مشاهد إيمانية مهيبة.. المسلمون يؤدون صلاة العيد في الحرمين الشريفين (صور)

امتلأت جنبات المسجد الحرام والمسجد النبوي، الجمعة، بالمصلين الذين أدّوا صلاة عيد الأضحى 2025، رافعين أكف الضراعة لله، مهللين مكبرين.
في مكة المكرمة، أمّ المصلين في المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، الذي افتتح خطبته بوصية جامعة بتقوى الله ودوام العبادة والطاعة، وذكّر بأن العيد ليس فقط فرحًا، بل هو أيضًا مناسبة للتسامح وصلة الأرحام ومضاعفة الذكر. وأورد في خطبته أثر عمر بن الخطاب في تكبيره بمنى حتى ترتج أرجاؤها، مما يبرز قيمة التكبير والذكر في هذه الأيام المباركة.
وأكد الشيخ المعيقلي أن أعظم مقاصد الحج هو التوحيد الخالص لله تعالى، موضحًا أن النبي محمد ﷺ كان يُلبي ويوحد الله في كل مراحل حجه، مضيفًا أن التوحيد هو أساس الدين ولا تُقبل عبادة دونه. كما شدد على أن العبادة لا تكون إلا لله دون وسطاء، سواء من الملائكة أو الأنبياء أو غيرهم.
وتطرق إلى أهمية الرفق واللين، خصوصًا في مثل هذه المواسم التي يزداد فيها الزحام، مستشهدًا بمواقف النبي ﷺ في يوم النحر حين كان يُجيز كل ما قُدم أو أُخر من المناسك بقوله: "افعل ولا حرج". ووجّه خطابه إلى الحجاج، مذكرًا إياهم بأنهم في أعظم أيام الدنيا، وأن أكثر الناس أجرًا هم الذين يكثرون ذكر الله في هذه الأيام.
كما شرح أحكام الأضاحي وشروطها، مبرزًا أن ذبح الأضحية من أعظم القربات، موصيًا بأن يأكل المسلم من أضحيته ويهدي ويتصدق، اقتداءً بسنة المصطفى ﷺ.
واختتم خطبته بالإشادة بما تقدمه المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، من جهود جبارة لخدمة ضيوف الرحمن، داعيًا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء، وأن يحفظ جنود الوطن ورجال الأمن الذين يسهرون على راحة الحجيج.
أما في المدينة المنورة، فقد أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى في المسجد النبوي، يتقدمهم الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة. وأمّ المصلين الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، الذي ركز في خطبته على ضرورة الثبات على التوحيد ونبذ البدع، محذرًا من طرق الضلال التي تجرّ الإنسان إلى الخسران.
ودعا إلى المواظبة على ذكر الله، والتسبيح والتهليل والحمد، شكرًا لله على نعمه الجليلة، وفي مقدمتها نعمة الحج. كما نوّه بالخدمات التي سخّرتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، لتيسير أداء الشعائر في أجواء يسودها الخشوع والأمان.