"مصر والإمارات قلب واحد".. أجندة حافلة لاحتفالية تاريخية في توقيت مهم
تحت شعار "الإمارات ومصر قلب واحد" انطلقت، الأربعاء، فعاليات الاحتفالية الكبرى التي ينظمها البلدان للاحتفاء بذكرى مرور 50 عاماً على العلاقات.
الاحتفالية التي انطلقت تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتستمر على مدار 3 أيام، تتضمن أجندة حافلة من فعاليات سياسية واقتصادية وثقافية وفنية ورياضية.
فعاليات تحتفي بمتانة العلاقات الأخوية، وتستهدف تعزيز الروابط والعلاقات المتينة الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
تحمل تلك الاحتفالية أهمية خاصة من حيث الموضوع أو التوقيت أو الدلالات التي تحملها، أو محاور الجلسات التي تتضمنها، أو المشاركين فيها، والتي تتقاطع جميعها مع بعضها البعض بما يصب في تحقيق أهداف تلك الفعالية ويعزز نجاحها كمحطة مهمة أخرى جديدة على طريق تعزيز علاقات البلدين.
ثقل استراتيجي
فمن حيث الموضوع تأتي تلك الاحتفالية للاحتفاء بمناسبة مرور 50 عاماً على علاقات اثنتين من أهم الدول العربية والعالم، بما تحمله الدولتان من أهمية وثقل استراتيجي، وسط حرص متبادل من قادة البلدين على مواصلة الارتقاء بأطر التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يسهم في تحقيق ازدهار البلدين ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
أيضا تحمل تلك الفعالية أهمية خاصة كونها هي الأولى من نوعها منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، وتولي الرئيس السيسي حكم مصر في يونيو/حزيران 2014.
ولا تكاد تمر فترة قصيرة إلا ويعقد قائدا البلدين قمما واجتماعات ومباحثات لتعزيز التعاون وبحث المستجدات وسبل مواجهة التحديات، وتبادل وجهات النظر حول كيفية دعم قضايا الأمة، حتى باتت شعوب المنطقة والعالم تترقب تلك القمم والاجتماعات وما سيسفر عنها من نتائج تسهم في الخير والازدهار والاستقرار للمنطقة.
أهمية العلاقات بين الدولتين سيتم تناولها في جلسات الاحتفالية عبر محاور عدة وبشكل رئيسي خلال الكلمة الافتتاحية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكلمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري الذي ستناول واقع ومستقبل العلاقات بين الشعبين.
أيضا سيتم تناول أهمية تلك العلاقات التاريخية في كلمة محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، التي ستتناول العلاقة الإماراتية المصرية وأهمية مصر التاريخية.
وتهدف الفعالية إلى تعزيز الروابط والعلاقات المتينة الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
نموذج يُحتذى
أيضا تأتي تلك الاحتفالية قبل أيام من انطلاق القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لتقدم للدول العربية نموذجا ملهما للشراكة والأخوة العربية كما ينبغي أن تكون.
نموذج يحتذى به في العلاقات الأخوية العربية التي تستند إلى الشراكة والتعاون والتنسيق.
شراكة وتعاون يسهمان في تحقيق الرخاء والازدهار لشعبي البلدين وتنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية يما يسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة ونشر قيم السلام والتسامح.
وفي هذا الصدد سيتناول أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمة رئيسية في اليوم الأول من الاحتفالية "العلاقات العربية - العربية انطلاقاً من النموذج الإماراتي المصري".
أيضا سيفتتح الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، فعاليات اليوم الثاني، حيث يناقش العلاقات السياسية الإماراتية المصرية ودورها في بناء عمق استراتيجي عربي.
ولعبت الإمارات ومصر أدواراً مهمة في العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة ونجحت بحكمة قيادة الدولتين في تجنيب المنطقة العديد من المحطات التي كان من شأنها الذهاب بها إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
ويعد التنسيق بينهما ركناً أساسياً لاستقرار المنطقة وصمام أمان لها وضرورة لمواجهة التحديات التي تواجهها.
وصية زايد
أيضا يأتي تنظيم تلك الاحتفالية قبل أيام من حلول ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، الذي أرسى دعائم العلاقات الإماراتية والمصرية، وأوصى أبناءه بمصر بكلمات تاريخية قال فيها: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".
وتنطلق الفعالية تحت عنوان "الإمارات ومصر قلب واحد" المستلهم من وصية زايد، في رسالة تؤكد حرص الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على إحياء تلك الذكرى بالسير على نهجه في حب مصر وتعزيز العلاقات معها.
وتضم الأجندة فقرة حول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الإعلام المصري.
أكبر تحدٍّ يواجه البشرية
أيضا تنطلق الاحتفالية قبل أقل من أسبوعين من قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27، المرتقب أن تنعقد خلال الفترة من 6 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ.
ويجمع الإمارات ومصر التعاون والتكامل لمواجهة أكبر تحد يواجه البشرية وهو مكافحة تغير المناخ، حيث ستستضيف مصر والإمارات قمتي المناخ العالميتين "كوب 27" و"كوب 28" العامين الجاري والمقبل على التوالي.
وتضم أجندة الاحتفالية جلسة خاصة حول الاستعدادات المصرية والتجهيزات القائمة لاستضافة مؤتمر المناخ Cop 27 بما يشمل الاستعدادات الفنية والتنسيق مع كافة الجهات وكيفية إعداد مصفوفة للتعاون مع شركاء التنمية.
الأزمة الأوكرانية
أيضا تأتي الاحتفالية في توقيت مهم أيضا؛ حيث تشهد المنطقة ظروفا وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم.
وتؤمن الإمارات ومصر بأن التغيرات التي يشهدها العالم تستدعي تعميق الشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة العربية وابتكار صيغ جديدة للتعاون فيما بينها وتعزيز تكاملها واستثمار الميزات النوعية لكل دولة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتقوية الاستجابة للتحديات المشتركة والأزمات العالمية وتوسيع الاعتماد على الذات، خاصة في القطاعات الحيوية ذات الصلة بالأمن الوطني مثل الغذاء والصحة والطاقة والصناعة وغيرها.
وهو ما ترجمته الدولتان بتوقيع اتفاقية لـ"الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" وقعتها الإمارات ومصر والأردن خلال زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري للإمارات نهاية مايو / أيار الماضي، قبل أن يتم الإعلان في يوليو/ تموز الماضي عن انضمام البحرين لتلك الشراكة.
شراكة صناعية تكاملية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التكامل الصناعي المنشود، وذلك من خلال تأمين سلاسل التوريد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوطين الصناعة وتكامل سلاسل القيمة، للوصول إلى صناعات متكاملة ذات قيمة مضافة، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، تسهم في خلق المزيد من فرص العمل.
وسيكون تعزيز العلاقات الاقتصادية حاضرا في احتفالية "الإمارات ومصر قلب واحد" عبر أكثر من محور وأكثر من جلسة.
وتضم الأجندة خلال يومها الأول جلسة بعنوان "العلاقات المصرية الإماراتية.. شراكة اقتصادية متكاملة" يتناول خلالها كل من هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، وعبدالله بن طوق، وزير الاقتصاد الإماراتي، والمهندس أحمد سمير، وزير الصناعة والتجارة في مصر، والدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، عمق العلاقات المصرية الإماراتية وكيف أسهمت إيجاباً على البلدين في كافة القطاعات الحيوية ومنها القطاعان الاقتصادي والصناعي اللذان يعدان من أهم المجالات قوة وتأثيراً في تطور العلاقات الثنائية وانعكاساتها المباشرة وترجمتها إلى مشاريع على أرض الواقع.
وتتوالى الجلسات الاقتصادية بجلسة بعنوان "لماذا الإمارات ومصر أفضل البيئات الاستثمارية في المنطقة؟" التي تبرز جهود مجلس الأعمال الإماراتي المصري وإنجازاته منذ أن تأسس في العام 2020 بهدف تنمية الشراكة بين مجتمع الأعمال في البلدين، وتسهيل وصول الشركات إلى الفرص في أسواق الجانب الآخر وتعظيم القيمة المضافة من الاستثمارات المشتركة والمتبادلة.
كما تعقد جلسة بعنوان "الاستدامة في القطاع المصرفي.. تجارب إماراتية مصرية" حول دور البنوك في دعم النظم المصرفية والنقدية ضمن البيئة الاقتصادية المرنة التي تسعى الدولتان إلى مواصلة تطويرها لتكون إحدى قاطرات النمو.
وتستعرض جلسة "نجاحات مصرية في الإمارات" قصة مجموعة من الشركات المصرية الواعدة التي تأسست على أرض الإمارات وانطلقت منها نحو العالمية وكيف استطاعت هذه الشركات خلال فترة زمنية بسيطة تحقيق نجاحات وإنجازات كبيرة.
وتسلط جلسة "التبادل الحكومي المعرفي بين مصر والإمارات.. تقارب لبناء المستقبل" الضوء على ملف التعاون الحكومي بين الإمارات ومستهدفاته الرامية إلى نقل الأداء الحكومي لمستويات أفضل، وتعزيز ثقافة الابتكار في العمل الحكومي، ورفع مستويات التنافسية.
وتستعرض الأجندة أهم الاستثمارات الاستراتيجية على البحر الأحمر من خلال عرض تجربة ميناء العين السخنة، وقدرته التنافسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي كونه أكبر ميناء محوري على البحر الأحمر لخدمة حركة التجارة بين جنوب وشرق آسيا وجنوب وغرب أوروبا وشمال أفريقيا.
وتشهد الفعالية تنظيم أمسية مميزة في نهاية اليوم الأول عن حفل "أم كلثوم في أبوظبي" والذي أحيته الفنانة في العام 1971 في إمارة أبوظبي.
تعاون ثقافي متنام
أيضت تعد تلك الاحتفالية محطة مهمة في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
ويشهد الجانب الثقافي على العلاقة الوطيدة والتآخي الحقيقي بين البلدين، إذ تتم سنويا زيارات ولقاءات متبادلة بين المثقفين المصريين والإماراتيين في المؤتمرات الثقافية والعلمية والفنية التي يستضيفها البلدان.
ويتضمن اليوم الثاني جلسة رئيسة لنورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، تناقش فيها واقع التبادل الثقافي بين البلدين وتشاركها وزيرة الثقافة في مصر نيفين الكيلاني.
وخلال جلسة بعنوان "مصر، أول العلم.. أول الطريق"، تسترجع ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة الدولة الإماراتية، وخليفة بن شاهين المرر وزير الدولة الإماراتي، ذكرياتهما خلال مرحلة الدراسة في مصر، في حين يستعرض محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، تاريخ التعاون الثقافي بين مصر والإمارات على مدار 50 عاماً من العلاقات.
كما يشهد المنتدى الثقافي، نقاشات حول العلاقات الثقافية والإعلامية والرياضية بين البلدين، وذلك ضمن أكثر من 10 جلسات، تتناول النموذج المصري الإماراتي وكيف قاد البلدان العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة.
أيضا تتضمن فعاليات اليوم الثاني جلسة "التعاون الإعلامي العربي.. الإمارات ومصر نموذجاً" التي تتناول واقع قطاع الإعلام في البلدين وكيفية تطوير آليات ومسارات جديدة لتعزيز التعاون بينهما عبر اكتشاف فرص للتطور ومساحات جديدة للابتكار تمكّن من تلبية متطلبات المرحلة الراهنة وتسرع وتيرة الاستعدادات للمستقبل، ويختتم اليوم الثاني بجلسة رياضية بعنوان "تاريخ العلاقات الرياضية"، أهم محاور العلاقات الرياضية وآليات تنميتها.