"إخوة" في محاربة الإرهاب.. قصة شهيدين مصريين بالجيش والشرطة
مساء الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية المصرية تفاصيل "رصد وتصفية" خلية الأميرية الإرهابية، شرقي القاهرة.
تتشابه الملامح ومحل الميلاد، وأيضاً واقعة الشهادة، بين الشهيد محمد فوزي الحوفي، ضابط "خلية الأميرية"، والشهيد الضابط في الجيش المصري أحمد فوزي، ليؤكدا أنهما إخوة في محاربة الإرهاب رغم كونهما غير شقيقين.
وعقب استشهاد المقدم محمد فوزي الحوفي، تداول رواد التواصل الاجتماعي صورتين؛ إحداهما للمقدم "محمد فوزي"، والأخرى للرائد بالجيش المصري "أحمد فوزي"، باعتبارهما "شقيقين من أسرة واحدة"، لكنهما جسدا مثالا وطنيا في مكافحة الإرهاب الغاشم.
وتعود صورة الشهيد، التي ظهرت مع الحوفي، للضابط أحمد فوزي وهو ينتمي لمدينة أبوحمص بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا)، واستشهد جراء تفجير عبوة ناسفة استهدفت مدرعة بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء في نوفمبر/تشرين الماضي.
والحقيقة أنه بالرغم من أن الأخوين محمد وأحمد جمعهما رابط الأخوة في محاربة الإرهاب ودحر العناصر التكفيرية، لكنهما لم يكونا شقيقين مثلما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية.
وفي تصريح مقتضب عقب تشييع جنازة الحوفي، قال أحمد الحوفي ابن عم الشهيد محمد فوزي الحوفي لـ"العين الإخبارية: إن "محمد لم يكن له أشقاء، فهو ابن وحيد لوالديه".
والثلاثاء، استشهد المقدم محمد فوزي الحوفي (يعمل بقطاع الأمن الوطني)، في تبادل إطلاق النار خلال مداهمة الأمن المصري خلية إرهابية بمنطقة الأميرية شرقي القاهرة، قبل أن ينجح في القضاء على الإرهابيين.
وترك الحوفي، طفلتين إحداهما تدعى خديجة تبلغ ٤ سنوات، والأخرى مريم تبلغ 7 سنوات، وفق صديقه الذي عبر عن حزنه الشديد.
وقال محمد فوزي وهو صديق الحوفي ويعمل في إدارة مرور القاهرة، لـ"العين الإرخبارية"، إن "الشهيدين حاربا الإرهاب وضحّيا بحياتهما في سبيل مصر، لا أذكر لمحمد أي موقف ظلم فيه أحدا أو حمل ضغينة لأحد، وكان يتقن عمله ولا يفكر سوى في الدفاع عن الوطن"..
ويوضح فوزي أن الحوفي كان يحفظ كتاب الله، وكان دائما نشيطا في عمله وفي مقدمة الصفوف في أي مأمورية عمل، لضبط العناصر الإرهابية والتكفيرية، وسبق أن أصيب خلال مداهمة تلك العناصر، وأصيب بقدمه.
ويعلق سعيد عبدالعظيم، الخبير النفسي، على سبب تعاطف المصريين مع قصة الشهيدين، هو ميل البعض إلى استنساخ قصص إنسانية مؤثرة مثل الخنساء وأولادها، وهو أمر نابع من التعاطف مع الشهداء.
وأوضح عبدالعظيم لـ"العين الإخبارية" أن العقل البشري يربط بين كونهما أخوين اجتمعا على هدف واحد وهو محاربة الإرهاب، واستشهدا أيضا أثناء دفاعهما عن الوطن، بالإضافة لتشابه الأسماء والملامح، مما عزز فكرة أنهما شقيقان.
وشيعت الأربعاء، جنازة الحوفي من مسقط رأسه بمدينة دمنهور بالبحيرة، وسط حضور أمني مكثف، بجانب عدد من أفراد أسرته وأقاربه.
ومساء أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية المصرية تفاصيل "رصد وتصفية" خلية الأميرية الإرهابية، شرقي القاهرة، التي أسفرت عن مقتل جميع عناصر الخلية.
وقالت الداخلية المصرية في بيان: إن "معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة، كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد المسيحيين".
وأضافت أنه "تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر إرهابية عثر بحوزتهم على ٦ بنادق آلية و٤ أسلحة خرطوش وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة".
وأسفر تعامل قوات الأمن المصرية مع تلك العناصر عن استشهاد المقدم محمد الحوفي بقطاع الأمن الوطني، وإصابة ضابط آخر وفردين من الشرطة.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز