داعش يواجه هزائمه أمام الجيش المصري باستهداف الأقباط
خط واضح للأحداث الدامية في مدينة العريش شمال سيناء المصرية، بدأت وتيرته في التصاعد عقب رسالة بثها تنظيم داعش الإرهابي الأحد الماضي.
خط واضح للأحداث الدامية في مدينة العريش المصرية بشمال سيناء، بدأت وتيرته في التصاعد عقب رسالة بثها تنظيم داعش الإرهابي الأحد الماضي، دعا خلالها على تطبيق الرسائل المشفرة "تيليجرام" لاعتداءات جديدة ضد الأقباط.
منذ ذلك الوقت، بدأ الاستهداف الفردي الإرهابي للأقباط على صعيد متكرر، متركزا في مدينة العريش.
وبالنظر إلى أسلوب عمل التنظيم الإرهابي الذي يعتمد على الإعلام سلاحا لنشر فظائعه، عمد داعش إلى استهداف الأقباط، قاصدا قيادة وسائل الإعلام، لاسيما غير المصرية، لفخ تصوير الهجمات الفردية كاضطهاد طائفي للأقباط، الأمر الذي بدا جليا في تناول وكالات الأنباء الكبرى لهذه الحوادث المتتالية.
خلال الأيام التي أعقبت دعوة داعش، تم استهداف الأقباط بـ 3 اعتداءات فردية متكررة بين قتل أفراد وحرق منازلهم، ما أسفر عن هروب العشرات من العريش إلى الإسماعيلية، أقرب المدن الواقعة على خط قناة السويس.
وفي الواقعة الأخيرة ضمن هذه الحوادث، قتل مسلحون قبطيا داخل منزله في مدينة العريش، أطلقوا النار على الرجل أمام أسرته، التي فرت من المنزل تباعا، ثم أحرق المسلحون المنزل واختفوا.
استهداف الأقباط أحدث موجة حزن وغضب واسعة النطاق عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، بين شجب هذه الهجمات الجبانة والدعوة للوحدة في مواجهتها، والتضامن مع الأسر المصرية في العريش ممن انتابتهم حالة من الخوف أدت بهم إلى ترك منازلهم لمدينة مجاورة.
تزامن ذلك مع إجراءات أمنية مشددة في العاصمة والمحافظات، بعد توجيهات مباشرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتخاذ ما يلزم من إجراءات للحد من تكرار هذه العمليات، لاسيما في العريش التى تحولت بمحيطها لمركز معركة مصر ضد الإرهاب.
العملية العسكرية الموسعة التي يشنها الجيش المصري منذ شهور أدت إلى قطع طرق تمويل وإمداد التنظيم بالسلاح، فضلا عن خسارته الفادحة في الأسلحة والمتفجرات والمركبات والعدة والعتاد، تلك التي كان التنظيم يعتمد عليها في هجماته الموسعة ضد كمائن الجيش المصري ومواقع تمركزه، من ثم عمد التنظيم إلى استخدام سلاحه الأخير، توجيه الدعوة للمتطرفين بهذه المنطقة للقيام بعمليات فردية من تلقاء أنفسهم، لن تحدث أثرها المطلوب دون تناول إعلامي، ومن ثم يصبح استهداف الأقباط دون غيرهم بالقتل والذبح والحرق مادة إعلامية مثيرة لافتة للنظر.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، بوعيها الوطني التاريخي المعهود، حذرت من فتنة يسعى التنظيم إلى بثها، ببيان صدر الجمعة، أدانت فيه الأحداث الإرهابية المتتالية التي تعرض لها المواطنون المسيحيون المصريون في شمال سيناء.
وقالت الكنيسة "تتابع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وتدين الأحداث الإرهابية المتتالية الحادثة حاليا في شمال سيناء، التي تستهدف أبناء الوطن من المسيحيين المصريين والتي تعمد إلى ضرب وحدتنا الوطنية وتحاول تمزيق اصطفافنا جبهة واحدة في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يتم تصديره لنا من خارج مصر، استغلالا لحالة التوتر المتصاعد والصراع المستعرة في كافة أرجاء المنطقة العربية".
وأضاف البيان "وتنعي الكنيسة أبناءها، أبناء الوطن وتثق أن دماءهم الغالية على الله تصرخ أمامه طالبة العدل فهو الذي سينظر ويحكم".
وأكد البيان أن الكنيسة في تواصل مستمر مع المسؤولين حسب مواقفهم ومع الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء ومع المحليات لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات واختتم البيان قائلا: "حفظ الله مصرنا الغالية التي ستظل دوما وطنا نعيش فيه ويعيش فينا".
كما أدانت الطائفة الإنجيلية بمصر الأحداث الإرهابية، والتي استهدفت المواطنين هناك، خاصة المسيحيين في العريش وبعض المدن المجاورة لها.
وأكدت الطائفة، في بيان مماثل، أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تستهدف في المقام الأول النيل من وحدة أبناء الوطن الذين يقفون صفا واحدا خلف قيادتهم السياسية في مواجهة الإرهاب الأسود، الذي يعمل على تمزيق وحدة هذا الشعب.
وأشار البيان إلى أن الكنائس الإنجيلية بمصر، وبالتنسيق مع من الكنائس الأخرى والمسئولين بالدولة، تعمل على توفير كافة سبل المعيشة الكريمة للعائلات التي تم خروجها من العريش، إلى أن تعود الحياة هناك إلى طبيعتها، وتستطيع هذه الأسر العودة إلى ديارها والعيش في أمان.
واختتم البيان بالصلاة من أجل حفظ مصر، مقدما عزاء الكنيسة لأسر الشهداء الذين استشهدوا على يد الجماعات الإرهابية.