"أوبرا عايدة".. أسطورة حب تروج للسياحة في مصر
أوبرا عايدة تعد من أعظم الكلاسيكيات في تاريخ الأوبرا على مستوى العالم، فما قصتها؟
عادت عروض "أوبرا" عايدة إلى معبد الدير البحري، الذي شيدته الملكة الفرعونية حتشبسوت بالبر الغربي في مدينة الأقصر جنوب مصر.
وشارك أكثر من 90 عازفاً من أوركسترا أكاديمية (لفيف) السيمفونية في أوكرانيا، بقيادة المايسترو الأوكرانية أوكسانا لينيف، و70 موسيقياً من الكورال الوطني الأوكراني دومكا، خلال العروض يومي 26 و28 أكتوبر/تشرين الأول في معبد حتشبسوت.
وأقيمت العروض بالمكان نفسه الذي احتضن عروضاً مماثلة لأوبرا عايدة عام 1997، أي قبل 22 عاماً مضت.
ويرى علي كامل منصور، الخبير السياحي ورئيس غرفة المنشآت السياحية في دلتا النيل، أن عودة أوبرا عايدة التي تحظى بإعجاب الملايين حول العالم تصبح عنصراً جاذباً مهماً للسياحة في مصر، خاصة مع بدء موسم السياحة الشتوي، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات الفنية تسهم في تنشيط السياحة بالمناطق الأثرية.
وأوضح الخبير السياحي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن عودة عروض أوبرا عايدة تزيد من معدلات إشغال الفنادق، وتعكس رؤية صائبة للحكومة المصرية في جهودها لإعادة حركة السياحة الوافدة.
وتعد أوبرا عايدة من أعظم الكلاسيكيات في تاريخ الأوبرا على مستوى العالم، فما قصتها؟
أصل أوبرا عايدة
تسرد أوبرا عايدة قصة حب بين أسيرة حبشية تدعى "عايدة" وقائد جيش مصري يدعى "راداميس"، وبعد أن ثبت قصة الحب بينهما حاول الحكام وقتها إعدام القائد، وحاول راداميس الهروب مع محبوبته عايدة، بحسب الخبير الأثري الدكتور مجدي شاكر.
وتعد أوبرا عايدة واحدة من المؤلفات التي وضعها علماء مصريات، ويشير الخبير الأثري في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن الأوبرا من تأليف جوسيه فردي ليبرتو وأنطونيو جيسلانزوني، وسيناريو عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت، وضعت أثناء افتتاح دار الأوبرا المصرية بالقاهرة في 1869.
أوبرا عايدة تتكون من 4 فصول، وضعت بناء على طلب من الخديوي إسماعيل الذي عرض موسيقى الأوبرا مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، ما يؤكد اهتمام الدولة المصرية وقتها بتأليف أوبرا عايدة.
ويسرد مجدي شاكر ملامح اهتمام الدولة المصرية بالأوبرا، قائلاً: "أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا وتجهيزها في غضون 6 أشهر، وتصميم ملابس العمل والديكور الخاص بالعروض في باريس، وقدرت تكلفتها بنحو 250 ألف فرنك".
ومن بعدها شيد المهندسان الإيطاليان "أفوسكاني" و"روسي"، الأوبرا بين حي الإسماعلية وحي الأزبكية (بالقرب من وسط القاهرة حالياً)، مستخدمين رسامين ومصورين لتزيين المبنى بصور للشعراء والموسيقيين المصريين.
ويقول شاكر: "تأخر وصول ملابس وديكور الأوبرا من باريس، دفع فرقة إيطالية بتقديم أوبرا "ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا".
لماذا معبد حتشبسوت؟
إلى جانب أهمية مدينة الأقصر، يعد معبد حتشبسوت من أهم معالم المدينة، الذي يؤرخ أهم ملكات الدولة الفرعونية الملكة حتشبسوت، لذا انتقلت عروض أوبرا عايدة إلى معبد الدير البحري في الأقصر منذ تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 1997 توقفت العروض لعدة سنوات وانتقلت إلى دار الأوبرا المصرية في القاهرة.
وحملت عروض أوبرا عايدة في معبد حتشبسوت دلائل لتشابه قصة الحب بين عايدة وراداميس مع قصة الحب التي جمعت بين الملكة حتشبسوت والمهندس سنموت حيث.
ويسرد شاكر "وفقاً لمؤرخين عدة جمعت قصة حب بين حتشبسوت وسنموت، بعد أن اختارته إدارة أمور المنزل، ومنذ هذه اللحظة ارتبطا الاثنان معاً ببعضهما البعض بعد أن منحته مهمة رعاية ابنتها رغم انتماء سنموت إلى أسرة متواضعة".
ويشير أيضاً إلى تشابهات في ردود الفعل حول قصة الحب بين عايدة وراداميس وقصة الحب بين حتشبسوت وسنموت، كما رفض الحكام وقتها القصة الأولى، رفض عمال معبد حتشبسوت قصتها مع سنموت؛ اعتراضاً على الفقر الطبقي بينهما، ما يفسر سبب عرضها داخل المعبد الفرعوني.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA=
جزيرة ام اند امز