أبو الغيط لأثيوبيا: الأمن المائي لمصر جزء من الأمن العربي
الأمين العام للجامعة العربية انتقد عدم ميل أثيوبيا بشكل كاف للتعاون والتنسيق مع مصر والسودان في مفاوضات سد النهضة.
أعلنت جامعة الدول العربية أنها تتابع مسار المحادثات بين دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان) وإثيوبيا حول سد النهضة بقلق شديد، مشددا على أن الأمن المائي لأكبر دولة عربية- وهي مصر- من حيث عدد السكان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
وأضاف أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة في كلمته اليوم في افتتاح المنتدى العربي الرابع للمياه: "إننا لا نلمس ميلاً أثيوبياً كافياً للتعاون والتنسيق، وما زالت الخطط الأثيوبية لتشغيل السد واستخدام مياهه في الري غامضة ومثيرة للقلق".
وفي تصريحات نادرا ما توجهها الجامعة العربية إلى أثيوبيا، دعا أبو الغيط أديس أبابا إلى إظهار الانفتاح الكافي على مبادئ التعاون والشفافية والتشاركية؛ باعتبار أنها تُمثل السبيل الوحيد للاستفادة من مياه نهر يسكن على ضفاف حوضه 400 مليون إنسان، وهم مرشحون للزيادة إلى مليار شخص في عام 2050.
كما لفت أبو الغيط إلى أن بعض التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالأمن المائي العربي تنطوي على الكثير من أسباب القلق والانزعاج: "أتحدث هنا بوضوح عن تعثر المحادثات بين مصر وأثيوبيا بشأن معايير ومحددات بناء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي على النيل الأزرق".
وفي هذا الصدد أشار إلى أن "مصر تحصل على 85% من مياهها من الهضبة الأثيوبية.. ومصر تعاني بالفعل من الفقر المائي، ونصيب المواطن فيها لا يتعدى 660 مترا مكعبا في العام، وهناك دراسات تُشير إلى احتمالات انخفاضه إلى 552 مترا مكعبا في 2025".
وأردف قائلا: "أقول بعبارة واضحة إن الأمن المائي لأكبر دولة عربية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي".
وجاءت هذه التصريحات على خلفية فشل الجولة الأخيرة للمفاوضات، التي انعقدت في القاهرة يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بين وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا، في التوصل لاتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات الفنية للسد، والمقدم من شركة استشارية فرنسية.
واعتبر أبو الغيط أن المنتدى العربي للمياه ينعقد هذه المرة "في توقيت دقيق بالنسبة لأمتنا العربية، وهو الأمر الذي يحملنا جميعاً مسؤولية الوصول إلى خلاصات ملموسة وقابلة للتطبيق تساعدنا على مواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بندرة المياه والجفاف والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
وعن هذه التحديات بالنسبة للمنطقة جميعها قال إن ندرة المياه تُعد واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي.. مشيرا إلى أن 40% من سكان العالم العربي يعيشون في مناطق تُعاني من ندرة مُطلقة في المياه.
والعرب "يُمثلون 5% من سكان العالم، ولكنهم لا يحصلون سوى على 1% فقط من المياه العذبة، وفضلاً عن ذلك، تعاني المنطقة العربية من أكبر عجز غذائي في العالم".
وذكَّر بأنه "لا يخفى أن الوضعَ المائي العربي يعاني من طبيعة جيوسياسية حرجة، فنحو 80% من المياه العربية تَنبُعُ من خارج العالم العربي، بكل ما ينطوي عليه هذا الواقع من احتمالات للخلافات والصدام، وبكل ما يتيحه- من جانب آخر- من آفاق للتعاون والتنسيق".