«المجاهدون».. مشاركة فاعلة في رئاسيات الجزائر رغم تقدم العمر
في استكمال مسيرة كفاحهم شارك مجاهدون بفاعلية في الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي انطلقت اليوم السبت.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية في تقرير لها إن عددا من المجاهدين في ولاية البليدة حرصوا على التصويت في الاقتراع الرئاسي، كما حثوا الناخبين إلى عدم تفويت فرصة أداء هذا الواجب.
ومع ساعات الصباح الأولى تحدى عدد من المجاهدين وضعهم الصحي بسبب تقدمهم في العمر وتوافدوا على مراكز الاقتراع لاختيار المرشح الذي يرونه الأصلح لقيادة البلاد خلال الفترة المقبلة، وأكدوا أن مشاركتهم في هذا الحدث الديمقراطي مساهمة في استكمال مسيرة الشهداء.
ويطلق تعبير المجاهدين في الجزائر على من شاركوا في الثورة في مواجهة الاحتلال الفرنسي في خمسينيات القرن المنصرم.
وأكد المجاهد أحمد ميلودي البالغ من العمر 91 عاما من بلدية واد العلايق، أنه دأب على تأدية واجبه عند كل موعد انتخابي خلال الساعات الأولى من يوم الاقتراع، وأصر على ذلك اليوم خاصة بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، على ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي الساعة الأولى بعد الظهر (12,00 ت غ)، أي بعد خمس ساعات من بدء عمليات الاقتراع، أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي أن نسبة المشاركة بلغت 13,11%.
وقال مخاطبا الشباب "الجزائر أمانة غالية تركها الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لننعم اليوم بالحرية، لذا وجب علينا الحفاظ عليها من خلال تلبية نداء الوطن والتوجه نحو مكاتب الاقتراع واختيار الرئيس الذي نراه الأنسب لمواصلة بناء الجزائر".
بدوره، قام المجاهد بن عيسى مكركب أبران بتأدية واجبه الانتخابي بمدرسة "العربي التبسي" الواقعة بوسط المدينة خلال الفترة الصباحية، ووصف التصويت بـ"الواجب المقدس المفروض على كل مواطن حريص على الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن ومواصلة مسيرة تشييده".
وبخطى متثاقلة بسبب مرضها وتقدمها في السن توجهت المجاهدة دامارجي عائشة رفقة ابنها صباح اليوم نحو مكتب الاقتراع بمدرسة "العربي التبسي" للتصويت لصالح المترشح الذي رأته الأمثل لتولي منصب رئيس الجمهورية، مؤكدة أنها منذ الاستقلال "لم تفوت أي موعد انتخابي".
وقالت المجاهدة -التي حظيت بترحيب كبير من طرف المشرفين على مكتب الاقتراع- إنها "بمشاركتها في الانتخابات تكون قد أسهمت في الحفاظ على رسالة الشهداء الذين تركوا الجزائر أمانة في أعناق أبنائها".
انطلقت السبت انتخابات الرئاسة المبكرة في الجزائر، التي يتنافس فيها 3 مرشحين، لانتخاب رئيس لولاية تمتد 5 سنوات.
وتوجه اليوم السبت نحو 24 مليون ناخب جزائري إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي يتنافس فيها 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، ومرشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، ومرشح حركة مجتمع السلم عبدالعالي حساني.
وحسب الأرقام التي أعلنتها وكالة الأنباء الرسمية فإن هيئة الانتخابات أحصت 24.4 مليون ناخب مسجل، من بينهم 23.5 مليون داخل الوطن موزعين على 47% نساء، و53% رجالا، فيما بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36%.
وقال رئيس الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، في تصريحات تلفزيونية، إن عدد مكاتب التصويت في هذه الانتخابات بلغ نحو 63 ألف مكتب، بينما بلغ عدد المراقبين نحو 500 ألف شخص
وأضاف أن مكاتب الاقتراع ستشهد حضور ممثلي المرشحين الثلاثة، وهو ما يعكس "شفافية ونزاهة العملية الانتخابية"، حسب ما أفاد.
وشدد على أن الحملة الانتخابية جرت في أجواء ميزها "النضج الديمقراطي"، وهو ما اعتبره نقطة إيجابية تثمن مسار هذا الاستحقاق الرئاسي المهم.