جولة في أسواق الجزائر عشية عيد الفطر
"العين الإخبارية" تستطلع آراء الجزائريين حول أسعار السلع والمنتجات قبل عيد الفطر وتحضيراتهم لهذه المناسبة الدينية.
على غرار الشعوب العربية والإسلامية، يولي الجزائريون أهمية كبيرة لعيد الفطر المبارك، ويتجلى ذلك في تحضيراتهم لاستقبال هذه المناسبة الدينية، سواء بعادات وتقاليد خاصة بهم، أو بحرص العائلات على أن يكون أطفالهم في أبهى حلة خلال مناسبة دينية يقولون إنها فرحة للكبار الصغار بعد شهر من الصيام.
غير أن عيد الفطر المبارك لهذا العام تزامن مع استمرار الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر للسنة الـ5 على التوالي، زادها الحراك الشعبي الذي انطلق شهر فبراير/شباط الماضي والمطالب بـ"التغيير"، خاصة في الوضعين السياسي والاقتصادي لهذا البلد العربي النفطي.
وسبق لمؤسسات اقتصادية عالمية أن أشارت إلى تراجع الاقتصاد الجزائري خلال المظاهرات الشعبية المستمرة منذ 15 أسبوعاً، وهو ما أثر بشكل سلبي على أسعار مختلف المواد والسلع، خاصة الواسعة الاستهلاك منها، وبالتالي تأثرت القدرة الشرائية للمواطن الجزائري وتراجعت بنحو 50% في السنوات الـ4 الأخيرة، بحسب ما أكده خبراء اقتصاديون في وقت سابق لـ"العين الإخبارية".
كاميرا "العين الإخبارية" نزلت إلى الشارع الجزائري لمعرفة آراء الجزائريين حول أسعار مختلف السلع المرتبطة بتحضيراتهم لاستقبال عيد الفطر المبارك.
والملاحظ أن شوارع ومحلات مختلف المحافظات الجزائرية تكتظ بالعائلات ليلاً، إذ يفضل أغلبيتهم اقتناء لوازم العيد بعد صلاة العشاء، وتحول معها ليل الجزائر إلى نهار، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في معظم المناطق خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
وبحسب ما رصدته "العين الإخبارية" من آراء الجزائريين، فإن الأسعار لم تكن في متناول العائلات الجزائرية، وبعضهم تحدث عن "صدمته" من الارتفاع الكبير في الأسعار مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وحملوا التجار مسؤولية ذلك، بسبب غياب الرقابة عن تجار الجملة والتجزئة.
ومنهم من يرى أن المواطن الجزائري وجد نفسه أمام خيارات معقولة بين أسعار ملتهبة لسلع ذات جودة عالية وأسعار معقولة لمنتجات تقل جودتها عن رغبتهم، خاصة فيما يتعلق بألبسة الأطفال ومستلزمات حلويات العيد.
عدد من السيدات الجزائريات أكدن لـ"العين الإخبارية" أنهن "صدمن" من ارتفاع أسعار مستلزمات الحلويات مقارنة بالأعوام الماضية.
أما همُّ الآباء في الجزائر فارتكز بحسب تصريحات بعضهم لـ"العين الإخبارية" على شراء كسوة العيد لأطفالهم، وبعضهم وجد ما يرضيه من أسعار وجودة، بينما شريحة أخرى لم يكن أمامها الخيار مع ما تقدمه المحلات من سلع متنوعة، يضطر معها لشراء لباس واحد لكل واحد من أبنائه.
وبرر عدد من التجار ارتفاع أسعار مختلف السلع إلى انخفاض قيمة الدينار الجزائري مقارنة بالعملات الأجنبية، خاصة أولئك الذين يفضلون استيراد ملابس الأطفال حتى من دول آسيوية بعيدة مثل بنجلاديش وفيتنام والصين وغيرها.
ومع اختلاف آراء الجزائريين حول الأسعار، لكنهم اتفقوا في حديثهم لـ"العين الإخبارية" على أن "ضبط ميزانية عيد الفطر باتت أصعب من ذي قبل"، مؤكدين أن ارتفاعها لم يكن وليد هذه المناسبة الدينية فقط، بل خلال السنوات الأخيرة، وأن "قدرتهم الشرائية تدهورت خلال هذه الفترة بشكل جعلهم يستغنون عن بعض العادات الخاصة بعيد الفطر المبارك".