مصر وتونس بين "الهشامين".. التغيير يبدأ بإقالة قنديل والمشيشي
في مصر يقولون دائما الإجابة تونس لكن هذه المرة سار التوانسة على خطى المصريين في لفظ الإخوان فجمع القدر بين حكومتين يقودهما "الهشامان".
ربما صدفة التاريخ جعلت آخر رئيسي حكومتين في مصر (2013) وتونس (2021) يحملان الاسم نفسه فالأولى إخوانية برئاسة هشام قنديل والثانية مدعومة من التنظيم يقودها هشام المشيشي وكلاهما جرى الإطاحة بهما.
فقنديل حل رئيسا للوزراء في مصر بقرار من الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي، وتحديدا في الرابع والعشرين من يوليو/تموز عام 2012.
وما كادت أن تقترب حكومة قنديل من إتمام عامها الأول في مصر حتى رحل عن منصبه في الثالث من يوليو/تموز 2013 بعد ثورة 30 يونيو/حزيران من العام نفسه.
اختفى قنديل عن الأنظار تقريبا حتى عاد لدائرة الضوء بعد إلقاء قوات الأمن القبض عليه في 24 ديسمبر/كانون الأول 2013، تنفيذا لحكم قضائي صادر ضد بالحبس عاما.
لكن بعد انقضاء 7 أشهر من مدة حبسه، قضت محكمة النقض - أعلى وآخر درجة تقاضٍ في مصر - بقبول طعنه في 13 يوليو/تموز 2014 ثم براءته من تهمة عدم تنفيذ حكم إلغاء خصخصة شركة "النيل لحلج الأقطان".
وبمرور السنوات ومع استقرار الأوضاع في مصر لم يظهر قنديل على الساحة الإعلامية منذ تقديمه استقالته وجلسات محاكمته.
وفي تونس وقبل يومين، أعفى الرئيس قيس سعيد رئيس الحكومة والمكلف بوزارة الداخلية هشام المشيشي بعد ما يقارب الـ11 شهرا على رأس الوزارة.
المشيشي الذي تولى رئاسة الحكومة التونسية في 2 سبتمبر/أيلول 2020، أكد قبل ساعات قبول قرارات سعيد الاستثنائية، قائلا: "لن أكون عنصرا معطلا لتونس".
والأحد، أعلن سعيد تجميد كلّ أعمال مجلس النوّاب وإعفاء رئيس الحكومة من منصبه بعد يوم شهد مظاهرات ضدّ حركة النهضة الإخوانية في كثير من المدن في أنحاء البلاد.
وعلى مدار يوم الإثنين، كان التساؤل الأبرز للتونسيين عن مكان وجود المشيشي، في ظل غيابه عن المشهد، بعد قرارات رئيس الجمهورية.
قناة "الحرة" الأمريكية وعبر موقعها الإلكتروني نقلت عن مصادر خاصة أن المشيشي، "انقطع الاتصال به" بعد توجهه لقصر قرطاج.
موقع القناة أشار نسبة إلى تلك المصادر إلى أنه من "المرجح أن (المشيشي) خضع للاحتجاز من قبل قوات الجيش"، بعد استدعائه إلى اجتماع في قصر الرئاسة.
والإثنين نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مُقرب ومصدرين أمنيان، أن رئيس الوزراء المعزول "في منزله وليس رهن الاعتقال".
وكان آخر نشاط للمشيشي رئيسا للحكومة زيارة أداها قبل يومين لولاية زغوان في الشمال الشرقي التونسي (تبعد 51 كيلو متر عن تونس العاصمة)، ضمن متابعة حملة التلقيح ضد فيروس كورونا.
واصطفت حركة النهضة الإخوانية جنبا إلى جنب مع المشيشي ضد الرئاسة التونسية ودعمته في كثير من الخطوات التي اعتبرت تحديا لسعيد لتعطيل العملية السياسية في البلاد وتكبيل يديه عن محاربة الفساد المستشري بسبب التنظيم الإرهابي.
وخلال انتفاضة الشارع التونسي الأحد للمطالبة بإسقاط منظومة الإخوان، والحكومة المتحالفة مع حركة النهضة، حمّل المحتجون المشيشي مسؤولية فشل إدارة الأزمة السياسية، وتفشي كورونا ليصبح الصفحة الأخيرة في فصل نهاية الإخوان من حكم تونس.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg
جزيرة ام اند امز