مصر بين زلزالين يفصلهما 28 عاما.. درجات متقاربة و4 اختلافات
السلطات المصرية لم تسجل أي خسائر بالأرواح والمنشآت بسبب الزلزال الذي وقع الإثنين والذي يقل برقم ضئيل عن الزلزال الشهير الذي حدث في 1992
مر الزلزال الذي وقع في مصر، الإثنين، بمحافظات القاهرة والجيزة والسواحل الشمالية، بردا وسلاما على المصريين، بالرغم من شعورهم بالهزة الأرضية.
وتسجل الشبكة القومية للزلازل في مصر يوميا أكثر من زلزال، ولكنه يكون ضعيفا جدا وغير محسوس، ولكن الزلزال الذي حدث، الإثنين، كان من النوع المتوسط، إذ بلغت قوته 5.5 درجة على مقياس ريختر، كما يقول الدكتور أبوالعلا أمين، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والرئيس السابق للمعهد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية".
ولم تسجل السلطات المصرية أي خسائر بالأرواح والمنشآت بسبب هذا الزلزال، والذي يقل برقم ضئيل عن الزلزال الشهير الذي حدث قبل 28 عاما، والذي كانت قوته 5.8 درجة، ولكن الفارق الرئيسي بينهما يكمن في 4 اختلافات تسببت في حجم التأثير الكبير لزلزال 1992، مقارنة بزلزال الاثنين.
ويوضح أمين هذه الاختلافات قائلا: "الأول هو أن زلزال أمس كان مصدره يبعد عن القاهرة 800 كيلو متر، بينما زلزال 1992 كان يبعد 35 كيلو متر، والثاني أن الجيولوجيا السطحية للمنطقة التي حدث فيها الزلزال القديم كانت تربة طينية هشة تجعل موجات الزلزال أكثر قوة، بحيث تقارب قوته في تلك الحالة زلزالا قوته 7.5 على مقياس ريختر في منطقة الجيولوجيا السطحية الخاصة بها غير هشة، والاختلاف الثالث هو أن البيوت أثناء الزلزال القديم كان معظمها لا يراعي معامل أمان الزلازل، وأخيرا كان الوعي ضعيفا، حيث ضاعف عدم وعي الناس من حجم الخسائر".
وتحدث الزلازل عموما بسبب اصطدام بين الصفائح التكتونية، وحدث زلزال، الاثنين، بسبب أن الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أفريقيا، وهي عبارة عن طبقة عملاقة طولها يصل لـ125 كيلومترا تحت اليابسة و25 كيلومترا تحت المياه تصطدم وتغوص تحت الصفيحة التكتونية الأورآسيوية، وحينما يحدث هذا التصادم تتكون مناطق ضعف فى شكل أخوار وخنادق يصل طولها إلى مئات الكيلو مترات، تستمر في دفع بعضها البعض، ولكنها لا تتحرك، وبعد فترة من الزمن تتكسر الصخور بسبب قوة الضغظ المتراكم مسببة حدوث الزلازل.
ويقول أمين: "يعد خروج هذه الطاقة في صورة زلازل ضعيفة أو متوسطة، كما حدث في زلزال الاثنين، من رحمة الله بعباده، لأن عدم خروج تلك الطاقة وتجمعها يمكن أن يؤدي لزلازل أضخم وأكثر تدميرا".
وتسجل الشبكة القومية للزلازل في مصر يوميا أكثر من زلزال ضعيف تستشعره أجهزة الرصد، ولا يشعر به المواطنون، حيث يشعرون فقط بالزلازل التي تكون متوسطة أو كبيرة.
وتعمل الشبكة المصرية من خلال 70 محطة، ويتابع أمين: "أماكن تلك المحطات تم اختيارها بدقة استنادا للتاريخ الزلزالى لمصر كلها، وهذا يجعل من المستحيل حدوث أى زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى لو كان أقل من الصفر".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز