ما أنجزته مصر بالسنوات الماضية كان كبيرا، فهو مفخرة لنا جميعا، لأنه جاء بعد مرحلة تعثر إثر محاولة اختطافها من الإخوان
بعد غياب ثلاث سنوات تسنّت لي مؤخراً زيارة القاهرة في رحلة عمل سريعة، لمست على هامشها حجم التطور الذي بلغته أكبر مدينة عربية من ناحية التنظيم والعمران.
انسيابية الطرق في العاصمة -على ازدحامها المعهود- كانت مؤشراً على حجم الجهد الذي تبذله السلطات في النهوض بالبنية الأساسية، عبر توسيع طرق قائمة وبناء جسور جديدة، في الوقت الذي تغيرت فيه ديموغرافية العاصمة لناحية مناطق جديدة بُنيت وفق متطلبات العصر، على غرار التجمع الخامس، والعاصمة الإدارية التي سترتقي بالقاهرة إلى مستويات تواكب "العصر" في مدن عالمية تقليدية.
مصر إذاً على الطريق الصحيح برفعة شعبها، وهذا ما يُثلج الصدر ويريح النفوس؛ لأنها قلب الأمة العربية، وهي قادرة بما تمتلك من إمكانات بشرية وطبيعية على تحقيق رؤية قيادتها في النهوض مجدداً نحو مرحلة جديدة تعيد لها بريقها
ما أنجزته مصر في السنوات القليلة الماضية كان كبيراً، بل أكثر من ذلك، فهو مفخرة لنا جميعاً؛ لأنه جاء بعد مرحلة تعثّر إثر محاولة اختطافها من "الإخوان".
أخذ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على عاتقه مهمة إعادة مصر إلى مكانتها، فأطلق بالتزامن ثورة تحديث إداري لجهاز حكومي "شاخ" بالبيروقراطية، وورشة بناء لاقتصاد مثقل بالديون و"خزائن فارغة".
ثورة وورشة، عمادهما الشباب، وتشملان مناطق الجمهورية بأكملها، ليستفيد منهما أكبر عدد ممكن من السكان الذين يتزايدون بسرعة أوصلتهم إلى 100 مليون نسمة.
من منظور المؤسسات الدولية، كيف هو المشهد الاقتصادي لأكبر دولة عربية عشية عام 2020؟
يقول البنك الدولي: "يتسم النمو الاقتصادي بأنه قوي؛ حيث بلغ متوسطه 5.3% في السنة المالية 2018 2019، مدفوعاً في ذلك بتوسع قطاعات استخراج الغاز والسياحة والتصنيع والبناء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، كما أن الاستثمار الخاص آخذ في الازدياد، وصافي الصادرات آخذ في التحسن".
أما صندوق النقد الدولي فيقول "النمو الاقتصادي واصل تحسّنه المطرد منذ بداية الإصلاحات، حتى بلغ 5.5%، وهو من أعلى المعدلات في المنطقة، فيما سجلت الموازنة فائضاً أولياً قدره 2% من إجمالي الناتج المحلي، كما يسير التضخم في الاتجاه الصحيح نحو معدل أحادي الرقم بنهاية عام 2019. وقد انخفضت البطالة إلى نحو 8%، وهو أدنى معدل تحقق منذ 20 عاماً، كما تم التوسع في إجراءات الحماية الاجتماعية، وهذه كلها إنجازات كبيرة".
مصر إذاً على الطريق الصحيح برفعة شعبها، وهذا ما يُثلج الصدر ويريح النفوس؛ لأنها قلب الأمة العربية، وهي قادرة بما تمتلك من إمكانات بشرية وطبيعية على تحقيق رؤية قيادتها في النهوض مجدداً نحو مرحلة جديدة تعيد لها بريقها.
الطريق طويل أمام مصر، وهو واسع ومعبد أيضاً لتحقيق طموحاتها، وستبلغ هدفها بنجاح رغم كل المطبَّات التي يصطنعها المتربصون بها، لإشغالها وإعاقتها عن تحقيق أحلامها ورفاهية شعبها.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة