10 آلاف مصلٍ، هي سعة الساحة الأكبر في القاهرة، على مساحة 700 متر يؤدي المصريون مراسم هذه العبادة التي ينتظرونها مرتين كل عام
بمجرد أن يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر أول أيام شهر شوال، يبدأ المسلمون بمدينة القاهرة فورًا مراسم الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
فبعد تناول حلوى الفطر، يرتدون الملابس الجديدة ويتجهون إلى الساحات المخصصة لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، لتستحوذ ساحة "مصطفى محمود" على نصيب الأسد منهم.
آلاف من سكان القاهرة يفضلون أداء صلاة العيد في أكبر ساحة بالعاصمة، التي تحمل اسم ساحة مسجد مصطفى محمود، منسوبة للعالم الراحل الدكتور مصطفى محمود، فهو من أنشأ المجمع الكائن بمفترق طرق في منطقة المهندسين في سبعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين يحتضن المسجد أعدادًا هائلة من المصلين على مدار شهر رمضان المبارك خلال صلاتيِ التراويح والتهجد، وآلافا مؤلفة في ساحاته المخصصة لأداء صلاة العيدين، الفطر والأضحى المباركين.
عشرة آلاف مصلٍ، هي سعة الساحة الأكبر في القاهرة، على مساحة 700 متر يؤدون مراسم هذه العبادة التي ينتظرونها مرتين كل عام، ويمارسون طقوس الفرحة والسعادة المصاحبة لها، فعلى هامش الصلاة، هم يلتقون، يتسامرون، أطفالهم ينتشرون لتفريق الحلوى، يتلقطون الصور التذكارية، ويكونون مشهدا أقرب للكرنفال.
ووفقًا للدكتور سلامة عبد الرازق، مسؤول القطاع الديني بوزارة الأوقاف فإن صلاة العيدين تقام في ساحة جامع مصطفى محمود المخصصة لها منذ سبعينيات القن الماضي، وهي الفترة التي بنى فيها العالم الراحل مصطفى محمود هذا المجمع وملحقاته.
مجمع مصطفى محمود
في عام 1975 شُيِّد مجمع مصطفى محمود الذي يعد نموذجا مجسمًا للبرنامج الشهير "العلم والإيمان"، الذي كان يقدمه العالم مصطفى محمود، فقد كان نواة لمركز إشعاع للعلم والثقافة، فقد أسس "محمود" أعلاهُ مرصدًا فلكيا به تلسكوب، وجمعية فلكية ما زالت أعمالها قائمة حتى اليوم، يأتي لها الدارسون وعشاق الفلك من كل مكان، وبه أيضا مُتحفٌ للجيولوجيا يضم صخورا جرانيتية من عصورٍ تُزامن بداية تكوين الأرض، ومُتحفٌ كذلك للفراشات وآخر للحفريات، ومكتبةٌ تضم مختلف العلوم والأفكار.
مصطفى محمود خصص موقعا بأعلى المسجد عاش فيه سنوات طويلة من حياته، حيث كان يعتكف ويبحث في الدين والعلم والحياة والموت ويخرج عشرات الكتب التي ما زالت تثري البشرية حتى الآن.
يقع مجمع مصطفى محمود بساحته في شارع الشيخ صالح موسى شرف، الذي حمل لاحقًا اسم المسجد فأصبح شارع مصطفى محمود الشهير بمنطقة المهندسين.
وهو أيضًا مواجه لشارع جامعة الدول أحد أهم الشوارع الرئيسية بالمنطقة ذاتها التابعة لمحافظة الجيزة.
المسجد من الحجم المتوسط من حيث المساحة، وقد اكتسب أهميته من كمّ التبرعات المالية والعينية التي يقدمها للفقراء، إضافة إلى العيادة الملحقة بالمسجد والتي تقدم الخدمات الطبية في متناول الجميع وعلى درجة عالية من الكفاءة، وكذلك مشروع الإطعام الخيري المسمى -مائدة الرحمن- التي تقدم الطعام إلى عابري السبيل والفقراء خلال شهر رمضان من كل عام.
يضم المسجد أيضا ثلاثة مراكز طبية ومستشفى تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرًا لسمعتها الطبية الجيدة، وقوافل طبية.