ماجدة.. المراهقة البريئة التي احترفت السينما سرا
الفنانة المصرية ماجدة ارتبطت بدور المراهقة الصغيرة شديدة البراءة نظراً لملامحها الرقيقة وصوتها الحنون
طوال أكثر من 45 عاماً، هي العمر الفني لها، وعبر عشرات الأفلام التي قامت ببطولتها، استطاعت الفنانة المصرية ماجدة الصباحي، أن تحفر اسمها بين الكثيرين من عمالقة التمثيل في جيلها، ورغم أنها فضلت الابتعاد عن الوسط الفني منذ سنوات طويلة، إلا أن أفلامها التي صورت خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي تشعر المشاهد دوماً بحضورها الخفيف وطلتها الراقية.
ماجدة، صاحبة الـ85 عاماً، التي يتابع جمهورها عن كثب هذه الأيام تطورات حالتها الصحية بعد إجرائها لعملية دقيقة في القلب، خرجت على جمهورها، قبل أيام قليلة، عبر مكالمة هاتفية، في أحد البرامج تطلب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
لعبت الصدفة دوراً كبيراً في دخول عفاف علي كامل الصباحي، التي عرفت باسم ماجدة لاحقاً، إلى عالم التمثيل، فرغم حبها للتمثيل إلا أنها لم تتوقع يوماً أن زيارتها لاستديو شبرا للتصوير السينمائي ستقودها لأول بطولة سينمائية وهي لا تزال مراهقة تدرس في إحدى مدارس الراهبات، فقد أعجب بها المخرج سيف الدين شوكت، وقرر إسناد دور البطولة في فيلم "الناصح" للوجه الجديد أمام نجم الكوميديا إسماعيل ياسين.
وواجهت ماجدة وقتها مشكلة إخبار أسرتها بدخولها مجال التمثيل، حتي أنها سعت للتصوير بعيداً عن أعين أسرتها.
ماجدة، المولودة في عام 1931، استطاعت بعد دورها الأول أن تتبعه بأدوار أخرى وهي لا تزال في مرحلة الدراسة، مثل دورها في فيلمي "فلفل" و"ومرت الأيام"، ثم تطور أداؤها من خلال مجموعة من الأفلام التي وصلت 65 فيلماً هي كل حصيلة مشوارها السينمائي كان من أبرزها "الآنسة حنفي"،"لحن الخلود"،"بنات اليوم"، "شاطئ الأسرار"، النداهة"، "أين عمري".
كما دخلت عالم الإنتاج وقامت بإنتاج مجموعة من الأفلام المهمة إلى جانب قيامها بدور البطولة فيها، مثل أفلام "هجرة الرسول" و"العمر لحظة" وغيرها، كما كان لها تجربة وحيدة في مجال الإخراج من خلال فيلم "من أحب".
وتحكي الفنانة ماجدة في مذكراتها الشخصية أنها ذهبت بنفسها للقاء الكاتب الكبير نجيب محفوظ من أجل التعاقد معه لشراء إحدى رواياته لتقوم بإنتاجها وببطولتها، بعد إعجابها الشديد بدور "حميدة" الذي أدته الفنانة شادية في فيلم "ميرامار". ورغم استقباله لها البالغ الحفاوة إلا أنه رفض بيع إحدى الروايات لها، مؤكداً أن بطلات أعماله لا تناسب شخصيتها ولا الأدوار التي تقدمها على شاشة السينما رغم إبداء إعجابه الشديد بأدائها التمثيلي. وتقول ماجدة عن ذلك إنها لم تغضب أبداً من رفض نجيب محفوظ منحها إحدى رواياته بعد أن تفهمت رؤيته.
تجاوزت الفنانة ماجدة دور المراهقة الصغيرة شديدة البراءة، التي ارتبطت به لسنوات عديدة نظراً لملامحها الرقيقة وصوتها الحنون، وتمردت عليه من خلال دور الفلاحة في فيلم "النداهة"، أو دور الأرملة زوجة الأب في فيلم "الرجل الذي فقد ظله"، والذي يعد أحد علامات السينما المصرية، فضلاً عن تجسيدها لشخصية المناضلة الجزائرية جميلة بو حريد.
حصلت ماجدة على العديد من الأوسمة والجوائز، منها جائزة مهرجان دمشق الدولي وجائزة مهرجان برلين ومهرجان فينسيا الدولي، كما توج مشوارها الفني بالحصول على جائزة النيل في مجال الفنون عن إجمالي أعمالها السينمائية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز