مركز بحثي يستشرف ما بعد 3 نوفمبر.. أمريكا تتجمد
تاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني لن يحسم نتيجة الانتخابات الأمريكية، ويمكن توقع الجمود السياسي في واشنطن في العامين المقبلين على الأقل.
فتاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني هو يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن يتفق الجميع تقريبًا على أنه لن يكون اليوم الذي يتم فيه حسم نتيجة الانتخابات.
ويرى مركز "ناشيونال إنترست" البحثي الأمريكي أنه يمكن فرز بطاقات الاقتراع التي يتم إسالها بالبريد في ذلك اليوم حتى يوم الجمعة المقبل، وحينها ستبدأ "الحماقات الانتخابية"، .
وقال المركز، في تقرير نشره الاثنين، إنه إذا هُزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حال حصول منافسه جو بايدن على 375 صوتًا على الأقل في المجمع الانتخابي، فإن مستشاريه قد يقنعونه بمغادرة واشنطن والقتال في معركة أخرى.
معركة ترامب الأخرى ربما تكون عن طريق إنشاء محطته التلفزيونية الخاصة، أو ربما فقط من خلال الاستمرار في التواصل مع الجمهور من خلال التغريدات، ولكنه قد يختار الطعن في النتيجة في المحاكم.
ورأى "ناشيونال إنترست" أنه يجب أن يشعر ترامب بالرعب من إمكانية أن توجه المدعية العامة لنيويورك، ليتيتيا جيمس، الاتهام إليه وملاحقته والسعى إلى سجنه في مجموعة متنوعة من التهم المتعلقة بالاحتيال، حيث أشارت جيمس في أكثر من مناسبة إلى أنها مستعدة للقيام بذلك بمجرد تركه منصبه.
وأشار المركز إلى أن جيمس ليست الوحيدة التي تلاحق ترامب، فهناك أيضًا المدعي العام لمانهاتن سايروس فانس، نجل وزير الخارجية الراحل في عهد جيمي كارتر، وهو ديمقراطي مثل والده، يسعى للحصول على سجلات ترامب الضريبية.
ليس من المستغرب أن ينفي ترامب الاتهامات الموجهة إليه، ولكن بمجرد مغادرته منصبه سيكون من الصعب عليه منع التحقيقات من المضي قدمًا.
وتابع المركز: "لذا قد يختار ترامب عدم التنازل عن أي نتيجة ما لم تصل إلى المحكمة العليا، والتي يعتمد فيها على القضاة الثلاثة الذين قام بتعيينهم في دعمه، ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كانوا سيصدرون حكمًا لصالحه هي مسألة أخرى.
وستعتمد القضية على التفاصيل والأدلة، ولذا فإنه ليس هناك ما يضمن أن نيل جورسوش أو بريت كافانو أو إيمي باريت سيحكمون لصالح ترامب وإذا حكموا لصالحه فإنهم سيدخلون التاريخ على أنهم "متسللون سياسيون".
وأوضح المركز أنه من المؤكد أن الديمقراطيين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس النواب، ولكن تشكيل مجلس الشيوخ لن يتحدد يوم الانتخابات وذلك مرة أخرى بسبب تأخر فرز الأصوات.
ومع ذلك، فإنه بمجرد فرزها يمكن أن ينتقل مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين، ومن غير المرجح أن تعود سوزان كولينز من ولاية ماين وكوري جاردنر من كولورادو ومارثا ماكسالي من ولاية أريزونا إلى مجلس الشيوخ.
وهذا يعني أنه في حال بقاء ترامب في منصبه، فإن الديمقراطيين سيحتاجون إلى صوتين إضافيين للسيطرة على مجلس الشيوخ، أحدهما لتعويض الخسارة المحتملة لدوج جونز، والثاني لتجنب وجود مجلس مقسم بالتساوي وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنح نائب الرئيس مايك بنس الصوت الحاسم لأي قرار.
وتابع "ناشيونال إنترست": "في حال فاز ترامب، واكتسح الديمقراطيون الكونجرس، فإنه يمكن للأمريكيين توقع الجمود في واشنطن على الأقل في العامين المقبلين، وحينها سيقوم ترامب، كعادته، بتوقيع الأوامر التنفيذية.
السيطرة الديمقراطية على مجلس الشيوخ تعني أن، بيرني ساندرز، سيترأس لجنة الميزانية وحينها سيقوم جنبًا إلى جنب مع الديمقراطيين في مجلس النواب، وخاصة أعضاء كتلة خفض ميزانية الدفاع، بالدفع من أجل أجندة اجتماعية راديكالية.
كما سيدعو ساندرز إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق الدفاعي، ولا شك أن ترامب سيستخدم حق النقض ضد أي تشريع راديكالي، ولن يكون لدى الديمقراطيين أصوات كافية لتجاوزه".
من ناحية أخرى، سيكون الديمقراطيون في وضع أفضل بكثير لعرقلة تعيينات ترامب في القضاء والتدابير الأخرى التي قد يرغب في فرضها بمجرد سيطرتهم على المجلسين في الكابيتول هيل.
ومع ذلك، فإنه قد يكون الجمود السياسي في هذه الحالة أفضل من الفوضى التي أصبحت سمة مميزة لسياسة واشنطن منذ 20 يناير 2017، بحسب المركز.