بالصور.. ترميم وإعادة رمسيس الثاني إلى الأقصر بأياد مصرية
معبد الأقصر المصري يستقبل تمثال رمسيس الثاني بعد قيام خبراء مصريين بترميمه من 75 قطعة وإعادته لشكله الطبيعي.
استقبل معبد الأقصر جنوب مصر، الثلاثاء، التمثال الرابع للملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الأسرة الـ19 في العصر الفرعوني بعد عملية ترميم وإعادة تركيب لأكثر من ٧٥ قطعة من الجرانيت لتمثال الملك الفرعوني بأياد مصرية خالصة.
واعتبر وزير الآثار المصري، خالد العناني، أن نجاح عملية ترميم وإعادة تجميع أجزاء التمثال المحطم منذ سنوات طويلة تحت إشراف بعثة مكونة من آثريين وعمال مصريين، هي مؤشر لعودة السياحة إلى مصر تدريجيا، للتأكيد على قدرة المصريين على حماية تاريخهم وآثارهم وتقديم مفاجآت للعالم بالاكتشافات الآثرية من المقابر والتماثيل والقطع الفخارية.
وأضاف العناني أنه تزامنا مع الاحتفال العالمي ليوم التراث، قدمت مصر أكبر تجمع أثري بعد فعاليات متعددة بمدينة الأقصر (جنوب)، بافتتاح معرض صور توثيقي لآثار وتاريخ معبد الكرنك -أشهر معالم المدينة- والكشف الأثري عن "مقبرة ١٥٧" التي تعود للمستشار "أوسرحات" من الأسرة الـ١٨ الحديثة، ومرورًا بإزالة الستار عن تمثال الملك أمنحتب الثالث بمتحف الأقصر بعد العثور عليه في منطقة كوم الحيتان الآثرية، وحتى الاحتفال بنجاح عملية ترميم وإعادة تركيب تمثال رمسيس الثاني وعودته لوجهة معبد الأقصر".
وأشاد وزير الآثار المصري بدور العمال والأثريين والقائمين على عملية الترميم، وإصرارهم منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على اتخاذ هذه الخطوة، ورغبتهم الحالية لاستكمال عمليات إعادة بناء وتجميع أجزاء لعدد من التماثيل الفرعونية.
أما عن مراحل إعادة التمثال إلى شكله الطبيعي وتنصيبه في المعبد، فبدأت بتوثيق وتسجيل أجزاء التمثال، ثم وضع التمثال على قطع خشبية كتجربة للتعرف على الشكل النهائي، وبعدها تم تجميع وتركيب القطع الجرانيتية، ثم إجراء دراسة تخللها عقد مقارنات مع تماثيل وقطع آثرية أقرب لطول وارتفاع ووزن تمثال رمسيس الثاني مثل تمثال الملكة نفرتاري، خاصة أن وزن رأس التمثال المرمم حديثًا وحدها تزن ١٢ طنا، ووزن التاج الملكي ٢ طن.
ووصف رئيس البعثة المصرية المسؤولة عن الترميم مصطفي وزيري، مراحل العمل، بأنها "بداية لتغيير خريطة العالم"، خاصة أن هذا التمثال تحديدًا لرمسيس الثاني ظل مهملًا وفِي حالة سيئة منذ أكثر من ١٥٠٠ عام، حتى تناثرت قطعه المصنوعة من الجرانيت إلى ٧٥ قطعة حجرية، ما جعله تحديًا كبيرًا أمام أفراد البعثة.
وأضاف وزيري أنه رغم كل التحديات والصعاب التي واجهت فريق العمل من العمال والأثريين، فضلًا عن وجود ٦٠% فقط من التمثال، فإنهم أصروا على خوض التجربة دون مساعدة من منظمة اليونسكو، والاعتماد على خامات وأدوات محلية، فاستمر العمل خلال الشهر الماضي نهارًا وليلًا دون تراجع عن استكمال المهمة حتى التأكد من إنجاز المهمة بنجاح.
وأوضح رئيس البعثة المصرية لترميم التمثال، أن جهود محافظة الأقصر ودعمهم المادي والمعنوي للعاملين كان دافعا كبيرا لوصول تمثال رمسيس الثاني إلي جوار التماثيل الثلاثة للملك نفسه بواجهة المعبد.
وفِي الوقت نفسه، محافظ الأقصر محمد بدر، أكد أن الجنود المجهولين وراء هذا العمل هم من يستحقون الشكر والتكريم، متمنيًا أن تستكمل المحافظة دورها الوطني في حماية الآثار، نظرا لاحتواء الأقصر وحدها أكثر من ثلث آثار العالم.
ونجحت البعثات المصرية خلال العام الحالي في تحقيق إنجازات عالمية منها المساهمة في الكشف الأثري بمنطقة المطرية بالقاهرة، واكتشاف بقايا لهرم جديد بدهشور بالجيزة، وكشف أثري عن مقبرة قاضي الأسرة الحديثة بوادي الملوك والملكات بالأقصر، وافتتاح معارض ومتاحف توثق لحقائق بالتاريخ الفرعوني، وإعادة تركيب وترميم التمثال الرابع للملك رمسيس الثاني.