متحدث الحكومة المصرية: الانتقال للعاصمة الإدارية في النصف الثاني من 2020‎

جاء ذلك خلال استضافة "العين الإخبارية" له بمكتبها بالقاهرة، في أول لقاء إعلامي له منذ توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي

أعلن المستشار نادر سعد المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية أنه سيتم الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة في النصف الثاني من العام المقبل 2020.

جاء ذلك خلال استضافة "العين الإخبارية" في مكتبها بالقاهرة المستشار نادر سعد، في أول لقاء صحفي له منذ توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

وعلى مدى 4 ساعات، أجرى سعد حوارا صحفيا مطولا ومعمقا مع "العين الإخبارية"، مؤكدا أن مصر تعد نموذجا يحتذى به في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، مع توفير برنامج متكامل للحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل.

هل تجري مصر تعديلا وزاريا؟

وقال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية، إن التعديل الوزاري تقرره القيادة السياسية وفق ما يقتضيه الصالح العام.

وتابع أن التعديل أمر طبيعي ويحدث وفق تقييمات تجريها الحكومة المصرية والجهات المعنية بشكل دوري، وتشمل الوزراء والمحافظين والمسؤولين بالجهات التنفيذية.

وأوضح أن تقييم أداء الوزراء والمحافظين المصريين غير مرتبط فقط بالتعديل، لأن البعض أثار في الفترة الماضية أن الحكومة المصرية بصدد تعديل وزاري لأن هناك عملية تقييم جارية لأدائهم، وأكد أن "التقييم عملية مستمرة على مدار العام، فبدون هذا التقييم نكون أغفلنا جزءا كبيرا ومهما من أداء الحكومة".

وقال سعد: "إن عملية تقييم الأداء تتم تحت إشراف رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي وفق 3 آليات رئيسية وهي: التقارير الرقابية التي يتلقاها من مختلف الجهات. أما الآلية الثانية التي يُعتمد عليها في التقييم تتمثل في اللجان التي يرسلها للمحافظات المصرية بصفة دورية لمتابعة سير العمل هناك، والوقوف على أبعاد المشكلات، ورفع تقارير لرئيس الوزراء بشأنها. وأخيرا تتمثل الآلية الثالثة في الرؤية المباشرة لسير العمل بالمواقع الخدمية على الأرض، خلال الجولات الميدانية التي يقوم بها لمحافظات مصر، حيث زار حتى الآن ١٩ محافظة".

وأوضح المتحدث باسم الحكومة المصرية أن "التغيير وارد في أي وقت لأنه سنة الحياة، ليس معنى ذلك أنني أؤكد تعديلا وزاريا من عدمه أو حركة محافظين من عدمها، فعندما يحين الوقت وعندما تكون هناك حاجة للتغيير سيتم وفق فلسفة معينة، ووفق أهداف معينة"، مشيرا إلى "أن التغيير ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة لإحداث شيء، ما إذا أردنا إحداث هذا الشيء أو هذا التطوير وفق رؤية القيادة السياسية فسيحدث التعديل".

وأكد أن كل ما يتردد عن عدد الوزارات في أي تعديل وزاري أو ذكر أسماء مجرد اجتهادات صحفية، وأن "الحكومة المصرية تضع أولويات الشارع نصب أعينها وتركز على الفئات الأكثر احتياجا وتحديدا في الريف والقرى".

الإصلاح الاقتصادي.. "الدواء المر"

أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري أن الوضع الاقتصادي كان من أبرز التحديات التي واجهت الحكومة المصرية، وكان عليها البدء في اتخاذ إجراءات عاجلة بشأنه، لأن تأخير تنفيذها كان يمثل خطرا أكبر على مستقبل الاقتصاد المصري.

وأضاف "سعد" في حوار خاص لـ"العين الإخبارية" أن مصر بدأت على الفور بإصلاحات اقتصادية تحت إشراف صندوق النقد الدولي، وأن قرار تحرير سعر الصرف من أفضل الخطوات الاقتصادية التي تمت، قائلا: "البرنامج بمثابة الدواء المر".

وتابع أن إصلاحات وجهود الحكومة المصرية والبنك المركزي المصري قادت إلى انخفاض الدولار مقابل الجنيه.

وأوضح متحدث الحكومة المصرية أن الدولة تسعى إلى توطين الصناعة المحلية من خلال إنشاء 4700 مصنع للشباب، لتوفير مدخلات الإنتاج للمصانع، وتوفير العملة الصعبة التي يتم إنفاقها لاستيراد تلك المدخلات، ومن ثم تحسين وضع الجنيه المصري أمام الدولار.

وأكد "سعد" أن مصر تطبق أكبر حزمة إصلاحات لتحقيق الحماية الاجتماعية للمصريين من خلال طرح مبادرات الإسكان الاجتماعي لتوفير مسكن كريم والقضاء على العشوائيات، وإطلاق برنامج تكافل وكرامة لدعم الأسر الأكثر احتياجا، والمبادرة الرئاسية حياة كريمة، فضلا عن برامج توفير السلع التموينية والمخصص لها 89 ونصف مليار جنيه للعام المالي الحالي مقابل 86 مليار جنيه للعام الماضي.

وأشار إلى أن مصر نجحت في خفض أرقام التضخم في أغسطس الماضي وصلت إلى 6.7% مقارنة بـ١٣% العام الماضي، و30% عن العام الأسبق، فضلا توفير مخزون سلع استراتيجية لمنع احتكار بعض المنتجات.

وأكد متحدث رئاسة الوزراء المصرية أن الشهادات الدولية من المؤسسات الاقتصادية العالمية تؤكد أن مصر تسير بطريق الإصلاح الاقتصادي الصحيح، وأن وعي الشعب المصري حمى الدولة من الحملات التي تستهدف استقرار الوطن التي تضاعفت خلال الآونة الأخيرة.

موعد وتفاصيل نقل الحكومة

وقال سعد: "إن ملف الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة المصرية ملف مهم نطمح بحلول يوليو 2020 سيكون هناك 50 ألف موظف تم نقلهم، حيث تم اختيارهم بناء ترشحيات وزارتهم وتم عمل دورات تدريبية لرفع الكفاءات وتقييم بعد ذلك للتأكد من أن هذه الدورات حققت المستهدف منها".

وأوضح المتحدث باسم الحكومة المصرية أن كل وزارات الدولة المصرية ستنتقل إلى العاصمة الإدارية الجديدة ووزارة الخارجية المصرية ستكون من أوائل الوزارات هناك، ما يجعل السفارات الأجنبية بالقاهرة تتحرك إلى هناك.

وقال: "إن الجهاز الإداري المصري الحالي متخم بقوة بشرية كبيرة تفوق أضعاف ما نحتاجه فعليا من موظفين لكن كما أكدت الحكومة من قبل لن نتخلى أو نلجأ إلى إجراءات استثنائية بالتخلي عن أي موظف، سنترك الأمر للظروف الطبيعية التي تحدد ذلك عن طريق خروج عدد من هؤلاء للمعاش لأن وفق المستهدف أو المقرر على مدار 10 سنوات سيكون نحو ٣٠% من حجم هذا الجهاز الإداري خرج إلى المعاش وبالتالي هذا سيمكننا تدريجيا للوصول إلى حجم الجهاز الإداري الأمثل".

منظومة تعليمية متطورة

على صعيد آخر أكد المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، أن الحكومة تسعى إلى تخريج طالب لديه التفكير الناقد، من خلال تطوير منظومة التعليم، لإنتاج أجيال قادرة على التفكير والإبداع، ونحتاج إلى أعوام عدة لتحقيق ذلك.

وأكد "سعد" أن مصر قطعت شوطا كبيرا في تطوير منظومة التعليم، مشيرا إلى أن المنظومة الجديدة للتعليم تضاهي نظيرتها في الدول المتقدمة تعليميا، سواء من ناحية الوسائل التعليمية أو المناهج الجديدة التي يتم تدريسها.

وأضاف المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري أن الإعلام المصري يعمل بجهد كبير لتوعية المواطنين وذلك بسبب ضعف الفكر الناقد ومستوى الوعي لدى البعض، مؤكدا "أن الجهد التوعوي الذي يقوم به الإعلام سيتراجع تدريجيا بالتوازي مع تطوير التعليم وتخريج أجيال لديها العقلية القادرة على تمييز الغث من السمين".

3 محاور للحد من الزيادة السكانية

وكشف سعد أن معدل الزيادة السكانية يزداد بمعدل 2.5 مليون فرد سنويا، والحكومة تعمل على 3 محاور للحد من الزيادة السكانية.

وأكد خلال حواره لـ"العين الإخبارية" أن الدولة المصرية تدعم مبدأ الطفلين فقط ضمن برنامج "تكافل وكرامة" وبطاقات التموين، كما تعمل على توفير وسائل تنظيم الأسرة بالمجان، مشيرا إلى أنه يمكن تحقيق نجاح أكبر خلال الفترة المقبلة من خلال التوعية من دور العبادة.

وأشار المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري إلى تحقيق مصر نجاحا كبيرا بخفض نسبة المواليد من عام 1995 إلى 2006، من خلال إطلاق برامج التوعية والرعاية الصحية لتنظيم النسل من خلال الأدوية المخصصة، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وتابع أن الحكومة المصرية تعمل على تعظيم الموارد الاقتصادية للدولة مع التحفيز للحد من الزيادة السكانية، حتى بحالة ثبات معدلات الزيادة السكانية للوصول إلى الرفاهية.

إرضاء المواطن.. مؤشر عمل الحكومة

على صعيد متصل، قال سعد: "إن الحكومة المصرية تعمل على التقييم الدائم للوزراء والمحافظين والمسؤولين، ومقياس رضاء المواطن لدينا هو الشارع المصري، ولم نعتمد على استطلاعات مراكز الأبحاث فقط، لكن الدكتور مصطفى مدبولي حريص جدا على معايشة المواطنين والاستماع لشكواهم".

وأكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري أن الحكومة المصرية حققت أشواطا كبيرة بتحسين الاقتصاد، وبعض الفئات المجتمعية بدأت بالشعور بالتحسن المادي من خلال المبادرات القومية والخدمية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تضمنت تطوير الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والمرافق وإطلاق مشروعات قومية وخدمية متعددة.

وتابع أن البرنامج الطموح لتحويل المركبات للعمل بالغاز والبنزين بدلا من السولار سوف يوفر 2 مليار دولار، قائلا: "إن الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين لا يتم فقط من خلال زيادة المرتبات، فما يتم تقديمه من خدمات يفوق في قيمته أي زيادات مالية"، مشيرا إلى "أن ميكنة الخدمات الحكومية تتم لمواجهة الفساد وتسهيل الإجراءات على المواطنين".

وحرصت "العين الإخبارية" على تكريم "سعد"، حيث سلمه الدكتور عاطف السعداوي، مدير مكتب القاهرة، درع المؤسسة، موجها له الشكر الوفير على جهود الحكومة المصرية في النهوض بالأوضاع على جميع المستويات، ودوره كمتحدث رسمي في توضيح الحقائق وتقديم معلومات وافرة لوسائل الإعلام حول جميع القضايا المطروحة.

الزيارة التي استمرت نحو 6 ساعات، بدأت بجولة في أروقة المكتب، تبادل خلالها الحديث مع الصحفيين بالموقع، واطلع على آليات العمل وسط ترحيب وحفاوة من الحضور.

وعرض الزملاء العاملون بأقسام التحرير والفيديو والتدقيق اللغوي والمالتي ميديا آليات العمل في المؤسسة، وسط اهتمام واضح من متحدث الحكومة المصرية.

وأثناء جولته، أثنى المتحدث باسم الحكومة على التغطية الإخبارية التي تقدمها "العين الإخبارية" خاصة تناول الشأن المصري، قائلا: "أتوجه بالتحية لجميع العاملين بمؤسسة العين الإخبارية".

وأشار إلى أنه من قراء "العين الإخبارية"، سواء ما يتعلق بالشأن المصري أو الشؤون العربية والدولية لما تتميز به من سرعة ودقة.

كما أعرب عن سعادته البالغة بالوجود في مؤسسة تقوم على الكوادر الشابة والطموحة.