لدعم الإرهاب.. المخدرات سوق رائجة داخل إيران
رخص ثمن المواد المخدرة خلافا لغلاء بضائع أخرى في إيران يثير تساؤلات حول هوية الجهة التي تتحكم في عصب سوق هذه التجارة المحرمة بالبلاد
تمثل تجارة المخدرات إحدى الركائز الأساسية لتأمين غطاء مالي لصالح مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابية وذراعها الخارجية فيلق القدس الذي يتزعمه الجنرال قاسم سليماني المدرج دوليا على قوائم الإرهاب منذ عام 2011.
ويثير رخص ثمن بيع المواد المخدرة خلافا لموجات غلاء تجتاح بضائع أخرى في عموم إيران (31 إقليما)، تساؤلات عديدة حول هوية الجهة التي تتحكم في عصب سوق هذه التجارة المحرمة داخل البلاد.
صحيفة إندبندنت البريطانية سلطت الضوء في تقرير لها على هذه القضية عبر نسختها الصادرة بالفارسية، موضحة أن الحرس الثوري يسيطر على أرصفة بحرية خاصة غير خاضعة لأي مراقبة حكومية، ويباشر من خلالها شحن وتفريغ المخدرات إلى داخل وخارج إيران.
وأكد التقرير أن هناك أدلة كافية تدين المليشيا الإيرانية التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية قبل 3 أشهر، مشيرا إلى أن سوق المخدرات في إيران تصب عوائدها رأسا في حسابات جنرالات الحرس الثوري الإيراني بغية إنفاقها لصالح دعم التدخلات العسكرية ذات الطابع الأيدولوجي خارج الحدود.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن فيلق القدس الإرهابي يرى في التدفقات المالية الناجمة عن تجارة وتهريب المخدرات مصدرا نقديا سريعا بجانب الميزانية الباهظة والسرية التي تخصصها حكومة طهران له من الخزانة العامة.
وتحولت أموال المخدرات إلى أحد أبرز المصادر المغذية لأنشطة غسل الأموال التي تديرها مليشيا الحرس الثوري الإيراني أيضا، على مستوى قطاعات مثل كرة القدم، والسينما، حتى الدعاية والإعلانات الدعائية ووكالات الأنباء المحلية.
وتطرق التقرير إلى أن أفغانستان تعد البوابة الأولى لأنشطة الحرس الثوري في تجارة المخدرات باعتبار أن السلطة المركزية في كابول لديها تراخٍ نسبيا تجاه تأمين الحدود الفاصلة بين البلدين.
وتركز المليشيا الإيرانية التخريبية والمسؤولة عن إثارة الفوضى داخل بلدان إقليمية عدة، على إنتاج مخدرات باهظة الثمن من قبيل الهيروين والكوكايين التي تباع في نطاقات طبقات اجتماعية مرفهة بعض الشيء.
ومن الواضح أن تجار المخدرات على دراية كبيرة للغاية بمعدلات الاستهلاك لكل الأصناف داخل إيران بحكم علاقاتهم مع مليشيا الحرس الثوري، لذا يتحكمون في حركة السوق سواء بالبيع أو بالتوزيع على نحو جيد، وفقا للتقرير.
الأمر الأكثر خطورة من وجهة نظر الصحيفة البريطانية أن تحكم الحرس الثوري في تجارة المخدرات بإبقاء أسعارها متاحة بعض الشيء خلافا لسلع أخرى زادت قيمتها لضعفين خلال 2018 - 2019 على التوالي، وهو ما يفتح الباب أمام ارتفاع أعداد المدمنين.
ويتصدر الأفيون قائمة المخدرات الرائجة في إيران، يليه الهيروين، والمورفين، والحشيش، وأخيرا يندرج ما يعرف بمخدر الشيشة ضمن الأنواع التي تباع على المستوى الشعبي الأقل دخلا بسبب تدني جودتها.