انتخابات بلا مرتزقة.. أعضاء مجلس الأمن يتمسكون بخارطة الطريق الليبية
بكل اللغات، تعددت كلمات أعضاء مجلس الأمن الدولي، خلال جلستهم الخميس حول ليبيا، لكنها أجمعت على ضرورة الخروج الفوري لـ"المرتزقة".
وانطلقت جلسة مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية، الخميس، حول المسار السياسي في ليبيا -الواقعة تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة والصادر بحقها قرارات تمنع تصدير السلاح والتدريب العسكري.
المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش كان أول المؤكدين على أن الأوضاع في هذا البلد أصبحت مؤخرا أكثر توترا وصدامية وخطورة.
واتهم كوبيش بعض الأطراف في ليبيا بمحاول فرض شروطها لتعطيل الانتخابات، مطالباً بتوحيد المؤسسات وإخراج المرتزقة قبل أي اقتراع.
ونبه إلى ضرورة إجراء الانتخابات في وقتها المحدد في ليبيا باعتبارها ضرورة ملحة، مشيرا إلى إجرائه عدة اجتماعات مع الأطراف المعنية لحل القضايا العالقة من أجل إجراء الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ونوه المبعوث الأممي إلى أن فتح الطريق الساحلي يعد نقطة أساسية لوقف إطلاق النار وهو لم يحدث حتى الآن.
واعتبر أن وقف إطلاق النار ما يزال ساريا لكن عدم تقدم العملية السياسية قد يكون سببا في انهياره.
وشدد على أن هناك مخربين يحاولون عرقلة مسار الاستقرار في ليبيا، وأنه من الضروري إخراج المرتزقة وإنهاء حكم المليشيات والمسلحين الأجانب في الوقت الحالي.
وأردف المبعوث الأممي إلى ليبيا أنه من الضروري إعادة توحيد الجيش لتفكيك الميليشيات ووقف نشاط المرتزقة ونزع السلاح.
طموح مشروع
أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فأكد أن الشعب الليبي يطمح إلى الحياة في بلد موحد ذي سيادة و"هو طموح مشروع على الجميع دعمه"، ومحاسبة كل من يسعى إلى إفشال العملية السياسية.
ولفت إلى أن الانتخابات في ليبيا يجب أن تتم في موعدها وهذا ما ينتظره الشعب الليبي، وأن الجدول الزمني للتصويت يعتبر حجر الأساس في العملية السياسية ويضمن الأمن والاستقرار.
وأعرب عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتعزيز العمليات البحرية الأمنية في شرق المتوسط، مطالباً في الوقت نفسه بتفكيك المليشيات لإعادة الأمن والاستقرار هناك.
وشدد على ضرورة إنهاء وجود القوات الأجنبية في ليبيا وتوحيد الجيش والمؤسسات الأمنية، والإسراع بإخراج المسلحين الأجانب، وفقا لجدول زمني واضح.
الانتخابات الحاسمة
عثمان الجرندي وزير الخارجية التونسي العضو العربي بمجلس الأمن أكد بدوره أن الانتخابات الليبية تشكل مرحلة حاسمة في المسار السياسي، معربا عن الارتياح إزاء التزام الأطراف بإجرائها في موعدها.
كما شدد وزير الخارجية التونسي على أنه لا سبيل لحل الأزمة في ليبيا إلا عبر حوار ليبي - ليبي.
وتابع أن سحب المسلحين الأجانب والمرتزقة من ليبيا شرط أساسي لتحقيق الاستقرار لأن وجودهم يهدد المنطقة بأكملها.
وجدد التأكيد على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار باعتباره ركيزة أساسية لبناء السلام في ليبيا.
وحث الفرقاء الليبيين على مواصلة الحوار للتوصل إلى توافق حول القاعدة الدستورية.
انتخابات بلا مرتزقة
بدورها، شددت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس-جرينفيلد أنه يجب أن يقود الليبيون العملية الانتخابية في بلادهم دون تدخل أجنبي.
وتابعت في كلمتها أن الحل السياسي في ليبيا ممكن وضروري أيضًا، ويجب ضمان الالتزام بموعد الانتخابات.
وطالبت ببذل قصارى الجهد لضمان عدم نجاح المخربين داخل ليبيا وخارجها في تخريب العملية الانتقالية وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد فورًا.
ونوهت إلى أن المجتمع الدولي يتوقع إجراء الانتخابات الليبية في موعدها ووفق الخارطة الموضوعة.
بدورها، أشارت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة بربارة وودوارد إلى ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها وضمان تمتعها بالنزاهة والأمان.
وتابعت: "يجب إعادة توحيد المؤسسات الليبية وإعادة بناء ثقة الشعب فيها"، متعهدة بعدم التردد في التحرك ضد من يعرقلون عمدًا إجراء الانتخابات الليبية.
التزام بالموعد المحدد
وأكد ممثل روسيا لدى مجلس الأمن أن إنجاز جميع خطوات العملية الانتقالية في ليبيا ليس سهلًا ولكن يجب الالتزام بموعد إجراء الانتخابات.
كما أعرب عن تفاؤل بلاده من التقدمات الملحوظة في المسار السياسي داخل ليبيا، مؤكدة مواصلة تشجيع الأطراف على قبول الحلول التوفيقية.
وطالب بانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وأن بلاده تأمل أن تتوافق اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 على إعادة فتح الطريق الساحلي في ليبيا قريبًا.
توافق لا تنافس
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال بدوره إن توقف العملية السياسية في ليبيا الآن من شأنه أن يسبب إحباطًا كبيرًا للشعب الليبي.
وتابع أن إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا خطوة ضرورية لإكمال مسار الانتقال السياسي.
وأردف بأن عقد الانتخابات الليبية في موعدها يمثل نقطة فاصلة في إنقاذ البلاد وأنه يعمل باستمرار على تشجيع كافة الأطراف للانتقال من منطق التنافس إلى التوافق.
طريق الخروج
وشدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من جانبه على ضرورة إيجاد طريقة لإخراج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا بدون تأخير.
ولفت إلى أهمية الوقوف بشكل قوي ضد من يريدون تأجيل الانتخابات الليبية.
وأكد أن على مجلس الأمن ألا يتسامح مع أي عرقلة للانتخابات، من أي طرف داخلي أو خارجي، وضرورة إيجاد طريقة لإخراج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا فورا.
كان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، توقع بدء انسحاب المسلحين الأجانب من ليبيا خلال الأسابيع المقبلة.
وقبل جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بليبيا، قال الوزير الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، في نيويورك الخميس:" المحادثات مع جميع الأطراف أفادت بأننا بصدد البدء في سحب المرتزقة السوريين الذين تم الاستعانة بهم من قبل طرفي الصراع".
كانت ألمانيا لعبت دور الوسيط في هذا الصراع المستمر منذ عقد.
واتفق ممثلو 16 دولة في مؤتمر برلين 2 قبل ثلاثة أسابيع على ضرورة انسحاب المسلحين الأجانب من ليبيا.
وشارك في المؤتمر أهم الأطراف المعنية بالأزمة الليبي، ومنها الإمارات ومصر وروسيا وتركيا.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز