مصر تأمل توقيع اتفاق نهائي حول سد النهضة قريبا
متحدث وزارة الري المصرية يقول إن الهدف من المفاوضات تحقيق المصلحة العامة لجميع الأطراف وبلاده حريصة على تحقيق نهضة شاملة في إثيوبيا
أعربت وزارة الري المصرية، السبت، عن أملها في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة الإثيوبي بحلول نهاية فبراير/شباط الجاري.
وقال محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الري المصرية لـ"العين الإخبارية" إنه تم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة حول القواعد العامة لملء الخزانات على مراحل تتم وقت الفيضان، مع مراعاة حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء الملء.
وأضاف أن "الاتفاق تضمن أيضاً الإجراءات الخاصة بالتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء التشغيل".
وأوضح "السباعي" أن "الجفاف" يستمر لمدة عام واحد فقط بينما "الجفاف الممتد" ممتد لعدة سنوات وهو ما يعرض بلدان المصب للخطر حال استمرار ملء خزانات السد الإثيوبي في تلك الفترات.
وقال إن الهدف من المفاوضات تحقيق المصلحة العامة لجميع الأطراف، مؤكدا حرص بلاده على تحقيق نهضة شاملة في إثيوبيا، مع مراعاة عدم حدوث ضرر جسيم لدول المصب وخصوصاً مصر في ضوء ما تعانيه من نُدرة وتحديات مائية.
وأكد أن وزراء الري والخارجية في الدول الثلاث سوف يجتمعون بالولايات المتحدة يومي 12و13 فبراير/شباط الجاري، لاستكمال التفاصيل الخاصة بالاتفاق، وتحويل المحددات التي تم الاتفاق عليه بشكل مبدئي، إلى اتفاقية يتم التوقيع عليها نهاية الشهر الجاري.
وأكد المتحدث باسم وزارة الري المصرية حرص بلاده للوصول لاتفاق عادل ومستدام يحقق مصالح الدول الثلاث، واستكمال المفاوضات لتحقيق اتفاق مشترك يضمن المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
والجمعة، قالت الدول الثلاث في بيان مشترك مع الولايات المتحدة والبنك الدولي عقب المحادثات، إنها اتفقت على مراحل ملء خزان السد وآليات التخفيف وضبط الملء والتشغيل أثناء فترات الجفاف.
وذكر البيان أن الدول المعنية لم تنته به من الاتفاق على جوانب أخرى منها سلامة السد وآلية فض المنازعات لكنه أضاف أنها ستوقع على اتفاق نهائي بنهاية فبراير/شباط.
وقال سلشي بقلي وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي في تغريده على "تويتر": "سيبحث فريق قانوني يدعمه فريق فني الوثائق المقرر توقيعها. سيستمر ذلك في الأسبوع المقبل للانتهاء من (إعداد) وثيقة شاملة خلال 30 يوما".
واستضافت واشنطن عدة جولات من المحادثات شارك فيها وزراء من الدول الثلاث والبنك الدولي بعد فشل مفاوضات ثلاثية استمرت سنوات.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يوم الجمعة عن تفاؤله بقرب إبرام اتفاق بشأن السد يعود بالفائدة على كل الأطراف المعنية.
ومن جهته قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مفاوضات سد النهضة الأخيرة كانت مطولة لمدة 4 أيام متواصلة مع الجانب الأمريكي ورئيس البنك الدولي والأطقم المعاونة لهما، وتناولت قضايا مهمة ومركزية، منها فترات ملء الخزان، والقواعد التي تحكم أوقات الجفاف والجفاف الممتد، والتشغيل طويل الأمد، وآلية المراجعة، وآلية حل المنازعات، وسيتم إرجاؤها للجولة المقبلة.
وتابع وزير الخارجية أن "قواعد الملء والقواعد الحاكمة والتعامل مع حالات الجفاف الجزء الرئيسي الذي يؤمن مصر وتشغيل السد بشكل يراعي دول المصب، وهي مكون رئيسي من الاتفاق ولكن الاتفاق مكون من عناصر كثيرة جدا مثل حل النزاعات ويشير إلى وجود آلية للتعامل مع القضايا بشكل حازم وملزمة لكافة الأطراف، وهذا أمر أجد عليه الجانب الأمريكي".
وأوضح الوزير المصري أن الرئيس الأمريكي أولى اهتماما خاصا بلقاء رؤساء الخارجية والري وأوكل القضية لوزير الخزانة الأمريكية كل ذلك في إطار العلاقة التي تجمع مصر بالولايات المتحدة وتقديرا لأهمية القضية بالنسبة لمصر التي لها علاقات قوية بإثيوبيا والسودان، وستكون هناك علاقات أفضل بعد حل القضية وإزالة الخلاف.
وأكد اعتماد الجانب الأمريكي لما تم الاتفاق عليه كنصوص نهائية والعبرة بالتوقيع النهائي، مضيفا: "صحيح أن مصر الوحيدة التي وقعت على البيان لأنها تصب في مصلحة دول المصب وهي جزء مكون رئيسي للاتفاق ومصر تتعامل بمنطلق أننا نعلم احتياجات الجانب الإثيوبي ومصالح الشعب المصري.