عراقيون يمتنعون عن استقبال تهاني العيد: الفرح ليس نصيبنا
قبل مساء الإثنين، كانت عائلة أم علي تتحضر لصنع الحلويات والاحتفاء بعد أن غادرها زوجها وطفلاها لشراء ملابس عيد الأضحى.
ولكن على خلاف العادة، عادوا إلى بيوتهم أوصالاً مقطعة بعد أن سقطوا بتفجير سوق شعبي شرقي العاصمة بغداد.
وليس أم علي وحدها، من انقلب عيدها إلى فاجعة، فهنالك عشرات العائلات التي أخذت تتجهز منذ فجر الثلاثاء لدفن ضحاياها، الذين وقعوا بالهجوم الانتحاري عند ما يعرف بسوق "الوحيلات"، بمدينة الصدر الأكثر كثافة واكتظاظاً بأعداد قاطنيها.
وكان تفجير وقع مساء الإثنين، استهدف متبضعين بينهم نسوة وأطفال، كانوا يهمون لشراء حوائج عيد الأضحى عند سوق في مدينة الصدر، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وجرح أكثر من 50 آخرين، بحسب حصيلة نهائية كشفت عنها السلطات العراقية.
ذلك الحدث المروع وما سبقه قبل أيام من فاجعة مستشفى الناصرية والذي راح ضحيته أكثر من 180 شخصاً بين قتيل وجريح، انسحب على اختفاء أجواء العيد في العاصمة العراقية بغداد وبقية محافظات العراق حتى بدت أنها أيام عطلة رسمية لا أكثر.
الجوامع بدأت منذ فجر اليوم بتهليلات العيد، فيما كان البعض منها، ليل الاثنين يقيم صلوات الغائب على أرواح شهداء مدينة الصدر، يأتي ذلك في وقت تواصل فرق الإسعاف بنقل الجرحى بين مستشفيات العاصمة وتوفير ما يمكن من مستلزمات طارئة لاستيعاب أعداد الجرحى.
محمد عليوي، يعمل موظف في مستشفى عند مدينة الصدر، يدير مهمة قطع تذاكر دخول المرضى، ما زال منذ ليل الاثنين وحتى ظهر الثلاثاء في مناوبة مستمرة بعد إعلان الاستنفار العام في المؤسسات والدوائر الصحية عقب التفجير.
يقول عليوي لـ"العين الإخبارية" إن "ردهات المستشفى شهدت اكتظاظاً بأعداد جرحى تفجير سوق (الوحيلات)، بينهم حالات خطرة جداً في وقت تعاني الكوادر الصحية حالات تعب وإجهاد عاليين منذ أيام بعد ارتفاع معدلات الإصابة بمرضى كورونا".
ومنذ أيام تتصاعد معدلات الإصابة بفايروس كورونا حتى وصلت الاثنين إلى قرابة 10 آلاف، في تطور عد بالخطير الذي لم يشهده العراق منذ بداية انتشار الجائحة في فبراير العام الماضي.
ورغم إعلان السلطات الصحية في العراق عن عدم فرض أي حظر للتجوال جراء خلال أيام العيد بخلاف ما كان متوقعا بعد تسجيل إصابات مرتفعة ووصول البلاد إلى ذروة الموجة الثالثة من السلالة المتحورة، إلا أن شوارع العاصمة العراقية بدت صباح الثلاثاء شبه خالية من تبادل الزيارات وكأنها تعيش حالة شبه حظر تام.
ويأتي هذا العيد الثاني من نوعه في العراق، الذي ترفع فيه قيود الحظر وتفتح المولات والأسواق العامة أمام المحتفلين منذ مارس/آذار 2020.
يتحدث رجل خمسيني يملك سوبر ماركت صغير عند وسط بغداد، عن تقاطر المواطنين على الشراء والتبضع خلال أيام العيد، بخلاف ما اعتادت عليه العائلة العراقية في مثل هكذا كمناسبات.
يشكو صاحب الأسواق خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، من تكدس بضاعته التي جهزها قبل أيام لاستقبال العيد، فيقول "ألعاب الأطفال ولوازم الزينة لا تزال على الرفوف دون زبائن ومريدين".
وفي مواقع التواصل الاجتماعي بدا العيد غائبا بعد أن اختفت المعايدات وتبادل دعوات الفرح والسرور وحل محلها عبارة "اعتذر عن استقبال التهاني".
في حساب على منصة "فيسبوك" نشر أحد المدونين صورة لجرحى التفجير الذي وقع في مدينة الصدر، مساء الاثنين، وذيلها بجملة "لبيك اللهم لبيك".
فيما جاء تعليق آخر، يندب حظ العراقيين الذين أدمنوا المصائب والويلات والضحايا حتى في غرة الأعياد والأيام السعيدة.
وقال "سامي وطن"، كما ظهرت صفحته الشخصية على موقع "تويتر"، إن "العراق في كل شيء مختلف حتى في نحر أضاحي العيد فقد استبدلها بنحور ضحايا من الأطفال والنساء".
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز