معاهدة "ستارت".. هل ترمم زيارة شكري جدار التوتر الأمريكي الروسي؟
هل تخفض زيارة وزير خارجية مصر إلى روسيا حرارة التوتر بين موسكو وواشنطن وتضبط عقارب الخلافات على توقيت القاهرة لاجتماعات معاهدة ستارت؟
الأمر وارد في خضم قراءات متعددة يطرحها خبراء حول زيارة سامح شكري إلى موسكو بعد يوم من وجود وزير خارجية أمريكا بالقاهرة.
ويعتقد خبراء أن مصر تسعى لاستضافة جولة مباحثات روسية أمريكية حول تحديد موعد لاجتماعات معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (ستارت) للتفاوض حول القضايا الفنية الدقيقة المتعلقة بالحد من التسلح النووي خاصة بعد تأجيلها في ديسمبر/ كانون أول الماضي.
فيما يرى آخرون وجود احتمال أن تكون للزيارة رسائل مختلفة لا تخلو من تطمينات أمريكية في عدد من الملفات أهمها السلاح النووي وضرورة استئناف اجتماعات معاهدة "ستارت".
كما من الممكن أن تكون مضمون الرسائل محاولة تجنيب المنطقة صراعا عسكريا مباشرا مع إيران أرسلت من الجانب الأمريكي وتحملها القاهرة وتناقشها موسكو مع طهران.
حرب نووية
يرى الخبير في شؤون الأمن القومي المصري، أحمد رفعت، أن العلاقات المصرية الروسية في أقوى حالاتها على المستوى الرئاسي والتنسيقي والاقتصادي والأمني والعسكري.
ويقول رفعت في حديثه لــ"العين الإخبارية"، إن اتفاقا في الرؤى يجمع مصر وموسكو حول الموقف في سوريا وليبيا وعدد من القضايا الدولية بالإضافة إلى القضية الفلسطينية.
ويوضح أن المؤشرات الأولية تعود على تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقاهرة حيث أكد أن رحلته للمنطقة تشمل 4 ملفات وهي:"العلاقات بين الشعوب، والعلاقات الثنائية، وحقوق الإنسان، والموقف الإقليمي والدولي".
وأوضح أن النقطة الأهم هي الموقف الإقليمي والدولي حيال قضايا إيران وليبيا والسودان، والحرب الأوكرانية، وهي التي شهدت تصعيدا كبيرا خلال الأسابيع الماضية خصوصا بعد اعتبار موسكو تسليح الغرب لأوكرانيا مشاركة في الحرب، وحملت الدول الغربية مسؤولية وصول الصراع إلى أبعاد أخرى.
وأشار إلى أنه في ظل الموقف الحالي من الحرب الأوكرانية الروسية والتي انعدمت فيها مبادرات التهدئة في الوقت الحالي مع استمرار توريد الأسلحة الأوكرانية حتى شكلت تهديدا للأمن الأراضي الروسية وليست الأوكرانية فقط، تتفاقم المخاوف من الانزلاق لحرب نووية واستحالة الوساطة في ظل هذه الدرجة من التصعيد
حرب أوكرانيا
من جانبه، اعتبر السفير المصري السابق لدى روسيا، الدكتور عزت سعد، أن زيارة سامح شكري إلى موسكو كانت موضوعة على جدول الأعمال لمتابعة اللجنة المشتركة بين البلدين.
ويقول سعد لــ"العين الإخبارية"، إن زيارة شكري تشمل ملفات سياسية واقتصادية والتقدم المحرز في تنفيذ مشروعات التعاون، بما يحقق مصالح البلدين، فضلا عن التشاور وتبادل وجهات النظر حول العديد من الملفات الدولية والإقليمية ذات التأثير على المصالح المشتركة، بما في ذلك تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها المختلفة.
ولفت إلى أن مصر هي من دعت لعقد اجتماع عاجل سابقا في الجامعة العربية لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية وساعدت على تشكيل لجنة مباحثات لذلك، معربا عن اعتقاده بأن مصر تقود جزءا من الحل في تلك الزيارة.
وحول توقيت الزيارة الذي يأتي بعد يوم من وجود وزير الخارجية الأمريكي بالقاهرة، يقول سفير مصر السابق في روسيا، إن مصر تسعى لاستضافة جولة مباحثات روسية أمريكية حول تحديد موعد لاجتماعات معاهدة ستارت للتفاوض حول القضايا الفنية الدقيقة المتعلقة بالحد من التسلح النووي خاصة بعد تأجيلها في ديسمبر الماضي.
ويكمل أن روسيا شريك استراتيجي للقاهرة فتضع على قائمة المباحثات أيضاً التحرك الإيراني بالمنطقة والملف الفلسطيني والارتباط بالحكومة اليمنية الإسرائيلية الجديدة والأمن الإقليمي بالمنطقة، والتعاون الاقتصادي والتعامل بالعملات الوطنية.
إيران
وعاد الخبير في شؤون الأمن القومي المصري، أحمد رفعت، ليؤكد أن الزيارة تأتي أيضا في إطار وجود مبادرة مصرية للصراع من خلال مسارين الأول: عدم الانزلاق إلى صراع أشمل ومباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أو حصول أوكرانيا على أسلحة تهدد الداخل الروسي، والثاني: أفكار جديدة تخص حركة تجارة الحبوب والأسمدة من طرفي الصراع إلى العالم.
واختتم الخبير المصري، حديثه قائلا:"هناك احتمال أخير حول وجود أفكار تتعلق بالمواجهة الغربية مع إيران، ومحاولة تجنبها شبح المواجهة العسكرية فتحمل مصر الرسالة الأمريكية إلى روسيا وتناقشها مع إيران، حيث لا تخص الأزمة طهران وحدها إنما ترتبط بشكل وثيق بالأمن العربي للأشقاء في الخليج".
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز