تحركات مصرية دولية مرتقبة لإخراج المرتزقة من ليبيا
أكدت مصادر دبلوماسية ليبية أن زيارة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش المرتقبة إلى مصر تتضمن ترتيبات لجهود مشتركة تركز على إخراج المرتزقة.
وأوضحت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن "المنقوش تلقت دعوة من وزير الخارجية المصري سامح شكري لزيارة القاهرة للتنسيق والتعاون في العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، ودعما للاستقرار في ليبيا".
- اللجنة العسكرية الليبية تبحث الأحد ملف المرتزقة وفتح الطريق الساحلي
- لماذا يتمسك إخوان ليبيا بالمرتزقة والأتراك؟
وأضافت المصادر أن "أبرز هذه الملفات هي التنسيق بشأن جهود وتحركات مصرية خلال الفترة المقبلة دعما للإرادة الليبية الساعية إلى إخراج كل المرتزقة الأجانب من البلاد".
قوة القاهرة الدبلوماسية
ومن جانبه يرى دكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية وخبير الشؤون العربية، أن "مصر ستستمر في دورها الداعم للاستقرار في ليبيا".
وأوضح في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن "الدور المصري لن يتوقف عند ما قامت به القاهرة وصولا إلى هذه المرحلة المستقرة نسبيا في ليبيا، بل ستجري تحركات كبيرة من أجل إخراج المرتزقة والمسلحين الأجانب منها".
وشدد على أن "مصر هي أول دولة ألقت الضوء على الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة في ليبيا، وهي أول دولة تصدت للتدخل التركي في ليبيا بوضع الخط الأحمر سرت الجفرة الذي نتج عنه إيقاف المد التركي والانتقال إلى عملية سياسية وسلطة تنفيذيه مؤقتة".
وأشار إلى أن "القاهرة وما لديها من علاقات إقليمية ودولية قوية ستستطيع الضغط لإخراج المرتزقة، وهي جهود تحظى بدعم كبير من المجتمع الدولي، من خلال الدول الإقليمية والرباعية الدولية المعنية بالملف الليبي التي تضم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي".
ونوه بأن "موقف القاهرة ثابت وراسخ من إخراج المرتزقة وفوضى السلاح والمقاتلين الأجانب، وأن دول الجوار الليبي هم أكثر الدول تضررا من الفوضى الأمنية فيها".
وألمح إلى أن "القاهرة بدأت العمل على هذا الملف وهو ما اتضح خلال القمة المصرية التونسية، وكذلك التنسيق المصري الإماراتي الذي هو في أعلى صورة بحيث تتفق الرؤى فيما يخص الأزمة الليبية وهذا ما أكدته زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى القاهرة، السبت".
وأردف أن الموقف الدولي خاصة رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة يتناغم ويتفق مع الرؤية المصرية سعيا لطرد المرتزقة السوريين من ليبيا والتنسيق مع الجانب الفرنسي والذي تتطابق رؤيته مع الجانب المصري.
تقليم أظافر تركيا
ومن جانبه، قال دكتور يوسف الفارسي أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي بالجامعات الليبية، إن "التحركات المصرية المزمعة خلال الفترة المقبلة لدعم الجهود الليبية الساعية إلى إخراج المرتزقة من البلاد تهدف أيضا إلى تحقيق الاستقرار والأمن القومي المصري والعربي".
وأشار في حديث مع "العين الإخبارية" إلى أن "موقف القاهرة هو انطلاق من الموقف الليبي العام الرافض لوجود المرتزقة ودعما لما سبق وصرحت به الوزيرة الليبية عن ضرورة انسحاب المرتزقة الموالين لـ"تركيا" من ليبيا، كـ"اشتراط لا تراجع عنه".
ولفت إلى أن ردة فعل الإخوان الـ"غاضبة" من تصريحات المنقوش، على لسان خالد المشري، وحزب العدالة والبناء الذراع السياسي للتنظيم المطالبة باستثناء مرتزقة تركيا تؤكد أن "المهمة صعبة وتحتاج إلى دعم وتنسيق مصري بما لدى القاهرة من ثقل سياسي".
ودعا الفارسي إلى "تأييد ومؤازرة تصريحات المنقوش بخصوص خروج المرتزقة، حتى يعلم تنظيم الإخوان أنها تحدثت بمطالب الشعب الليبي وحقه في السيادة الكاملة وعدم الالتفات إلى تصريحات المشري الذي أصبح وفقا للاتفاق السياسي خارج المشهد".
ونوه بأن خروج المرتزقة والأتراك هو نهاية للمشروع الإخواني والمليشيات في ليبيا لأنهم هم من يحموهم بشكل مباشر وخروجهم يشكل ثمة مخاوف من رجوع الجيش إلى طرابلس للقضاء عليهم.
وأشار إلى أن التنظيم يخشى سياسات الوزيرة الليبية التي تعتزم تقليص عدد بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها في الخارج من تعيينات حكومة السراج التي تعتبر أذرعا خفية يتحكم من خلالها الإخوان في ليبيا والموقف الدولي حولها ما يعني تقليم أظافر تركيا والتنظيم في الخارج.
والسبت، اتفق وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، على تنظيم زيارة رسمية للأخيرة إلى القاهرة قريبا.
والثلاثاء الماضي، زار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، العاصمة الليبية طرابلس لبحث التعاون الاقتصادي والسياسي مع حكومة الوحدة الوطنية.
وكانت هذه هي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس وزراء مصري إلى ليبيا منذ سنوات، واستكمالا لجهود القاهرة الداعمة للاستقرار وحل الأزمة الليبية.
والشهر الماضي، بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في القاهرة، آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين.
وسعت مصر منذ بداية الأزمة الليبية إلى الدفع بجارتها الغربية إلى مسار التسوية السياسية، باستضافة الفرقاء الليبيين على مائدة الحوار.
وأصدرت مصر "إعلان القاهرة" في يونيو/حزيران الماضي، الذي رسم خطوطًا عريضة للحل في ليبيا، كان منح السلطات الانتقالية الثقة أحد فصولها.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA==
جزيرة ام اند امز