قفزة في إنتاج الطاقة المتجددة بمصر.. دور استثنائي للقطاع الخاص
تولي مصر اهتماماً كبيراً بقطاعات الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، من خلال التوسع في مشاركة القطاع الخاص ودعمه في هذا المجال.
جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى رفيع المستوى لترابط قطاع الطاقة، والمنعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية خلال الفترة من 21 الى 25 أبريل/نيسان 2024، تحت رعاية مجلس الوزراء المصري. ويتم تنظيم المنتدى من خلال جمعية مرافق الطاقة الأفريقية (APUA)، بدعم من بنك التنمية الأفريقي (AfDB)، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) وبالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة (MoERE) والشركة القابضة لكهرباء مصر (EEHC) وبرعاية العديد من الشركات العالمية والمحلية.
من جانبه، قال جابر الدسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر ورئيس اللجنة العلمية لمنظمة الـAPUA: "إن وزارة الكهرباء المصرية تستهدف فتح مجال أكبر أمام القطاع الخاص للتوسع في مشروعات إنتاج الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة".
- الإمارات وعُمان.. علاقات تاريخية وشراكات استراتيجية وتجارية راسخة
- حريق في خط لنقل النفط بسوريا.. واشتباه في محاولة سرقة فاشلة
وأكد الدسوقي، في بيان رسمي، أن إمكانات الطاقة المتجددة الكبيرة وهذه المشاريع الضخمة في مصر سوف تساعد في الحصول على برامج للتصنيع المحلي لمكونات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، اعتماداً على توافر المواد الخام والعمالة الماهرة.
وأضاف أن الشركة القابضة لكهرباء مصر تقوم بوضع كامل إمكانياتها وخبرائها وخبراتها لدعم قدرات ومهارات الموارد البشرية الأفريقية حيث بلغ إجمالي المتدربين 9200 متدرب من 50 دولة أفريقية.
وأشار إلى أن موضوع المنتدى يهدف إلى إنشاء منصات لاجتماع وزراء قطاع الطاقة الحكوميين والمديرين التنفيذيين لمرافق الطاقة والمديرين التنفيذيين الإقليميين لتجمعات الطاقة والشركاء المحليين والدوليين لتحديد الأولويات والاتفاق على الآليات والإجراءات لمعالجة القضايا الحاسمة المتعلقة بأمن الطاقة والوصول إليها والتصنيع والتكامل الإقليمي.
الأجندة الأفريقية
وأكد الدسوقي، أنه ينبغي الاتفاق على هدف واحد من انعقاد هذا المنتدى، وهو الدفع والمضي قدماً نحو تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة، وذلك من أجل الوصول إلى "قارتنا الأفريقية التي نريدها".
وبدوره، ألقى أحمد مهينة رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي ومتابعة الأداء والتعاون الدولي الكلمة الافتتاحية وذلك نيابة عن محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقال أحمد مهينة، إن مصر تسعى لزيادة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة لأكثر من 42% عام 2030، مشيراً إلى أنه صدرت العديد من القرارات بتخصيص مساحات أراضٍ إضافية لمشروعات الطاقة المتجددة ليتجاوز إجمالي المساحات المخصصة لتلك المشروعات 32 ألف كيلو متر مربع.
وأضاف أن اجتماعات اليوم تأتي في مرحلة هامة يشهد العالم فيها تحولاً فى الطاقة نظراً للعديد من التغيرات العالمية، والتي سوف تتطلب تغييراً في شكل إنتاج واستهلاك الكهرباء، لأسباب عديدة منها تغير المناخ، وزيادة الطلب على الطاقة، والتقدم التكنولوجي.
وأكد أنه من خلال التعاون بين الحكومات والشركات والأفراد، يمكننا تحقيق تحول ناجح في الطاقة، وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. وتعد هذه المنتديات محوراً أساسياً لإنشاء منصات تواصل بين السادة وزراء الطاقة الأفارقة والسادة المعنيين بقضايا الطاقة بهدف تحديد الأولويات والاتفاق على الآليات والإجراءات التي تسعى لمعالجة القضايا الحاسمة المتعلقة بأمن مصادر الطاقة وتسهيل الوصول إليها وتعزيز عملية التصنيع والتكامل داخل القارة الأفريقية.
أهداف مؤتمر COP28
وذكر مهينة أن مثل هذه المنتديات تهدف إلى الدفع بقضايا تحول الطاقة في أفريقيا إلى مصادر الطاقة النظيفة تماشياً مع قرارات مؤتمر الأطراف COP28 والعمل على إعادة التأكيد على الأدوار والمسؤوليات الاستراتيجية لكل أصحاب المصلحة المعنيين بقضايا الطاقة لتحقيق الأهداف المرجوة. ولم تسهم أفريقيا إلا قليلاً في تغير المناخ ولم تولد سوى جزء ضئيل من الانبعاثات العالمية، لكنها تعد أكثر القارات تأثراً وضرراً بشدة بسبب آثار تغير المناخ، وبالنظر إلى موقعها الجغرافي، ستكون القارة معرضة بشكل خاص بسبب القدرة التكيفية المحدودة إلى حد كبير، وتفاقم انتشار الفقر، ويشكّل تغير المناخ تهديداً خاصاً لاستمرار النمو الاقتصادي وسبل كسب العيش للسكان الضعفاء.
وأضاف أنه بناءً على تقرير "تمويل الطاقة النظيفة في أفريقيا" والصادر عن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فإن قرابة 40% من سكان أفريقيا لا يحصلون على مصادر للكهرباء، بالإضافة إلى قرابة 70% من سكان أفريقيا لا يحصلون على مصدر للطهي النظيف.
وتابع: وعلى جانب آخر تمتلك أفريقيا 60% من مصادر الطاقة المتجددة في العالم (على سبيل المثال، مصادر المياه والرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية) بالإضافة إلى ثروة معدنية هائلة".