«هراء الطوعية».. مصر تجدد رفض تهجير الفلسطينيين بـ«غطاء مزيف»

شن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي هجوماً لاذعاً على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تحدثت عن "خيار طوعي" للفلسطينيين لمغادرة قطاع غزة، في خطوة تعكس الموقف المصري الثابت حيال القضية الفلسطينية،
وقال الوزير في مؤتمر صحفي مشترك مع فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن "الحديث عن تهجير طوعي للفلسطينيين هراء مطلق"، وفق قوله.
وأكد أن «ما يجري على الأرض من حصار وتجويع وحرمان للسكان من أبسط مقومات الحياة لا يمكن وصفه إلا بأنه محاولة لفرض تهجير قسري تحت غطاء إنساني مزيف».
عبد العاطي شدد على أن قضية التهجير تمثل "خطاً أحمر" بالنسبة لمصر والأردن والدول العربية كافة، مضيفاً أن المنطقة لن تسمح بتمرير هذا المخطط الذي يتعارض مع كل المواثيق الدولية.
وأوضح أن ما يتعرض له المدنيون في غزة من مجاعة من صنع البشر وحصار خانق هو أداة ضغط هدفها دفع السكان للخروج من أرضهم، وهو ما يذكّر بسياسات التهجير القسري التاريخية التي يرفضها القانون الدولي بشكل قاطع.
مواجهة مع الطروحات الإسرائيلية
التصريحات المصرية جاءت كرد مباشر على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح للفلسطينيين بمغادرة القطاع "طوعاً"، بزعم أنه "حق إنساني" لا سيما في أوقات الحرب.
هذه الطروحات رأت فيها القاهرة محاولة لتجميل خطة تهجير ممنهج تقوض الوجود الفلسطيني في غزة وتفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة تمس الأمن القومي العربي والإقليمي.
إلى جانب رفضه القاطع لفكرة التهجير، وجّه وزير الخارجية المصري رسالة دعم قوية لوكالة الأونروا، التي تواجه ضغوطاً سياسية ومالية غير مسبوقة.
وأكد عبد العاطي أن الوكالة، التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تظل الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بتقديم خدمات الإغاثة للاجئين الفلسطينيين، إلى حين التوصل لتسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية.
الوزير المصري ندّد بالاستهداف الإسرائيلي المتكرر لموظفي الوكالة ومنشآتها، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 360 من موظفيها منذ بدء الحرب، معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وسابقة خطيرة قد تفتح الباب أمام تقويض شرعية المؤسسات الدولية.
وحذر من تشريعات إسرائيلية "غير شرعية" تهدف لإنهاء عمل الوكالة أو تقليص دورها، مشدداً على رفض مصر لأي بدائل تهدف إلى نقل مهام الأونروا إلى جهات أخرى أو تقييد تفويضها الأممي.
دور مصري محوري
وخلال اللقاء مع لازاريني، عرض عبد العاطي الجهود التي تبذلها القاهرة منذ أشهر لتثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى صفقة متكاملة تشمل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية لمدة 60 يوماً، إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن.
وأشار إلى أن مصر تجري اتصالات متواصلة مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وعدد من الأطراف الدولية، في محاولة لدفع إسرائيل نحو التجاوب مع المبادرة المطروحة.
كما كشف الوزير عن خطط مصر لاستضافة مؤتمر دولي بالتنسيق مع فلسطين والأمم المتحدة وعدد من الشركاء الدوليين فور تثبيت وقف إطلاق النار، وذلك لتوفير الدعم اللازم للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع، وفقاً للخطة العربية التي تحظى بدعم دولي واسع.
ولفت إلى أن الأونروا ستضطلع بدور أساسي في تقديم الخدمات الأساسية وإعادة إعمار البنية التحتية، إلى جانب دعم الأنشطة الحيوية التي يحتاجها الفلسطينيون.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز