في عالم موازٍ.. "انتصار" كردي على برج إيفل يحبطه الواقع
قبل انقضاء شهر على مقتل 3 أكراد في باريس على يد مناهض للأجانب، تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورة لبرج إيفل مضاء بالعلم الكردي.
ورافق الصورة تعليق قال إن "بلدية باريس تزيّن برج باريس بألوان العلم الكرديّ تضامناً مع الشعب الكردي".
لكن موقع "في ميزان فرانس برس" المتخصص في كشف زيف أخبار منصات التواصل الاجتماعي أكد أن هذا الادعاء غير صحيح، موضحا أن الصورة المتداولة ملفقة.
وكان فرنسي يبلغ 69 عامًا قد هاجم تجمعا للأكراد في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وبرّر مطلق النار أثناء احتجازه لدى الشرطة هجومه بـ"كرهه المَرَضي للأجانب".
وتتضمّن المنشور الزائف صورة لبرج إيفل مضاءً بالأحمر والأصفر والأخضر وهو لون العلم الكردي.
وحظيت الصورة بعشرات المشاركات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّه لا يمكن العثور في المواقع الإخباريّة على خبر أو صور أخرى توثّق إضاءة البرج، ما يثير الشكّ في صحّة الصورة.
وأرشد البحث إلى النسخة الأصليّة من الصورة منشورة قبل سنوات طويلة على موقع فليكر.
ولا تبدو على الصورة المنشورة في ديسمبر/ كانون الأول 2007 الألوان الظاهرة في الصورة المتداولة، بل الإضاءة العاديّة للبرج، ما يعني أنّ ناشري الصورة تعمّدوا تعديلها للإيحاء زورا بأنّ البرج أضيء بألوان العلم الكردي.
وكان الحادث الذي وقع أمام مركز ثقافي كردي وسط العاصمة الفرنسية، قد أثار غضبا كرديا بعد أن امتنعت السلطات عن توصيف الحادث بـ"الإرهابي".
وأعلنت السلطات الفرنسية إنها تعتقد أن مطلق النار تصرف بمفرده، وردا على هذا التصريح توالت تصريحات الأكراد داعية إلى وقف ما اعتبروه "لعبة خبيثة".
وقال المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا، وهو مجموعة مقرها في نفس عنوان المركز الثقافي، إنه من "غير المقبول" عدم وصف إطلاق النار بأنه "هجوم إرهابي".