فاز بايدن أو ترامب.. أمريكا تفقد ثقة الحلفاء
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تبدو كمباراة عودة بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب،
يستعد حلفاء الولايات المتحدة لرحلة مليئة بالمطبات.
وفي حين يشعر كثيرون بالقلق من أن ولاية ثانية لترامب قد تكون بمثابة زلزال، إلا أن المخاوف تتزايد من أن تصبح الولايات المتحدة أقل استحقاقا لثقتهم بغض النظر عن الفائز.
وفي تقرير لها، رجحت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية للأنباء أن ينشغل الرئيس القادم بالتحديات الداخلية في ظل انقسام الناخبين والجمود في الكونغرس، الأمر الذي قد ينعكس على قدرته على معالجة بؤر التوتر في مختلف أنحاء العالم من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.
وقالت الوكالة إن ولاية ترامب الأولى كانت بمثابة اختبار للروابط بين الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة في أوروبا. وأشارت إلى سخرية الرئيس السابق من زعماء بعض الدول الصديقة، مثل المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي.
وما زال ترامب على موقفه المتشكك في منظمات مثل حلف شمال الأطلنطي (ناتو) وكثيرا ما يعرب في خطاباته الانتخابية عن أسفه للمليارات التي تنفقها واشنطن على الحلف.
وقال في تجمع حاشد إنه، حذر حلفاء الناتو من أنه سيشجع روسيا "على القيام بكل ما تريد للدول التي لم تدفع أموالها في الحلف كما كتب على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) أنه يجب على واشنطن إنهاء جميع تبرعات المساعدات الخارجية وتقديم قروض بدلا منها.
في المقابل، يضع بايدن دعم أوكرانيا كأولوية بالنسبة له لكن تأكيده عقب انتخابه في 2020 أن "أمريكا عادت" إلى المسرح العالمي لم يتم إثباته بالكامل حيث عجز عن احتواء الصراع في الشرق الأوسط كما فرض الجمهوريون إرادتهم وعرقلوا المساعدات العسكرية لكييف.
وقال توماس جيفت، مدير مركز السياسة الأمريكية في جامعة كوليدج لندن، إن أيا كان الفائز في السباق الرئاسي فإن العالم يتجه إلى نظام متعدد الأقطاب لم تعد فيه الولايات المتحدة "القوة العظمى العالمية بلا منازع".
ويمتنع معظم زعماء الدول الحليفة عن التعليق بشكل مباشر على الانتخابات الأمريكية، وقال الدبلوماسي البريطاني السابق ريتشارد دالتون، إنهم يدركون أنه سيتعين عليهم العمل مع الفائز النهائي، أيا كان.
لكن العديد من حلفاء أمريكا الأوروبيين في الناتو يشعرون بالقلق من تراجع ثقتهم في الولايات المتحدة، مع أو بدون ترامب وبدأ بعضهم الحديث صراحة عن حاجة الأعضاء إلى زيادة الإنفاق العسكري، والتخطيط لتحالف بدون واشنطن.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز "أتحدث حاليًا مع زملائي وأطلب منهم بذل المزيد لدعم أوكرانيا" ورغم أنها ثاني أكبر مانح عسكري لكييف قال شولتز مؤخرا إن بلاده لن تتمكن سد الفجوة إذا أوقفت واشنطن دعمها.
وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا إلى أن الاهتمام الأمريكي يتركز بعيدًا عن أوروبا وقال في وقت سابق "لذا أريد أوروبا أقوى، تعرف كيف تحمي نفسها ولا تعتمد على الآخرين".
لكن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون الداعم لأوكرانيا أثار الدهشة عندما قال مؤخرا إن "رئاسة ترامب قد تكون تحديدا ما يحتاجه العالم".
وكتب جونسون في صحيفة "ديلي ميل" أنه لا يعتقد أن ترامب "سيتخلى عن الأوكرانيين لكنه سيساعد أوكرانيا على الفوز في الحرب، مما يجعل الغرب أقوى والعالم أكثر استقرارًا".
وقالت برونوين مادوكس، مدير مركز تشاتام هاوس البحثي للشؤون الدولية، إن مثل هذه الحجج تقلل من شأن "مدى زعزعة الاستقرار" التي أحدثها ترامب في ولايته الأولى والتي ستتكرر إذا أعيد انتخابه.
وكمثال على الضرر الذي لحق بالنظام الدولي في عهد ترامب، قالت إن انسحابه من الاتفاق النووي دفع إيران لتسريع عملها لتقف على عتبة امتلاك سلاح نووي.
ورغم انتقاد بايدن لسياسة ترامب تجاه إيران، إلا أنه لم يتمكن من إعادة بناء الجسور معها.
وقال دالتون، إن آفاق الشرق الأوسط ستكون "أسوأ قليلاً" في عهد ترامب مقارنة ببايدن مشيرا إلى أن الاختلاف بينهما حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وطموحات إيران سيكون محدودا.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز