أضخم مجمع أسمدة بالمنطقة.. مصر تحارب الإرهاب بالتعمير
افتتحه السيسي بعد هجوم "معهد الأورام" بيومين
خبراء يؤكدون أن افتتاح مجمع الأسمدة الأضخم بالشرق الأوسط بعد هجوم "معهد الأورام" بيومين دلالة على استخدام التنمية كسلاح ضد العنف
أكد خبراء معنيون أن الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة المصرية الحالية بالتعمير والتنمية هي أفضل وسيلة لمحاربة الإرهاب.
- محمد بن زايد: مصر تمضي بثبات نحو مزيد من التنمية والازدهار
- السيسي: مصر واجهت الإرهاب "بقوة" ودمرت بنيته التحتية
وأضاف الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن افتتاح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، مجمع "الأسمدة الفوسفاتية والمركبة" بمنطقة العين السخنة بمحافظة السويس شرقي القاهرة الذي يعد الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط، بعد يومين فقط من الحادث الإرهابي أمام معهد علاج الأورام "بوسط القاهرة" أكبر دليل على استخدام التنمية كسلاح ضد العنف.
وأشار الخبراء إلى أن "مثل تلك المشاريع الكبرى تزيد من عزيمة المصريين، وتعد ضربة قوية لقوى الشر التي تستهدف تخريب الاقتصاد القومي بالأساس".
وتعهد الرئيس السيسي خلال كلمته على هامش الافتتاح بمواصلة "طريق البناء والتطوير"، مؤكدا "التحرك بجدية ومسؤولية لتغيير الواقع الذي تعيشه البلاد"، وشدد على أن "الأشرار والمخربين لن يستطيعوا قتل الأمل الذي يعيشه المصريون".
وتتهم مصر تنظيم الإخوان، المصنف رسميا "جماعة إرهابية"، بالوقوف وراء الأعمال الإرهابية التي قلت وتيرتها مؤخرا في ظل التشديد الأمني.
وقال حامد المسلمي الباحث في شؤون الإرهاب والإسلام السياسي بجامعة القاهرة: "إن محاربة الإرهاب تعتمد على سبل متعددة، وذلك لاختلاف الأسباب المكونة والداعمة للإرهاب".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الأولوية القصوى إن كانت على المدى القريب مواجهة الإرهاب بالوسائل الأمنية والعسكرية، فإن استراتيجية مكافحة الإرهاب على المدى المتوسط والبعيد تعتمد بالأساس على الوسائل الثقافية والمواجهات الفكرية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة".
وطالب المسلمي الحكومة المصرية بـ"بذل المزيد من جهود التنمية بجانب المواجهات العسكرية لاستئصال الإرهاب، وكذلك المؤسسات الثقافية والتعليمية والدينية الرسمية وغير الرسمية ببذل المزيد من الجهود في الميادين الثقافية، باعتبار أن دور المثقفين وعموم الشعب لا يقل أهمية في صياغة خطاب ثقافي طارد للأفكار الإرهابية ومفكك للحاضنة الشعبية لبعض أفكاره".
من جهته، أشار أحمد علي الباحث في شؤون الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة إلى أن "المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة المصرية خلال الخمس أعوام الماضية مثلت بعدا مهما وقويا في مسيرة التنمية الاقتصادية من الشق الاقتصادي، وكذلك في مكافحة الإرهاب باعتبارها تمثل السلاح الأقوى".
وأوضح أن "إنشاء هذه المشروعات وما تحققه من طفرة تنموية على كل الأصعدة يساهم في كبح الإرهاب بكل الصور من خلال توفير فرص العمل والتوسع العمراني بما لا يدع للإرهاب مكانا التغلغل والانتشار".
ويضيف علي لـ"العين الإخبارية" أن "مشروع إنشاء مجمع الأسمدة الفوسفاتية المركبة في العين السخنة مثلا يضم 9 مصانع لإنتاج الأسمدة بطاقة إنتاجية نحو مليون طن سنويا بتكلفة 12 مليار جنيه، على مساحة 400 فدان، ويوفر 1500 فرصة عمل مباشرة، وهو ما يعد قيمه اقتصادية كبيرة لمواجهة مشكلة البطالة".
ونوه الخبير الاقتصادي بأن "افتتاح مجمع الأسمدة عقب حادث معهد الأورام الإرهابي يعد دلالة قوية على أن مصر مستمرة في مسيره التنمية إيمانا منها بأنها السلاح الأقوى لمواجهه الإرهاب".
بدوره، أكد النائب طارق متولي عضو لجنة الصناعة بالبرلمان المصري أن "حادث معهد الأورام الإرهابي يستهدف بالأساس زعزعة أمن واستقرار مصر وعرقلة مسيرة التنمية بها".
وأوضح أن مثل تلك المشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها تشير إلى أن "كل جهود الجماعات الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف لن تنال من عزيمة الشعب المصري ولن تزيده إلا إصرارا على المضي قدما في مسيرة التنمية".