بين نهر النيل وسلاح الأمهات السري.. الاسكواش المصري يبهر العالم
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تخمن عدة أسباب وراء هيمنة اللاعبين المصريين على عرش الاسكواش العالمي.
أفردت صحيفة "نيوريورك تايمز" الأمريكية الشهيرة تقريراً مطولاً، لإلقاء الضوء على سر نجاح لاعبي الاسكواش المصريين في الهيمنة على عرش اللعبة وتحقيق العديد من الإنجازات في خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من حقيقة أن عدد الملاعب وممارسي اللعبة في البلد لا يضاهي دولا أخرى تتفوق عليها مصر، مثل الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال.
- نور الشربيني.. هيمنة على عرش سيدات الاسكواش في سن مبكرة
- نور الشربيني تتحدث عن اللقب التاريخي وهيمنة مصر في الاسكواش
ونشرت "نيويورك تايمز" تقريرا، في أعقاب فوز المصرية نور الشربيني ببطولة العالم التي استضافتها أرض الفراعنة، وذلك للمرة الثانية على التوالي والرابعة إجمالاً، استعرضت فيه أسباب تفرد المصريين في تلك الرياضة، موضحة أن الأمر لم يتوقف عند تتويج الشربيني، حيث إن الأخيرة نجحت في الفوز في النهائي على مواطنتها رنيم الوليلي، بما يعكس الهيمنة المصرية التامة.
وأشار التقرير الذي جاء بعنوان "أسطورة الاسكواش في مصر.. هل هناك شيء ما في نهر النيل؟"، إلى أن لعبة الاسكواش بدأت في البزوغ في بلاد الفراعنة في العقدين الأخيرين، مخمنة بعض الأسباب التي قادت اللاعبين المصريين لإبهار العالم خلال السنوات الأخيرة، والتي جاء بعضها منطقيا والبعض الآخر على سبيل التخمين.
وتطرقت الصحيفة للحديث عن أرقام حققها اللاعبون المصريون في اللعبة مؤخراً، منها تتويج المصري عمرو شبانة ببطولة العالم 10 مرات منذ 2003، وأن الأربعة الأوائل في التصنيف العالمي الحالي للرجال والسيدات من مصر، وهناك 5 مصريين في قائمة أفضل 20 لاعبا في العالم للرجال، كذلك فإن منتخب الناشئين المصري حقق بطولة العالم 7 مرات.
وحاول التقرير البحث عن أسباب تفوق المصريين في الاسكواش، فقال: "اللاعبون المصريون يلعبون الاسكواش بشكل ديناميكي وغير متوقع، فهم يرسلون الكرات الخادعة، والمدربون يصفون طريقة اللعب المصرية للعبة بأنها غير مقننة، أي أنها مرتجلة ولا تسير على أسس محددة".
وواصل: "اللاعبون المصريون يفضلون تطوير أنفسهم بلعب الكثير من المباريات، بدلاً من صقل المهارة بالتدريب المتكرر".
كما استعرضت الصحيفة تصريحات لأمير وجيه، لاعب الاسكواش المصري السابق والمدرب الحالي، قال فيها إن "الأمهات المصريات هن السلاح السري لتألق لاعبي الاسكواش المصريين".
الطبقة الرفيعة
ويرى التقرير أن الطبقة التي تلعب الاسكواش في مصر هي الصفوة والطبقة الغنية المميزة، حيث يظهر ذلك في ملابس الفتيات اللاتي يرتدين التنورات القصيرة في الملعب، مشيرا إلى أن تلك الطبقة على عكس الطبقات الأخرى، لا تعاني من السلطة الأبوية والدينية، كما هو الحال في معظم أنحاء مصر.
أحمد برادة
"الجميع كان يريد أن يصبح مثلي"، هكذا قال أحمد برادة، لاعب الاسكواش المصري السابق، والمصنف الثاني عالمياً في وقت سابق، في حوار له.
وكان برادة توج في عام 1998 ببطولة الأهرام الدولية للتنس، والتي اجتذبت شعبية عالمية كبيرة، ومنحته دعماً كبيراً من الجمهور المصري، خاصة أنها كانت تعرض عبر التليفزيون الرسمي وكان يتابعها كل المصريين، قبل انتشار الأطباق الهوائية في البلاد.
وأوضح برادة: "الناس التي لم تكن قد شاهدت لعبة الاسكواش من قبل أو سمعت عنها، ووجدتها فجأة أمامها على شاشات التليفزيون، وكان هناك 5 آلاف شخص على الأقل يحضرون المباريات".
وكانت رنيم الوليلي نفسها في ذلك الحين طفلة في الثامنة من عمرها، وقد أحبت اللعبة خلال تلك الفترة التي تعرف المصريون فيها على اللعبة.
وبعد برادة، كان هناك عمرو شبانة، الذي كان أول بطل عالم مصري منذ عقود في 2003، بما يمتلكه من مهارات فنية عالية، وقد كان له دور ملحوظ في تطور اللعبة في مصر وزيادة شعبيتها بين الأطفال.
الجودة المركزة
من الأسباب التي منحت التفوق للاعبين المصريين، وفقا للصحيفة الأمريكية، ما وصفته لاعبة التنس الأمريكية صابرينا صبحي، إبان تواجدها في مصر مؤخراً، بأنها: "الجودة المركزة".
ويبدو السبب الذي وضعته اللاعبة الأمريكية منطقياً للغاية، ففي مصر هناك 10 آلاف شخص يمارسون الاسكواش وفي أمريكا مليون و700 ألف، وبالنسبة للملاعب هناك فقط 400 ملعب في مصر مقابل 3500 في أمريكا، وهو ما يعني أن التركيز منصب للغاية على المجموعة التي تمارس اللعبة، ومن ثم فلديهم فرص الحصول على أقصى درجات الاهتمام.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز