قائد سابق بالجيش المصري يروي لـ"العين الإخبارية" تفاصيل "مناظرة شارون"

احتلت المناظرة بين اللواء سمير فرج، القائد السابق بالجيش المصري، وأرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أهمية كبيرة في مصر.
جاء ذلك بعد إشادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في الذكرى الـ48 لنصر أكتوبر المجيد، الأربعاء، بالمناظرة التي جمعت المدير السابق للشؤون المعنوية بالجيش المصري اللواء سمير فرج، وشارون على شاشة شكبة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عام 1975.
ووجه السيسي، التحية لفرج، الذي كان قائدًا لكتيبة الرئيس المصري بالقوات المسلحة حين كان ( السيسي) برتبة ملازم.
وقال الرئيس المصري، خلال كلمته اليوم في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، إنه: "تحية وتقدير يا فندم لأنك كنت قائد كتيبتي".
وأشار السيسي، إلى أن اللواء سمير فرج كان له شهرة كبيرة وصلت حتى بريطانيا؛ حيث دارت بينه وأرئيل شارون مناظرة سابقة، مؤكدًا أنه "تعلم منه الكثير من الخبرات، لاسيما المتعلقة بحل جميع المشكلات".
بدوره، روى اللواء سمير فرج لـ"العين الإخبارية" تفاصيل المناظرة التي جرت بينه وبين أرئيل شارون الذي يعتبر بالنسبة لإسرائيل بطلا قوميا.
وقال فرج: "كان موضوع المناظرة تقييم للخطة المصرية في اقتحام خط بارليف خلال حرب 1973، مقابل الخطة الإسرائيلية، على أن يقوم معهد الدراسات الاستراتيجية بطرح الأسئلة وتقييم المناظرة".
ويقول فرج وهو خبير استراتيجي مصري، أنه:"لقد استمرت المناظرة بيننا لمدة ساعة ونصف على الهواء مباشرة، عرضت خلالها خطة القوات المصرية في اقتحام القناة، وكيف نجح الجيش في اقتحام أكبر مانع مائي في التاريخ وسقوط خط بارليف".
ويوضح: "كان تركيزي على أن يكون عرض التخطيط المصري وإدارة القتال لحرب أكتوبر 1973 يتسم بالوضوح والدقة، وكنت مسلحا بمعلومات دقيقة جدا، علاوة على اطلاعي على جميع مجريات الأمور على جبهة القتال حيث إنني كنت في غرفة عمليات الحرب آنذاك".
ويضيف مدير الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري: "حين شرحت خطة العبور المصرية واقتحام خط بارليف ركزت تماما على أن التخطيط للعملية الهجومية لاقتحام الخط وعبور القناة كان تخطيطاً مصرياً خالصاً"، وذلك ردا على سؤال أحد أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية: كيف كان التخطيط مصرياً وما رأيناه هو أنكم التزمتم بتكتيكات وأساليب القتال في العقيدة السوفيتية؟.
في المقابل، يروي اللواء سمير فرج أن أحد أساتذة المعهد الاستراتيجي وجه سؤالا للجنرال "آنذاك" شارون حول حقيقة أن خسائر إسرائيل في الثغرة تساوي خسائركم في حروب 1973، و1967، و1956 لذا يطلقون عليك الجنرال الدموي) فعلق شارون غاضبا بأنه "الجنرال الذي حقق لإسرائيل انتصارات عسكرية عديدة".
ويتابع: "بسؤال المعهد أيضا لشارون عن طبيعة عنصر المفاجأة في حرب أكتوبر، وهل كانت في توقيت هجوم الجيش المصري يوم عيد الغفران وموعده، أم في الهجوم المشترك المصري السوري.. أم ماذا؟، فجاء رده بأن المفاجأة كانت في الجندي المصري، حيث إن الجندي الذي قابلوه في 1973 لم يكن نفس الجندي الذي كان موجودا عامي 1956 و1967".
ولفت فرج إلى تأكيد شارون في كلمته بالمناظرة إنه "يجب على المخطط الإسرائيلي في أي حرب قادمة مع مصر أن يضع في حساباته نوعية هذا الجندي الجديد".
ودلل شارون على حديثه في ذلك الوقت بأنه "حين عبر خلال الأيام الأولى للحرب في اتجاه الإسماعيلية بـ 10 دبابات، واجههم 7 جنود مصريين ببسالة شديدة، ووجهوا نيران أسلحتهم نحو الفرقة الإسرائيلية، لكن المعركة انتهت بموت الجنود المصريين"، وفق ما نقله فرج.
وانتهت المناظرة، وفق الواء سمير فرج، بإعطاء معهد الدراسات الاستراتيجية البريطاني في تقييم الخطة والقيادة المصرية 8 درجات، فيما حصلت القيادة الإسرائيلية على 4 درجات فقط، مع طرح المعهد توصيات معظمها سلبية حول خطط وأداء الجيش الإسرائيلي في الحرب.
وبالنسبة لتقييم القيادة المصرية، فقد جاءت إيجابية بعد أن أوصى معهد الدراسات الاستراتيجية بأنه يجب أن تدرس المعاهد العسكرية والمراكز العلمية الفكر المتطور والتخطيط المتميز للقيادة المصرية، وأداء الجندي المصري في الحرب.
ونبه اللواء سمير فرج إلى أنه "كان أول دارس مصري التحق بكلية كمبرلي بالمملكة المتحدة بإنجلترا، وهي كلية من أعرق وأقدم كليات القادة والأركان في العالم، لمدة عام كامل، وكان الجنرال آرييل شارون أيضاً من خريجي هذه الكلية مع إسحاق رابين وبنيامين بن إليعازر وغيرهم من القادة العسكريين في إسرائيل".
وكان سمير فرج أكد على هامش الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين للقوات المسلحة المصرية بعنوان "أكتوبر 73 والعبور إلى المستقبل، التي عقدت اليوم الأربعاء، أن مصر تحتفل هذه الأيام بأغلى ذكرى وهى" نصر أكتوبر المجيد الذي حققه الجيش المصري في العصر الحديث" ، لافتا إلى أنه بعد هزيمة يونيو 1967 قامت القوات المسلحة باستكمال وإعداد القوات، وتم انشاء الجيشين الثاني والثالث ولأول مرة تم انشاء قوات الدفاع الجوي .
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة عندما استشعرت بتفوق الجيش المصري، قامت بعمل جسر جوي عسكري لإنقاذ إسرائيل ونقلت أحدث الأسلحة العسكرية الموجودة في هذا التوقيت إلى العريش".
وحرب أكتوبر/تشرين أول اندلعت بين إسرائيل من جهة ومصر وسوريا من جهة أخرى عام 1973، وكانت معركة فاصلة في التاريخ الحديث، وبخارطة الشرق الأوسط، حين حقق الجيش المصري مهمة العبور عبر خط بارليف في السابع من الشهر نفسه.