أسر شهداء الواحات بمصر يعلقون لـ"العين الإخبارية" حول إعدام العقل المدبر للحادث ويعتبرونه "رسالة ردع وقصاص"
بمزيج من الفرح والارتياح، استقبل أسر شهداء حادث الواحات البحرية في مصر، إعدام العقل المدبر للهجوم الإرهابي الليبي عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري، معتبرين إعدامه بمثابة "رسالة ردع للإرهابيين وقصاص لشهداء الوطن".
"العين الإخبارية" تواصلت مع 3 أسر، من ضحايا الإرهاب الغاشم، حيث أجمعوا على أن إعدام المسماري "أثلج صدورهم وحقق القصاص لهم من الإرهابيين الذين وجهوا رصاصهم الغادر نحو أبنائهم".
ونفذت مصر، السبت، الإعدام شنقا بحق الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري، المتهم بالانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون والمتورط في المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لنحو 16 من ضباط وأفراد الشرطة المدنية من قوة مأمورية مداهمة الواحات البحرية والمعروفة بـ"حادث الواحات" في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2017.
قصاص وعبرة
سوزان عبد المجيد مصطفى، والدة الشهيد الرائد إسلام مشهور، أحد أبطال حادث الواحات الإرهابي، قالت لـ"العين الإخبارية" عن إعدام المسماري :"الحمدلله حق ابني وزملائه عاد بعد تضحيتهم بأرواحهم في سبيل ، اليوم شعرت بالقصاص أنا وبقية أسر الشهداء".
وتضيف "سوزان" أنها كان تود أن تلتقي بالمسماري لتقول له وجها لوجه أنه مجرم حرمها من نجلها، وقالت:"كان من الممكن أن أقتله بيدي في هذه اللحظة ثأرا لابني، الذي حرمني منه للأبد، لكن ما يريح قلبي أنه أعدم في النهاية، حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم الاقتراب من مصر وأبنائها".
وتابعت الأم المكلومة بدموع ممزوجة بارتياح:"مازال ينتظره عقاب الآخرة وبئس المصير، والقصاص سيكون مضاعفا".
واستشهد النقيب إسلام مشهور الضابط بإدارة العمليات الخاصة، بقطاع الأمن المركزي التابع للشرطة المصرية، في الاشتباكات مع الإرهابيين بمنطقة الواحات يوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
مصير منتظر للإرهاب
لم يختلف حال زوجة العميد إمتياز إسحاق محمد كامل، أحد أبطال هجوم الوحات، عن بقية أسر الشهداء، حيث عبرت عن سعادتها بحكم إعدام المسماري.
وقالت سحر السيد، زوجة الشهيد إمتياز لـ"العين الإخبارية": كنت واثقة أن القصاص لزوجي وجميع من استشهدوا سيتحقق، وهو ما حدث الحمدلله.. فكل الذين دبروا لهذا العمل الإرهابي بما فيهم عشماوي لقوا مصيرهم الذي استحقوه".
وأضافت :" لعل الله أراد أن تكون هذه المهمة، سببا حتى نستطيع القبض على هؤلاء التكفيريين ومحاسبتهم"، وأشارت إلى أن " زوجها وزملاءه جميعهم صدقوا العهد مع ربهم واليمين الذي أقسموه، فأكرمهم الله بالشهادة كما تمنوها".
وإلى جانب هجوم الواحات الذي استشهد فيه، كان للعميد إمتياز كامل، تاريخا حافلًا ومشرفا في محاربة الإرهاب، منذ 25 يناير/كانون الثاني، حيث ألقى القبض على عدد من القيادات الإخوانية الإرهابية منهم نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، والإخواني المسجون محمد البلتاجي.
شفاء غليل وردع
أما والد الشهيد أحمد حافظ شوشة، أحد شهداء حادث الواحات الإرهابي، قال إنه استقبل خبر إعدام المسماري بـ"فرح وارتياح"، قائلا "لم أشك للحظة من عدل الله وأن القصاص سيكون مصير هؤلاء القتلة".
وبصوت بدى متماسكا، قال "شوشة": إعدام عشماوي والمسماري أثلج صدورنا وشفى غليلنا، وسنظل نشعر بهذه الفرحة كلما تم القبض على أحد الإرهابيين".
وتابع:" أنا على يقين أنا مصر قادرة على الثأر لأبنائها ولن تترك حقهم أبدا".
واستطرد :" اليوم هو يوم عيد وقصاص".
ويعود هجوم الواحات إلى يوم 20 أكتوبر 2017 بمنطقة صحراوية في الكيلو 135 طريق الواحات البحرية بعمق كبير داخل الصحراء وصل إلى 35 كم.
وكان من بين المهتمين في هذا الهجوم مجموعة من تنظيم داعش يترأسهم الإرهابي عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري؛ وهو المتهم الرئيسي في الحادث وتدرب وعمل تحت قيادة الإرهابي المصري عماد الدين أحمد.
وشارك المسماري في العملية الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة بالواحات، واختطاف النقيب محمد الحايس، وتبين أنه تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضي الليبية على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات وتسلل لمصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابي .
وأسندت النيابة المصرية إلى الإرهابي الليبي اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار بحق ضباط وأفراد الشرطة في طريق الواحات تنفيذا لغرض إرهابي، والشروع في القتل العمد تنفيذا للغرض ذاته، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر مما تستعمل عليها والتي لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها وحيازة مفرقعات.
وتضمنت لائحة الاتهامات أيضا الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وإلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور تستهدف الاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة المصريتين ومنشآتهما، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.