طقس حار في "يناير البارد".. سر "الأجواء الغريبة" على مصر (خاص)
شهدت مصر مؤخراً ارتفاعاً في درجات الحرارة، على غير عادة هذه الأيام من شهر يناير/ كانون الثاني.
وبلغت درجة الحرارة العظمى في نهار يوم الجمعة الماضي 26 درجة مئوية بحسب ما أعلنت عنه هيئة الأرصاد الجوية، بشكل أثار دهشة واستغراب المصريين، الذين اعتادوا على برودة الأجواء خلال هذه الفترة من السنة.
هذه الحالة أثارت عددًا من الأسئلة والاستفسارات بشأن الشعور بالاحترار في ذروة فصل الشتاء، وهو ما حدث نتيجة عدد من العوامل والأسباب التي عددها متخصصو الأرصاد الجوية لـ"العين الإخبارية".
أسباب ارتفاع درجات الحرارة
كشفت الدكتورة إيمان شاكر، مدير عام مركز الاستشعار عن بُعد بهيئة الأرصاد الجوية في مصر، أن درجات الحرارة ارتفعت منذ 10 أيام ماضية، بحيث كانت أعلى من المعدلات الطبيعية بحوالي درجتين إلى 4 درجات مئوية على معظم أنحاء الجمهورية.
وأرجعت "شاكر" في حديثها مع "العين الإخبارية" ارتفاع درجات الحرارة إلى وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، مع وجود منخفض جوي أدى لهبوب رياح ما بين جنوبية شرقية وشمالية شرقية.
ما سبق، أكدته الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر: "بالفعل شهدنا الأسبوع الماضي ارتفاعًا في درجات الحرارة، وكانت أعلى من المعدلات الطبيعية بالنسبة لهذا الوقت من العام، وكانت ذروة الارتفاعات يوم الجمعة الماضي".
وأوضحت "منار" لـ"العين الإخبارية" أن الحرارة ارتفعت بسبب "مصادر الكتل الهوائية القادم معظمها من الصحراء، وهي بطبيعة الحال مناطق دافئة خلال ساعات النهار، إضافةً إلى وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا عمل على زيادة فترات سطوع أشعة الشمس خلال ساعات النهار، وبالتالي شعرنا بارتفاع درجات الحرارة".
ونوه الدكتور وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية في مصر، بأن سبب ارتفاع الحرارة يعود إلى التوزيعات الضغطية سواء على سطح الأرض أو في طبقات الجو العليا، بجانب مصادر الرياح المصاحبة لهذه التوزيعات.
وشرح "سعودي" في حديثه مع "العين الإخبارية": "نحن حتى اليوم نستمر تحت تأثير رياح معظمها شمالية شرقية قادمة من شبه الجزيرة العربية، وهو ما يتزامن معها وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، بدوره يؤدي إلى الارتفاع في درجات الحرارة بأعلى من المعدلات الطبيعية".
موعد انخفاض الحرارة من جديد
أشارت الدكتورة إيمان شاكر إلى أن ارتفاع الحرارة في أشهر الشتاء أمر استثنائي، رغم حدوثه لأكثر من مرة في السنوات الماضية، وتحديدًا في أعوام 2015 و2018 و2021.
وذكرت أن درجات الحرارة ستعاود الانخفاض مجددًا بدايةً من الثلاثاء، بحيث تصل درجة الحرارة العظمى إلى 18 درجة مئوية، متوقعةً وجود منخفضات في طبقات الجو العليا التي من شأنها أن تؤدي لنشاط رياح يزيد الإحساس ببرودة الطقس، ويؤدي لسقوط الأمطار على مناطق من السواحل الشمالية وشمال الوجه البحري.
وقالت الدكتورة منار غانم إنه في إحدى السنوات ارتفعت درجات الحرارة في شهر يناير/ كانون الثاني إلى 29 درجة مئوية: "من الطبيعي أن تتراوح درجات الحرارة العظمى في هذا الشهر ما بين 19 إلى 17 درجة مئوية".
هل للتغيرات المناخية دور؟
اعتبرت الدكتور إيمان شاكر أن التغيرات المناخية، وبموجب تأثيرها على العالم أجمع، كان لها دور في ارتفاع درجات الحرارة، واستدركت: "هو ارتفاع مؤقت في فصل الشتاء".
وأردفت: "العام الماضي كان الشتاء باردًا بشكل كبير، واستمرت البرودة لفترات طويلة، لكن الشتاء هذا العام أدفأ بكثير من السنة الماضية، وهذا نتيجة التغيرات المناخية".
بينما رأت الدكتورة منار غانم أن التغيرات المناخية لا علاقة لها بارتفاع درجات الحرارة في ذروة فصل الشتاء: "نقول إن التغيرات المناخية هي السبب حال ثبوت ظاهرة مكررة على مدار أكثر من 30 عامًا، لا نستطيع الحكم من عام أو اثنين، هو أمر في النهاية يتعلق بالتوزيعات الضغطية المؤثرة على مصر في الأوقات المختلفة".