سد النهضة.. رحلتان للشمال بحثا عن حل لأزمة بالجنوب
كثفت دولتا المصب، مصر والسودان، من جهودهما الدبلوماسية بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي في مسعى للحيلولة دون ملء السد قبل التوصل لاتفاق ملزم.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق في تصريحات لوكالة "سبوتنك" الروسية، الإثنين، إن مباحثات بلادها في موسكو تتضمن شرحا وتوضيحا لموقفنا إزاء سد النهضة وتعنت إثيوبيا.
وأوضحت أن السودان يرى أن روسيا تستطيع إقناع إثيوبيا بتحكيم صوت العقل بشأن سد النهضة.
والأحد وصلت وزيرة الخارجية السودانية إلى روسيا في زيارة رسمية تمتد لثلاثة أيام، تعقد خلالها مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغيي لافروف، حول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية الملحة.
كما تلتقي الصادق أليكساندر كازلوف، وزير الموارد الطبيعية والبيئة، رئيس الجانب الروسي في اللجنة الوزارية السودانية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي.
وتأتي الخطوة السودانية ضمن سعي الخرطوم لإقناع المجتمع الدولي بالتدخل في أزمة سد النهضة بعد أن عرضت موقفها في مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي.
من جانبه، تحرك وزير الخارجية المصري أوروبيا، وقال في تصريح له اليوم الإثنين إنه يعتزم أن يبحث مع نظرائه الأوروبيين قضية سد النهضة والسلام في الشرق الأوسط والملف الليبي
والتقى شكري خلال إفطار عمل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي للتباحُث بشكل معمق حول جوانب العلاقات الثنائية بين الجانبين، وكذا تبادُل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المُشترك.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ إلى أن اللقاء شهد كذلك تشاوراً حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها ملف سد النهضة، حيث عرض الوزير شكري نتائج جلسة مجلس الأمن الأخيرة، معرباً عن تقدير مصر للبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً والذي انتقد إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب؛ مع تأكيد مطالبته بأهمية وضع خارطة طريق للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم في إطار زمني محدد.
وتوجه شكري إلى بروكسل في وقت سابق من الأحد، لتسليم رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وقال المتحدث باسم الوزارة السفير أحمد حافظ، إنه من المقرر أيضا أن يعقد شكري لقاء مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، واجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه الأوروبيين وكبار المسئولين بالمفوضية الأوروبية.
ويشغل ملف الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق القيادتين المصرية والسودانية بالنظر لما يعتبرانه مخاطر محدقة من آثاره على البلدين.
وتنفي إثيوبيا وجود مخاطر محتملة للملء الثاني مشددة على رغبتها في التعاون مع بلدي المصب لتحقيق استفادة قصوى من السد الذي تأمل أن يوفر لها 6 آلاف ميجا وات من الكهرباء عند اكتماله.
والمفاوضات الثلاثية حول السد متوقفة منذ أبريل/نيسان الماضي، وتشترط السودان لاستئنافها وضع جدول زمني ورقابة دولية معززة بمشاركة الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتؤيد القاهرة هذه المطالب فيما ترفضها إثيوبيا.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز