بعد دمشق.. سامح شكري يزور تركيا للتضامن
وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى مطار أضنة، في زيارة إلى تركيا، بعد مروره بسوريا، للتضامن مع البلدين إثر الزلزال المدمر.
وفي مطار أضنة، التقى الوزير المصري الذي يزور تركيا لأول مرة منذ 10 سنوات، على أثر توتر في العلاقات، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وأكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان رسمي اليوم، تلقت "العين الإخبارية " نسخة منه، أن وزير الخارجية المصري يزور تركيا لـ"إظهار التضامن وتقديم تعازيه بعد الزلازل في كهرمان مرعش".
وأعلنت الوزارة في بيان لها أن "شكري سيجري محادثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، ويزور إقليم أضنة الجنوبي وميناء مرسين، حيث من المقرر أن تصل سفينة مساعدات مصرية".
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب سوريا وتركيا زلزال بقوة 7.7 درجة، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجة، إضافة إلى آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلّف دمارا ضخما في البلدين.
وعقب الزلزال المدمر، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قدم فيه التعزية بضحايا الزلزال.
وشكر أردوغان نظيره المصري على المشاعر الطيبة، مشيراً إلى أنها تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي.
والخميس الماضي، أرسلت مصر طائرتي مساعدات إغاثية إلى تركيا تضامنا مع الشعب التركي في تخفيف آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين.
وتأتي الطائرتان غداة رسو سفينة تابعة للقوات البحرية المصرية، في ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا محملةً بـ650 طنا من المساعدات الإنسانية.
وفي 8 فبراير/شباط الجاري أعلن الجيش المصري تسيير 5 طائرات نقل عسكرية محمّلة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا.
تلك التحركات والاتصالات وموجات التضامن الإنساني، اعتبرتها وسائل إعلام محلية تركية تمهد لإعادة تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، لإنهاء سنوات من القطيعة.
كما أكدت أنها "نتاج تطور نوعي في مسار التقارب الأمني والاستخباري في الملفات محل النزاع والخلاف، والتي من بينها طريقة تعاطي الدولة التركية مع تنظيم الإخوان".
ومرت العلاقات بين البلدين بسنوات من القطيعة بدأت في 2013، وتراجع التمثيل الدبلوماسي لكل منهما إثر اتهام القاهرة أنقرة بدعم جماعة الإخوان الإرهابية.
لكن العام الماضي بدأت عملية التقارب بين مصر وتركيا بمحادثات استكشافية بين وزارتي الخارجية، وتصريحات إيجابية من المسؤولين الأتراك.
وقبل التوجه لأنقرة، زار وزير الخارجية سامح شكري سوريا اليوم، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق، في أول زيارة لوزير خارجية مصري منذ اندلاع احتجاجات المعارضة، في سوريا عام 2011.
وقال شكري خلال اللقاء: "أحمل رسالة تضامن من حكومة وشعب مصر إلى سوريا الشقيقة.. ومستعدون لتقديم المزيد لتخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق"، وفقا لما ذكره السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
ورأى محللون سياسيون، في أحاديث منفصلة سابقة لـ"العين الإخبارية"، أن الوضع الإنساني الجديد، والتضامن لدول بينها وبين دمشق وأنقرة خلافات، قد يمهد السبيل، ويهيؤ الأجواء لإمكانية التفاهم حول الخلافات والقضايا العالقة، عبر فتح قنوات التفاهم والحوار. لكن لا يعني ذلك إمكانية تجاوز الخلافات دون تسويتها على طاولة المباحثات.