لقاءات "السيسي ومرسي" في الاختيار 3.. مشاهد تعرّي مؤامرات الإخوان
ملحمة درامية مصرية تكشف كواليس وأسرار لقاءات موثقة بين وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي والرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات إخوانية.
ملحمة يختزلها مسلسل "الاختيار 3 – القرار" في حلقاته الواحدة تلو الأخرى، توثق جرائم الإخوان، وتكشف عن أخطر مخططاتهم خلال العام الذي حكموا فيه قبل أن يلفظهم المصريون.
وقال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، هشام النجار، إن من ضمن أهم ما يعرض في مسلسل "الاختيار 3"، تلك الحوارات واللقاءات وكواليس ما دار في خلفية الأحداث التي شهدتها مصر خلال تلك المرحلة العصيبة والحرجة، وأهمها دون شك التي جمعت بين السيسي، وقادة تنظيم الإخوان ومن بينهم محمد مرسي.
وأكد النجار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن تلك اللقاءات الموثقة والنادرة تشرح كيف ناضل الرئيس السيسي بجوار شعبه ضد فساد الجماعة واستبدادها، واستهانتها بالدولة ومؤسساتها، وكيف وقف بشموخ وتحد ضد مخططاتها ومؤامراتها.
وبتتبع حلقات مسلسل "الاختيار 3"، تظهر لقاءات موثقة لم يكشف عنها من قبل، جمعت بين الرئيس السيسي أثناء توليه منصب وزير الدفاع، ومرسي، كيف كان السيسي حريصا على التأكيد دائما في تلك اللقاءات أن ولاء الجيش المصري لله والوطن، مع تقديم النصح والتوجيه، وطرح حلول نابعة من خبرة الواقع للمشكلات والقضايا والتحديات التي تواجه الوطن.
كما أكدت المشاهد الموثقة التي جسدت أحداثا حقيقية اتباع "السيسي" منهج المصارحة والمكاشفة، وإعلام المواطنين بالحقائق وعدم خداعهم كبداية صحيحة لحل مشكلات الكهرباء وتوفير المواد البترولية.
في المقابل، يصر تنظيم الإخوان في اللقاءات التي وثقها المسلسل، على النظر لمصالح الجماعة فقط على حساب الوطن، والعمل على أخونة الدولة.
ففي مشهد تاريخي، وثق مسلسل الاختيار، في إحدى حلقاته حوارا بين وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، والمعزول محمد مرسي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
وخلال الحوار، أبلغ السيسي مرسي مخاطر الإعلان الدستوري الذي أراد به الرئيس الراحل التغول هو وتنظيم الإخوان على مؤسسات الدولة.
وحذر السيسي من دخول مصر في حالة انقسام وحرب أهلية ستنتهي بخرابها، قائلا: "البلد رايحة في سكة الانقسام.. والجيش لا يمكن يسمح بكده.. البلد دي لو دخلت في حرب أهلية هتخرب.. مش هيفضل فيها حاجة للإخوان ولا غيرهم".
وأبلغه كذلك أن الإعلان الدستوري مرفوض من كل الشعب وكل التيارات السياسية والأحزاب، ليرد مرسي بأنه استعمل سلطاته كرئيس جمهورية.
هنا قاطعه السيسي، مؤكدا ضرورة مراعاة النتائج خاصة أن الموقف في الشارع محتدم جدا والصدام قادم بين الثوار والإخوان.
وأضاف: "لو سيادتك مش موافق على كلامي لو سمحت لي استقالتي هتكون موجودة قدام سيادتك خلال دقيقة واحدة".
رفض القمع
ومن اللقاءات الكاشفة لتوجهات الإخوان، أظهر مشهد موثق من الحلقات الأولى، رفض السيسي، طلب محمد مرسي تدخل الجيش لتفريق المظاهرات حول قصر الاتحادية؛ رفضا للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي عام 2012.
وقال مرسي في لقاء جمعه مع الفريق السيسي: "أنا كلمت قائد الحرس الجمهوري ووزير الداخلية، والاثنين شايفين إنهم مينفعش يلموا المظاهرات الموجودة بالقرب من قصر الاتحادية"، متابعا: "بيقولولي إن المظاهرات سلمية، ومفيش داعي للتعامل مع المتظاهرين بعنف؛ خوفا من وقوع ضحايا".
فرد السيسي في مشهد موثق يكشف عنه للمرة الأولى: "لما الجيش ينزل هيضرب في مين ويسيب مين؟، المعارضين ولا المؤيدين، الجيش وأنا منهم من 25 يناير وعلى مدار 18 شهر اتحملنا كل شيء بمسؤولية في البلد علشان (لأجل) مصلحة مصر وشعبها، اللي بيحصل له حل من اتنين يا إما حل سياسي، أو حل أمني، والحل الأمني مستبعد تمامًا ومفيش غير الحل السياسي".
وعقّب مرسي: "يعني مفيش أمل إن الجيش هينزل"، فرد السيسي بلهجة تحذيرية: "الجيش لو نزل تاني الشارع حضرتك هتبقى مشيت".
وفي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، أصدر محمد مرسي إعلانا دستوريا يقضي بمنع حل الجمعية التأسيسية ويحصن قراراته، ويجعلها نهائية ونافذة، ولا يمكن وقف تنفيذها أمام أي جهة قضائية.
كما يقضي بإعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ورموز نظامه، بتهم قتل الثوار وإفساد الحياة السياسية.
وأصبحت مصر على صفيح ساخن في الأيام التي تلت صدور هذا الإعلان، إذ رفضته جميع قطاعات الشعب بمن في ذلك مختلف التيارات السياسية، وهو ما أسقط مرسي شعبيا وسياسيا لاحقا.
مع المرشد
كما استعرض المسلسل في حلقاته الأولى كواليس اللقاء الذي جمع بين السيسي، ومرشد جماعة الإخوان الإرهابية محمد بديع.
وزعم بديع خلال الحوار مع السيسي أن "الشعب يحبه وكذلك الله سبحانه وتعالى مستشهدا بالحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم 'إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض".
وأكد السيسي في حديثه لمرشد الجماعة الإرهابية أن "القوات المسلحة حريصة جدا على أن تكون بعيدة عن أي توجهات، وأخطر شيء على الأمن القومي أن ينقسم الجيش إلى فرق وجماعات"، لافتا إلى أن "ولاء الجيش لله ثم للوطن فقط".
ورفض السيسي تدخل الإخوان في الشؤون الأمنية، متابعا: "إحنا مش عاوزين (لا نريد) البلد تضيع أو تنهار ودي (هذه) مبادئ القوات المسلحة من زمان لازم الجيش يكون جيشا وطنيا فقط".
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg
جزيرة ام اند امز