المصوّر حسام دياب ووالده.. عين مصرية ترى بقلب سليم
"العين الإخبارية" التقت دياب على هامش مهرجان التصوير الدولي (إكسبوجر)، المُقام في الشارقة خلال الفترة من 19 حتى 22 سبتمبر
لم يبحث عنها أو تبحث عنه، بل إنَّ القدر هو ما جمعهما وألّف بينهما، إذ فتح المصوِّر الصحفي حسام دياب عينيه على الدنيا ليراها بعدسة كاميرا والده حسن دياب المصوِّر الشخصي للرئيس المصري جمال عبدالناصر.
علاقة دياب الابن بالكاميرا نشأت منذ نعومة أظافره، أحبها وأحبته، ليعيشا معاً تفاصيل الحياة اليوميّة للمصريين، ويرث الكاميرا والمهنة عن والده.
هكذا بدأت مسيرة المصوِّر الصحفي البارز حسام دياب، مؤسس شعبة الصحفيين المصريين، ومدير تحرير "أونا ميديا جروب"، وعضو اتحاد المصورين العرب.
"العين الإخبارية" التقت دياب على هامش مهرجان التصوير الدولي "إكسبوجر"، المُقام في الشارقة خلال الفترة من 19 حتى 22 سبتمبر/أيلول، لتتعرف أكثر على مسيرته وتفاصيل الأعمال المعروضة له ولوالده في جناح اتحاد المصورين العرب.
فن بالوراثة
"كان مثلي الأعلى.. وكنت أتمنى أن أكون مثله يوماً ما، وعلى الرغم من أنني كنت أخشى المقارنة فيما بيننا إلا أن القدر كتب كلمته، واستكملت المشوار من بعده كامتداد له"، هكذا بدأ حسام دياب حديثه عن والده.
ويضيف "لم أتأثر بوالدي من الناحية الفنيّة كمصوِّر من الرعيل الأول للمصورين المصريين وله بصمته الخاصة، ولكن ما تعلمته حقاً كان من الناحية الإنسانية، فقد تشكلت شخصيتي على المستوى المهني والشخصي بفضل احتكاكي به إنسانياً وفنياً، تعلَّمت حقاً أنَّ الصور لا بد أن تعكس الإنسان أولاً في كل تفاصيلها".
الأب والابن معاً
ويصف دياب عرض أعماله إلى جوار صور والده في مهرجان "إكسبوجر" بـ"شرف عظيم كنت أتمناه منذ طفولتي"، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها أعمالهما معاً في معرض واحد.
ويستعرض المهرجان 5 أعمال للوالد كنتاج لعمله مصوراً صحفياً في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، تنقل مواقف من حياته، إضافة إلى عملين له بجوار أعمال والده.
تخليد اللحظات
وفي لمحات أخرى لتأثره بأعمال والده، يقول دياب "من أكثر الصور التي تأثَّرت بها من أعمال والدي والتي تعد أيقونة صحفية من وجهة نظري، كانت صورة لعبدالناصر خلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا، فأثناء مرور موكب الزعيم الراحل مر طفل أمام السيارات، وخشي عبدالناصر على الطفل من الاصطدام وظهرت على ملامحه اللهفة والتأثر، وهو ما جسَّدته الصورة بكل معاني الكلمة، لتعبر عن مشاعر إنسانية تلقائية وصادقة وسط الاحتفالات".
"من وجهة نظري تلك الصورة تُجسِّد أهمية الصورة الصحفية في تخليد اللحظة لتستدعي حدثاً كاملاً في يومٍ ما في المستقبل، وهنا تظهر عبقرية المصوِّر لأن الموكب كان به عشرات الصحفيين والمصورين، ولكن واحداً فقط هو من التقطها، وهذا ما يميز مصور عن آخر".
الإنسانية قبل السبق
يعتبر دياب أن كل صورة التقطها هي حدث قائم بحد ذاته ولحظات لا تُنسى بالنسبة له، ولكن هناك صورة تُعرض خلال المهرجان للأديب المصري الراحل توفيق الحكيم، وراءها قصة إنسانية من المقام الأول.
ويروي حسام دياب أن الحكيم مر باكتئاب حاد خلال أيامه الأخيرة بسبب وفاة ابنه، مكث بسببه ٨ أشهر في المستشفى، وكان يزوره باستمرار، ومع مرور الوقت حصل على إذن من الحكيم لتصويره خلال تلك الفترة، كان من بينها لحظات ضعف كبيرة، لكنه لم ينشرها احتراماً لتلك اللحظات العصيبة من حياته.
"لم أسع للسبق حينها ولكني نشرتها اليوم خلال فعاليات المهرجان، وبعد 29 عاماً على وفاته لأنها تُسجِّل لحظة ضعف إنساني لم يعلم عنها الناس من قبل عن الحكيم"، وهي أكثر الصور التي تأثر بها إنسانياً.
التصوير وعالم التواصل الاجتماعي
التطوّر التكنولوجي في تقنية التصوير أمر محمود لصالح المصوِّر، فهو يقلل الجهد لديه ويجعله يركِّز على الفن ذاته، هذا ما يراه دياب، لافتاً إلى أنَّ هذا التطور أفاد التصوير الصحفي، من حيث سرعة الإرسال خصوصاً لمن يعمل وسط الحدث.
ويشير دياب إلى أنَّ الصور الصحفية ليس مكانها العالم الإلكتروني الذي يسعى لاكتساب المتابعين والمعجبين، إذ إن نشرها بهذه الطريقة يُفقدها مصداقيتها، ولكن موقعها الحقيقي يكون في وسائل الإعلام التقليدية من صحف وقنوات تلفزيون، معتبراً أن المصوِّر الصحفي هو عين القارئ في موقع الحدث وهو ما يضفي المصداقية على أعماله.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز