هالوين وكريسماس وملكة جمال الدفعة.. "العين الإخبارية" ترصد تحولات التعليم في مصر
ما بين عيدي حب وهلع وحفلات كـ"الجلابية بارتي" و"البيجاما داي" وتقليعات ملكة جمال الدفعة، تغيرت مظاهر احتفال المدارس والجامعات المصرية.
وبعيدا عن تأييد هذه الاحتفالات واعتبارها انفتاحا على العالم وتعرفا على ثقافاته أو رفضها باعتبارها دخيلة على ثقافة وعادات المجتمع المصري، فإن إقامتها داخل جدران الحضانات والمدارس والجامعات أصبحت أشبه بتقليد سنوي لا تغفل عنه فئة لا بأس بها بل وتتسع رقعته عاما تلو الآخر.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء خبراء تربويين وأساتذة بكليات التربية المصرية حول التحولات التي يشهدها التعليم خلال السنوات الأخيرة، وما تعكسه هذه المظاهر الاحتفالية على المجتمع سواء بالسلب أو الإيجاب.
مظاهر تجسد الانفتاح على الآخر
الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، رأى أن مصر شهدت خلال السنوات الماضية تحولا في العملية التعليمية سواء على مستوى الشكل أو المضمون.
وقال شحاتة لـ"العين الإخبارية": "هذا التحول حدث نتيجة لمتطلبات سوق العمل والتغير الذي حدث في الدول المتقدمة، لذا أصبح من الضروري أن يحدث تطوير في المناهج.
وأوضح أن التحول في المضمون أسفر عن تطوير المواد لتخاطب القدرات العقلية العليا بحيث تنتقل من ثقافة الاتباع لثقافة الإبداع ومن التخرين إلى التفكير، وهذا أدى إلى تطوير المناهج الدراسية والامتحانات بحيث يكون المتعلم مستقلا قادرا على أن يكون له رأي ورؤية والتفكير والتعليل.
الخبير التربوي رأى أن مظاهر الاحتفالات التي قد يراها البعض دخيلة على مجتمعنا المصري توفر نوعا من التعلم القائم على الممارسة وهدفها تنشيط اكتساب المهارات الاجتماعية والعلمية والقدرة على التعامل مع الآخرين بكفاءة واقتدار.
ووصف اهتمام بعض المدارس بإحياء "الهالوين" والاحتفالات الأجنبية بـ"الخطوة الإيجابية"، حيث إنها تجسد الانفتاح على الآخر ويجب أن يكون المصري إنسانا يفكر عالميا ويطبق محليا، بحسب قوله.
وتابع: "قضية مهمة جدا يجب أن نهتم بها داخل الصرح التعليمي في مصر وهي معرفة الآخر واحترام ثقافته وأفكاره ومعرفة أعيادهم وطقوسهم الدينية، وهذا معلم أساسي من معالم تطوير التعليم وبناء تعليم جديد لمجتمع جديد".
وأشاد شحاتة بالتحول الذي شهدته العملية التعليمية في مصر، وما تضمنته من تعليم قائم على الثقافات الأجنبية والانفتاح على الآخر، خاصة الانفتاح على الدول المتقدمة.
واعتبر أن تغيير المناهج مع احترام ثقافات الشعوب والمشاركة المجتمعية جميعها مهارات أساسية لبناء تعليم جديد يراعي متطلبات القرن الحادي والعشرين.
رفاهية تثقل كاهل أولياء الأمور
الدكتور محمد عبدالظاهر، الخبير التربوي وأستاذ المناهج في كلية التربية بجامعة طنطا ورئيس اتحاد الجامعات العربية سابقا، رأى أن مثل هذه المظاهر الاحتفالية تعكس التطور ولا تعد سلبية طالما لا تؤثر على العملية التعليمية.
وقال عبدالظاهر لـ"العين الإخبارية": "الاهتمام بالمظاهر الاحتفالية للثقافات الأخرى يندرج تحت بند الانفتاح على ما يحدث حولنا حيث يعمل على توسيع دائرة معارف التلاميذ ليكونوا على دراية بثقافات الدول الأخرى".
وشدد على ضرورة ألا تكون هذه الاحتفالات على حساب العملية التعليمية أو تثقل كاهل أولياء الأمور بمصروفات إضافية مبالغ فيها، معتبرا أن إقامة الاحتفالات الغربية أحد مظاهر الرفاهية التي قد تكلف أهالي التلاميذ والطلاب ماديا.
واستنكر تحول الاحتفالات الغربية من مجرد حدث يقام لتعريف الطلاب بالثقافات الأخرى إلى تقليد سنوي تحرص بعض المدارس على إحيائه كل عام، قائلا: "إحنا مش ملزمين بالاحتفال بأعياد لا تخص مصر".
إحياء الأعياد الغربية داخل المدارس المصرية جهل
إبراهيم البري، موجه مصري بمديرية تعليم كفر الشيخ، رأى أن العملية التعليمية في مصر شهدت تحولا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في محاولة لمسايرة التغيير والمستحدثات التي يشهدها العالم.
وقال البري لـ"العين الإخبارية"، إن ما يتردد بشأن تحول مدارس مصرية كثيرة للاحتفال بالأعياد الغربية أو إقامة مظاهر احتفالية لا تتماشي مع الثقافة المصرية غير حقيقي.
وأضاف: "أغلب الصور والفيديوهات التي تعرض على السوشيال ميديا في هذا الإطار تكون غير حقيقية ومفبركة، وكثيرا ما تحوي شائعات وافتعالا وكذبا وتمثيلا وفبركة".
الموجه المصري شدد على ضرورة أن تكون البيئة المدرسية محترمة وعلى قدر عال من الالتزام التعليمي والأخلاقي، موضحا أن من خبرته داخل الصرح التعليمي المصري فإن المدارس الحكومية والرسمية لا تقيم مثل هذه الاحتفالات.
ووصف الحرص على إحياء الأعياد الغربية داخل المدارس المصرية بأنه "عدم إدراك وجهل"، معتبرا أن المسؤولين عن هذه المدارس منفصلون تماما عن وزارة التربية والتعليم.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز