ليبيا تضع النقاط على الحروف.. «قصة إخوانية خيالية» عن اقتحام سفارة مصر

وضعت ليبيا النقاط على الحروف بشأن محاولة إخوانية فاشلة للإيهام باقتحام متظاهرين سفارة القاهرة في طرابلس.
وكان مغردون تداولوا صورًا ومقاطع فيديو، لمحاولة اقتحام مبنى أكدت وزارة الخارجية المصرية أنه ليس تابعا لسفارتها، لكن الرواية الإخوانية حاولت الترويج لكون المشاهد محاولة لاقتحام مقر البعثة الدبلوماسية المصرية.
وأتت هذه المحاولة في وقت تواصل فيه القاهرة جهودها السياسية لدعم الاستقرار في ليبيا، في مسار لا يروق لتنظيمات متطرفة تتخذ من طرابلس معقلاً لها.
ونفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المصرية، صحة ما يتداول عن محاولات اقتحام مبنى السفارة المصرية في طرابلس من قبل متظاهرين.
وأوضح المصدر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن المبنى المُشار إليه ليس تابعا للسفارة المصرية حاليًا في ليبيا، مشيرًا إلى أنه "مبنى شاغر وجرى استخدامه سابقًا من جانب السفارة منذ أكثر من عقد من الزمن".
وفيما أكد المصدر عدم وجود أي أعضاء عاملين من السفارة المصرية في المبنى المشار إليه، شدد على ثقة القاهرة في قيام السلطات الليبية بتوفير أقصى درجات الأمن بما يحفظ سلامة البعثة الدبلوماسية المصرية وأعضائها في دولة ليبيا، وبما يمكنها من مباشرة أعمالها بصورة طبيعية.
إدانة برلمانية
وأدانت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي تلك المحاولة، ووصفتها بـ"العمل المدان الذي يستهدف العلاقات الأخوية بين البلدين".
ابتزاز إخواني مفضوح
المحلل السياسي الليبي عمر بوسعيدة اعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن ما جرى تداوله لا يعبر عن إرادة الشارع الليبي، الذي يكنّ احتراماً للدور المصري في دعم القضية الفلسطينية وإدخال المساعدات إلى غزة.
وأضاف أن هذه التحركات "تنظيمية وليست شعبية"، يقودها أتباع المفتي المعزول الصادق الغرياني، أحد أبرز رموز تنظيم الإخوان في ليبيا، مشيراً إلى أن الغرض منها هو "ابتزاز الدولة المصرية ومحاولة الضغط عليها لتغيير مواقفها من بعض الملفات الليبية".
دعم مصري متواصل
ورغم محاولات التشويش، تواصل القاهرة دعمها للمسار السياسي الليبي، إذ استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا كلا من المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، ضمن سلسلة لقاءات مكثفة هدفها دعم المؤسسات الوطنية الليبية.
وشدد السيسي خلال اللقاءات على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها، مؤكداً أن استقرار ليبيا يمثل امتداداً مباشراً للأمن القومي المصري، وأن القاهرة لن تدخر جهداً في دعم جهود التوافق الوطني وصولاً إلى انتخابات شاملة.
كما سبقت هذه اللقاءات زيارة مهمة أجراها رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد إلى ليبيا أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، في أول تحرك خارجي له بعد توليه المنصب، حيث ناقش مع حفتر المستجدات السياسية والأمنية، وملف مكافحة الإرهاب.
طرابلس.. مركز التأزم
وبينما تشهد ليبيا تطورات متسارعة، تبقى العاصمة طرابلس بؤرة التوتر، في ظل سطوة المليشيات المسلحة وتنامي الفوضى الأمنية.
وتشهد المدينة احتجاجات شعبية متكررة تطالب بتفكيك المليشيات المسلحة وإنهاء تغوّل الجماعات المتطرفة، وسط دعوات لتوحيد المؤسسات وإجراء انتخابات شفافة.
وتؤكد هذه التطورات أن معركة استعادة الدولة الليبية ما زالت طويلة، لكنها تلقى دعماً إقليمياً ودولياً، على رأسه من مصر، التي تلعب دوراً محورياً في التصدي للفوضى وتحقيق الاستقرار الدائم في البلد الجار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز