"هنا القاهرة".. تاريخ الإذاعة المصرية في 85 عاما
العالم يحتفل اليوم 13 فبراير/شباط باليوم العالمي للإذاعة الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
تعد الإذاعة المصرية التي بدأ بثها خلال عام 1934 من أقدم الإذاعات في العالم، وتمثل أرشيفاً وتجسيداً هائلاً للتاريخ المصري الحديث ورافداً مهماً في تشكيل الوجدان المصري والعربي.
ويحتفل العالم في 13 فبراير/شباط باليوم العالمي للإذاعة الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
مراحل تطور الإذاعة المصرية
مرَّت الإذاعة المصرية بالعديد من المراحل منذ بدايتها في منتصف عشرينيات القرن الـ20؛ إذ انطلقت كإذاعات أهلية تجارية إذ تكونت مجموعة من الإذاعات على يد شباب هواة في مدينتي القاهرة والإسكندرية تهدف للترويج للبضائع والسلع والإعلانات التجارية وتبادل رسائل الحب والغرام والرسائل الخاصة بين الشباب، وكان منها إذعات مصرية وأخرى أجنبية، مثل "إذاعة مصر الجديدة" وهي أول إذاعة مصرية أهلية عام 1926، و"إذاعة راديو فؤاد"، و"راديو فاروق" التي أنشأها إلياس شقال، وكذلك محطة "سابو"، ومحطة "راديو فيولا".
"هنا القاهرة" بهذه الجملة الرشيقة شديدة الدلالة بدأ بث الإذاعة الحكومية في مصر يوم 31 مايو/أيار 1934، والتي بدأت من خلال اتفاقية أبرمتها الحكومة المصرية مع شركة "ماركوني" التلغرافية واللاسلكية تحت إشراف الحكومة المصرية، وكانت عبارة عن 4 محطات تحت إدارة وزارة المواصلات، ثم وزارة الشؤون الاجتماعية، ثم تابعة لإشراف وزارة الداخلية.
واستمر التعاون مع شركة "ماركوني" البريطانية حتى عام 1947 الذي بدأت فيه مرحلة تمصير الإذاعة المصرية على يد خبراء مصريين تحت اسم "الإذاعة اللاسلكية المصرية"، وكانت تابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وتمَّ تشكيل مجلس إدارة بميزانية مستقلة وصدور تشريع خاص لها.
وعندما قامت ثورة يوليو/تموز 1952 لعبت الإذاعة المصرية دوراً كبيراً في إنجاحها وتثبيت دعائمها من خلال بث الأغاني الوطنية والبرامج الإذاعية تأييداً للثورة وأهدافها.
وانتقلت من تبعية مجلس الوزراء إلى وزارة الإرشاد القومي، ثم صدر قرار جمهوري باعتبارها مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وألحقت برئاسة الجمهورية عام 1958، ثم أصبحت المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون في عام 1961، ثم صدر قرار جمهوري في عام 1971 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
وخلال الفترة ما بين 1952- 1981 توسعت الإذاعة في تقديم الخدمات الإذاعية لترتفع عدد ساعات الإرسال من 15 إلى 179 ساعة يومياً، كما اعتمدت 34 لغة للبرامج الإذاعية، وتمَّ إنشاء العديد من الإذاعات المتخصصة أهمها إذاعة صوت العرب عام 1953، والإسكندرية الإقليمية 1954، والبرنامج الثاني 1957، والشعب 1959، وفلسطين 1960، والشرق الأوسط 1964، والقرآن الكريم 1964، والبرنامج الموسيقي، والشباب 1975.
ومنذ عام 1981 بدأت الإذاعة المصرية في تطبيق نظام الشبكات الإذاعية، وأصبحت تتكون من 7 شبكات، وتمَّ العمل بنظام رقمنة البث الإذاعي، وهو ما يتيح انتشاراً أوسع لمحطات الإذاعة المصرية، وتمَّ تدشين إذاعات إقليمية ضمت 10 إذاعات هي: القاهرة الكبرى 1981، وسط الدلتا 1982، شمال الصعيد 1983، شمال سيناء 1984، جنوب سيناء 1985، القناة 1988، الوادي الجديد 1990، مطروح 1991، وإذاعة جنوب الصعيد 1993.
وشكلت الإذاعة المصرية طوال تاريخها الذي يمتد لـ85 عاماً الوجدان المصري والعربي من جيل إلى جيل، من خلال برامجها الإذاعية العامة والمتخصصة، وارتبط المستمع المصري والعربي بالعديد من أسماء الإعلاميين الذين تميزوا أثنار عملهم بالإذاعة المصرية ومنهم: بابا شارو، سلوى حجازي، ماما سميحة، فهمي عمر، أبلة فضيلة، فؤاد المهندس من خلال برنامج "كلمتين وبس"، صفية المهندس وبرنامجها "ربات البيوت"، أحمد سمير، همت مصطفى، ليلى رستم، عمر بطيشة، وغيرهم من رواد الإعلام في مصر.