رئاسيات الجزائر.. 48% نسبة المشاركة في الداخل و19.5 بالخارج (صور)
في انتخابات من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها الرئيس عبدالمجيد تبون بولاية ثانية، أدلى الناخبون في الجزائر بأصواتهم يوم السبت، في الاستحقاق الرئاسي، بنسبة مشاركة وصلت إلى 48.03%.
وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، إن نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات الرئاسية بلغت عند غلق مكاتب الاقتراع على الساعة الثامنة من يوم أمس السبت 48.03 بالمائة داخل الجزائر، فيما وصلت إلى 19.57% بالنسبة للجالية الجزائرية بالخارج.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية قد بلغت على الساعة الخامسة من مساء أمس 26.46% داخل الجزائر، و18.31% خارج الجزائر.
ولا يواجه تبون أي منافسة قوية في الانتخابات إذ ينافسه مرشحان آخران لكن أيا منهما لا يعارض المؤسسة العسكرية التي تسير الأمور منذ الستينيات. واستخدم الرئيس عائدات الغاز المرتفعة للإنفاق بسخاء على تقديم مزايا اجتماعية.
وقال إسماعيل حشاد (39 عاما) من داخل مركز اقتراع بإحدى ضواحي الجزائر العاصمة إنه صوت لصالح تبون لمنحه فرصة لمتابعة سياساته.
وقال عبد السلام عزيز (24 عاما) إنه يكره السياسة والسياسيين ولا يتوقع أن تسفر الانتخابات عن أي تغيير لذا لن يصوت.
ويعني فوز تبون أن الجزائر ستظل تحافظ على الأرجح على سياسات تهدف إلى تعزيز صادرات البلاد من الطاقة وتنفيذ إصلاحات داعمة للشركات مع الحفاظ على الدعم السخي.
وفي الأخضرية شرقي الجزائر العاصمة، قالت نعيمة بلقاسم إنها واحدة من حوالي مليوني جزائري استفادوا من إعانة البطالة البالغة 15 ألف دينار (113 دولارا) شهريا التي قدمها تبون. وأضافت "ليس مبلغا ضخما، لكنه لا يزال جيدا. فهو يغطي نفقات هاتفي وأشياء أخرى".
وفي حين انخفض معدل البطالة في الجزائر إلى 12.25% العام الماضي من أكثر من 14% خلال جائحة كوفيد في عام 2020، فإن كثيرين من الشباب الجزائريين مثل نعيمة بلقاسم يبحثون عن عمل، ووعد تبون برفع المزايا الممنوحة لهم وتوفير نصف مليون فرصة عمل.
وغالبا ما تستقل نعيمة، الحاصلة على دبلومة من كلية لإدارة الأعمال في الجزائر، الحافلة إلى العاصمة بحثا عن عمل ولكن "لا يوجد شيء حتى الآن"، كما قالت.
الإنفاق الحكومي
في مارس/آذار الماضي، أشاد صندوق النقد الدولي بالجهود الجزائرية الرامية لإصلاح الاقتصاد وتنويع موارده بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز كوسيلة لتعزيز نمو القطاع الخاص الذي يمكن أن يقلص البطالة.
ومع ذلك، حذر الصندوق من أن العجز الحكومي الكبير المدفوع بالإنفاق المرتفع يهدد بجعل مالية الدولة عرضة للصدمات الاقتصادية.
والإنفاق واضح في كل مكان في الجزائر، حيث زادت العمارات السكنية الجديدة التي توفر الإسكان الاجتماعي في ضواحي العاصمة، مما أدى إلى إنشاء أحياء جديدة باتت تعج بالملصقات الانتخابية على مدار الأسابيع الماضية.
وهناك تناقض صارخ بين الاقتراع الحالي والانتخابات التي شهدتها الجزائر في عام 2019. ففي ذلك الوقت، كان الرئيس بوتفليقة قد ظل في منصبه لمدة 20 عاما وكانت صحته متدهورة ولم يكن قادرا في أغلب الأحيان على الظهور بشكل علني.
وأدى انخفاض أسعار الطاقة منذ عام 2014 إلى تدهور الوضع المالي في الجزائر، ما تسبب في تخفيضات كبيرة في الإنفاق الحكومي على الإسكان وغيره من المزايا.
وشارك مئات الآلاف من الجزائريين في احتجاجات حاشدة في 2019 للمطالبة بوضع حد للفساد ورحيل النخبة السياسية القديمة.
واستمرت المظاهرات بعد تنحي بوتفليقة عن منصبه، إذ قال المحتجون إن أهداف "الحراك" لم تتحقق لكن هذه المظاهرات انتهت بعد أن أغلقت جائحة كوفيد الشوارع وألقي القبض على بعض قادة الاحتجاجات.