا أن مخدر الترامادول يتصدر أكثر الأنواع انتشارا بين المصريين.
وينفذ صندوق مكافحة الإدمان بالتعاون مع وزارة الصحة ومصلحة الطب الشرعي حملات مكثفة للكشف على الموظفين في الجهاز الإداري بالدولة للتأكد من سلامتهم، إذ جرى فحص ما يفوق 35 ألف موظف في مختلف القطاعات، خلال الأشهر الماضية.
وأوضح عثمان أن حملات الكشف مستمرة وتستهدف 300 ألف موظف في الأشهر المقبلة.
وتفرض الحكومة المصرية إجراءات حاسمة بشأن من يثبت تعاطيه المخدرات من الموظفين بالجهاز الإداري للدولة، تصل إلى حد الفصل نهائيا من العمل.
ولم تكتفِ الجهود بالكشف عن المتعاطين وتقديم العلاج المجاني لهم؛ لكن حرصت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية على توفير برنامج لدمجهم في المجتمع، وفرص عمل أو تمويل مشروعات صغيرة، لضمان مصدر دخل ومساعدتهم على بدء حياة جديدة.
وأكدت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن المصرية، استمرار توفير التمويل اللازم بغية دعم مشروعات صغيرة للمتعافين من تعاطي المخدرات عبر مبادرة "بداية جديدة" وتمكينهم من إنشاء مشروعات تساعدهم على العودة إلى العمل والإنتاج وتمكينهم من إيجاد مصدر رزق لهم يعينهم على أعباء الحياة ويساعدهم في الإنفاق على أسرهم.
وقبل أسابيع افتتحت والي مركز العزيمة لعلاج مرضى الإدمان في محافظة أسيوط، وهو أول مركز من نوعه بصعيد مصر، ويستهدف تقديم خدمات علاجية لنحو 4000 مريض سنويا.
وبحضور النجم العالمي محمد صلاح وعدد من مشاهير الكرة المصرية أعلنت الوزيرة المصرية أثناء حفل انطلاق المرحلة الـ5 من حملة "أنت أقوى من المخدرات" أنها نجحت في تحقيق تفاعل كبير على المستويين المحلي والدولي، حيث تفاعل معها أكثر من 70 مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي محليا، بينما حظيت بإشادة مؤسسات دولية عدة في مقدمتها الأمم المتحدة ووصفتها وزارة الأمن العام في الصين بأنها إحدى الحملات الملهمة لمكافحة الإدمان كما ترجمتها إلى اللغة الصينية.
aXA6IDMuMTQ0Ljk2LjEwOCA= جزيرة ام اند امز