محادثات "حماس" في القاهرة.. كواليس الساعات الخمس
اجتماع استمر خمس ساعات بين رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ووفد حركة حماس، لم يقتصر فقط على ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات، لـ"العين الإخبارية"، إن اللقاء الأول بين قادة حركة حماس مع رئيس المخابرات المصرية، نجح في تحقيق اختراق بإجراءات بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت المصادر، مفضلة عدم نشر هويتها، طبيعة هذا الاختراق، مشيرة إلى أن الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار ووجود ضمانات مصرية مباشرة بعدم تكرار ما جرى، يعد أهم خطوة في الوقت الراهن، لأنه أهم إجراء لبناء الثقة بين الطرفين.
وأضافت أن "القاهرة لم تستهدف من لقاء الأمس الوصول لاتفاق شامل أو إتمام صفقة تبادل الأسرى، ولكنها أرادت الحصول على توافق في آراء ورؤى قادة حماس مجتمعين، سواء في الداخل أو في الضفة الغربية أو الأقاليم، وكذلك الحصول على موافقات مبدئية في الملفات الأربعة".
والملفات الأربعة هي؛ تثبيت حالة الهدنة، والوساطة بين إسرائيل وحماس في ملف تبادل الأسرى، ومشروع إعادة إعمار قطاع غزة، والمصالحة الوطنية الفلسطينية.
ووفق المصادر المصرية، فإن هدف القاهرة "لم يكن الوصول لحلول نهائية للملفات الأربعة، لكن اللقاء كان مرتبطا بشكل أساسي بمحاولة تقريب وجهات النظر في هذه الملفات بشكل مبدئي، وهو ما نجحت في إتمامه، لاسيما أنه هناك اعتراضات بين الفصائل في مجمل الملفات مثل تبادل الأسرى وشكل الإعمار".
ودون أن تخوض في المزيد من التفاصيل، لفتت المصادر إلى أن القاهرة تتأهب للانتقال للمرحلة الثانية في المحادثات بعد الاتفاق على تثبيت الهدنة، وهي ملف تبادل الأسرى، ما سيبنى عليه لاحقا ملف مشروع إعادة الإعمار، وجميعها إجراءات لاستكمال بناء الثقة.
وكشفت المصادر أن محادثات القاهرة مع الفريق المفاوض لحركة حماس ستستمر لعدة أيام قبل التوصل لاتفاق نهائي، موضحة أنها قد تتجاوز مدة الـ48 ساعة، وهي المهلة المحددة للحركة لتشكيل الرؤية المتعلقة بملف تبادل الأسرى وإتمام تصور هيئة إعادة الإعمار بقطاع غزة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن القاهرة طرحت رؤية شاملة بناء على الاتصالات واللقاءات التي تمت مع الأطراف الأخرى وهي إسرائيل والإدارة الأمريكية والفلسطينيين، وخلال الساعات المقبلة سيتم إطلاع الجانبين الإسرائيلي والأردني بنتائج اللقاء الأول.
تفاؤل
مصدر آخر مطلع على المفاوضات أوضح أن هناك حالة من التفاؤل تسود النقاشات التي جرت أمس وتركزت بشكل أساسي على الملفات الأربعة دون الخوض فيها تفصيليا، مشيرا إلى أن الخطوات القادمة ستكون مرتبطة بتنفيذ الاستحقاقات في هذا التوقيت وهي الالتزام بوقف إطلاق النار وتثبيت حالة الهدنة.
وكشف المصدر لـ"العين الإخبارية"، أن لقاء الأمس، الذي حضره جميع قادة حماس وأعضاء مكتبها السياسي، "أظهر عمق الدور المصري الذي يركز على تفكيك عناصر الأزمة بين الطرفين، خاصة أن كل طرف يسعى للحصول على مكاسبه".
وأضاف أن القاهرة "قدمت رؤية شاملة وطرحا متكاملا تبنى عليه الخطوات المقبلة، وهناك محفزات حقيقة لنجاح هذه المحادثات، متمثلة في رغبة حماس في إتمام صفقة الأسرى، والانخراط بمشروع إعادة الإعمار، مقابل تجاوب الجانب الإسرائيلي مع الطرح المصري الأمريكي".
والثلاثاء، قالت حركة حماس إن لقاء رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، بالقاهرة جرى "في أجواء إيجابية وتفاهم متبادل".
وأوضحت في بيان أنه جرى خلال اللقاء تناول التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، وأكدت قيادة الحركة المواقف الواضحة والثابتة في إطار مشروع التحرر الوطني.
وقبل يومين، وصل وفد كبير من قيادات حركة "حماس" إلى العاصمة المصرية القاهرة.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg
جزيرة ام اند امز