السيسي بـ"قمة جدة".. رسائل تمهد لمرحلة جديدة من التكامل العربي
محاور خمسة كانت نقطة ارتكاز لكلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قمة جدة، كشف من خلالها الداء وطرح الدواء لقضايا المنطقة.
وكان الرئيس السيسي طرح في كلمته خلال قمة جدة، اليوم السبت، مقاربة شاملة تتضمن خمسة محاور، أبرزها حلحلة القضية الفلسطينية كمدخل لحل أزمات المنطقة، مؤكدًا أهمية الأمن القومي العربي، وأن ما يتوافر لدى الدول العربية من قدرات ذاتية بالتعاون مع شركائها، كفيل بتوفير الإطار المناسب للتصدي لأي مخاطر تحيق بالعالم العربي.
الإرهاب كان –كذلك- أحد محاور السيسي الخمسة، والتي وجه من خلالها رسالة شديد اللهجة إلى الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، مؤكدًا أنه على داعميها ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر، أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة.
تلك الرسائل والتي كانت حاسمة وكاشفة في مضمونها، اعتبرها خبراء ودبلوماسيون سابقون، تشخيصًا للداء الذي تعاني منه بعض الدول العربية، مؤكدين أنها كانت رسائل تمهد لانطلاق لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل العربي.
تحديد الأزمات
وإلى ذلك، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومى، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن خطة الرئيس المصري تعبر عن موقف عربي منسق، وتتحدث عن الجميع وعن البلدان التي تعاني من أزمات وعدم اتزان سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا أو لبنان أو الصومال أو السودان.
الدبلوماسي المصري، أكد أن المشاورات العربية المصرية التي سبقت القمة سواء في القاهرة أو البحرين أو عمان شكلت موقفًا موحدًا وجيدًا، لافتا إلى أن أطروحات السيسي تحدثت عن الأزمات بشكل مفصل سواء عربيا أو دولياً.
السيسي أمام قمة جدة: الأمن العربي كل لا يتجزأ
وأشار إلى أن الرئيس المصري طرح أزمة المياه والفقر المائي العربي، وهي أزمة لا تعانيها مصر فقط، بل إن العراق وسوريا تشكوان - كذلك- من السدود التركية والقاهرة، بالإضافة إلى استيلاء إسرائيل على نهر الليطاني في لبنان.
البعد عن الانحياز
تصريحات السفير بيومي وافقها نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، والذي أكد أن السيسي تناول القضايا والتحديات التي تعاني وتواجهها المنطقة العربية أجمع وكيفية التعامل معها.
وأوضح الحفني في تصريحات لــ"العين الإخبارية" أنه لا توجد دولة تسطيع السير وحيدة بعيدا عن أشقائها من دول الجوار العربي، لافتا إلى أن التنمية التي تريدها الشعوب العربية تحتاج إلى تضافر الجهود كاملة.
وأشار الدبلوماسي المصري، إلى أن السيسي ركز على القضية الفلسطينية ومركزتيها للمنطقة العربية، وأن تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار مشروط بحل القضية والانطلاق في تعاون مشترك بما يشمل إسرائيل.
إلا أن تلك التنمية ستكون في إطار المصالح المتبادلة والمشتركة وليس على حساب أطراف أخرى، بحسب الدبلوماسي المصري، الذي أشار إلى الانفتاح العربي على الجميع وجعل الحوار أساسًا لحل المشكلات مع دول الجوار، مع التشديد على ضرورة عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية.
مرحلة جديدة
الحفني الذي أكد ضرورة استمرار التعاون الإقليمي والذي بدأ بالفعل في الربط الكهربائي والطاقة وغيره من المجالات المختلفة، شدد على أن كلمة السيسي تؤسس رسائل لمرحلة جديدة في المنطقة ورؤية مختلفة تعتمد على إمكانات عربية وتوظيفها لتحقيق الأمن القومي.
بدوره، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة، إن الطرح المصري اهتم بقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، وحل الكامن في دولتين، بما يكفل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
وأضاف سلامة في تصريحات لــ"العين الإخبارية" أن الرئيس المصري تحدث على ضرورة دعم حقوق الإنسان عبر دعم مؤسسات الدول، من أجل ترسيخ تلك الحقوق وحتى تستطيع البلدان تنفيذ الحكم الرشيد وإنفاذ القانون.
وأشار إلى أن السيسي أكد على أن الأمن العربي كل ولا يتجزأ وأن كل ما يتوافر لدى الدول العربية بالتعاون مع الشركاء كفيل بتوفير الإطار المناسب للتصدي لأي مخاطر داخلية أو خارجية تحيط بعالمنا العربي.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز