اليابان والعرب.. المحارب يصارع التنين على الشراكة
خطوات محددة تعمل كرافعات للعلاقات اليابانية العربية وتدفعها إلى الأمام، وصولا إلى الشراكة الاستراتيجية، في إطار سياق دولي محتدم.
هذه الروافع تعمل عبر آليات محددة، بينها عقد الحوار السياسي العربي الياباني في نسخته الثالثة في سبتمبر/أيلول المقبل، وتفعيل منتدى التعاون الاقتصادي بين الجانبين، في وقت قررت فيه القاهرة، رفع العلاقات الثنائية بينها وبين اليابان إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية".
هذه "الشراكة" المأمولة كانت نتائج أولية لزيارة رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا لمصر ومقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم الأحد.
وحل كيشيدا ضيفا على مصر، اليوم، في زيارة تستغرق 3 أيام، في مستهل جولة تشمل عددا من الدول القارة الأفريقية هى غانا وكينيا وموزمبيق، تستهدف سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث حالة السلم والأمن على المستويين الدولي والإقليمي، قبل استضافة مدينة "هيروشيما" اليابانية لقمة مجموعة السبع الشهر المقبل.
ويرى مراقبون وخبراء أن طوكيو، الحليف التقليدي لواشنطن، تسعى سريعا لتأسيس أدوار وبناء استراتيجيات جديدة لها في العالم العربي وأفريقيا لمواجهة تصاعد نفوذ بكين، ومحاولة اللحاق بالمارد الصيني.
ففي قراءته لزيارة رئيس وزراء اليابان لمصر وعدد من دول أفريقيا، قال الأكاديمي المصري والخبير السياسي طارق فهمي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة تسعى لتعزيز التعاون الياباني – الأفريقي خلال الفترة المقبلة، وبناء استراتيجية وشراكات جديدة في القارة السمراء، والعمل أيضا على اكتساب مصالح اقتصادية جديدة.
وردا على توقيت زيارة رئيس الوزراء الياباني لمصر و3 دول أفريقية، قال فهمي، إن التوقيت يحمل دلالة هامة، حيث إن هناك صراعا وتنافسا على أفريقيا بين الصين واليابان على الصعيد الاقتصادي والسياسي، في عالم غير مستقر ومحاور جديدة تتشكل فيه".
وأوضح "بكين منافس اقتصادي قوي، وطوكيو تسعى للحاق بها، ومجابهة تصاعد نفوذها في العالم العربي وأفريقيا"، مشيرا في هذا السياق إلى أن هناك ترتيبات لعقد قمة يابانية - إفريقية قريبا كتطوير لفكرة المنتديات الاقتصادية بين الجانبين.
وفي هذا الصدد، نوه فهمي، إلى أن اليابان أعلنت قبل عام عن تخصيص 30 مليار دولار لمشروعات تنموية في القارة السمراء لدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
كما أبرز الأكاديمي المصري أن زيارة فوميو كيشيدا ستؤكد على مجالات التعاون الإقليمي والثنائي بين بلاده ومصر.
ووفقا لفهمي، فإن مجالات التعاون الثنائي مع القاهرة؛ العمل على تطوير منظومة الاستثمارات المشتركة، والتعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والسياحة، والتعليم، والبنية التحتية، والزراعة، والاقتصاد الأخضر.
واليوم، أعلن رئيس وزراء اليابان أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أنه اتفق مع الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، على عقد الحوار السياسي العربي الياباني في نسخته الثالثة، في سبتمبر/أيلول المقبل، وكذلك تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة في إطار المنتدى الاقتصادي العربي الياباني.
وقال كيشيدا، إنه قبل عشر سنوات عندما كان وزيراً للخارجية ساهم في إطلاق التعاون بين الدول العربية واليابان، بتوقع مذكرة تفاهم للتعاون الياباني العربي لتأسيس إطار تعاون شامل يستهدف التعاون مع كل الدول العربية، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الوقت تطورت العلاقات بين الجانبين في مجالات مختلفة مثل السياسة والثقافة والاقتصاد.
وأكد أن اليابان ستعمل مع الدول العربية لتأكيد احترام سيادة الدول وحدة أراضيها كما هو مذكور في ميثاق الأمم المتحدة، معربا عن تمنياته بمزيد من تطور العلاقات العربية اليابانية.
وعلى صعيد آخر، قال إن المجتمع الدولي يواجه الحرب الروسية الأوكرانية واهتزاز النظام الدولي.
ومن جانبه، أكد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير محمد عرفي، رئيس مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين على الاعتزاز العربي الكبير بدولة اليابان العظيمة في تاريخها الرائدة في حاضرها ومستقبلها، بثراء ثقافتها وبتجربتها الاقتصادية الهائلة.
وقال عرفى الرئيس الحالي للدورة رقم 159 لمجلس جامعة الدول العربية في كلمته للترحيب برئيس وزراء اليابان، إن اليابان دولة صديقة للعرب جميعا، ليس فقط من خلال الأطر الخاصة بالعلاقات الثنائية، بل أيضا من خلال مواقفها التي تتسم دائما بالاتزان والموضوعية تجاه مختلف القضايا العربية، لاسيما القضية الفلسطينية، التي هي قضية العرب المركزية.
وأردف "ونتطلع دولة الرئيس، من خلال زيارة اليوم إلى توثيق علاقاتنا بأفضل ما يمكن، لاسيما في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة والتحولات السياسية والاقتصادية الدولية".
في غضون ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، أنه خلال المباحثات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية بالقاهرة، مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تم الاتفاق بين البلدين على ترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية".
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، مع رئيس وزراء اليابان، أعرب الرئيس السيسي عن تقدير بلاده البالغ لإسهامات اليابان في دعم مسار التنمية وانخراطها المخلص في دعم المشروعات الوطنية بمصر.
وقال إن زيارة رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا إلى مصر تعكس الاهتمام المتبادل بين البلدين، والبناء على علاقات الصداقة التاريخية بينهما على المستويين الرسمي والشعبي.
واستعرض السيسي، الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والهيكلية، التي تم إقرارها فى إطار تحفيز بيئة الأعمال وتحسين مناخ الاستثمار في مصر على مدار الأعوام الماضية، وكذا الحوافز والضمانات، التى يكفلها القانون المصري للمستثمرين وتناولت الفرص الاستثمارية الواعدة، التي توفرها مصر في شتى المجالات ودعوة الحكومة اليابانية لتشجيع الشركات اليابانية لضخ المزيد من الاستثمارات فى مصر.
وأوضح الرئيس المصري أنه تبادل مع رئيس وزراء اليابان، خلال مباحثاتهما في قصر "الاتحادية" بالقاهرة، وجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، واصفا النقاشات بأنها كانت "إيجابية وبناءة".
وأضاف: "تباحثنا كذلك بشأن العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ لاسيما القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا، كما احتلت التطورات في السودان جانبا مهما من المباحثات.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg جزيرة ام اند امز