السجائر الإلكترونية في أمريكا.. قلق متزايد وحظر قريب
تحقيق سنوي عام يظهر أنَّ تلميذاً ثانوياً من كل 4 يدخن السجائر الإلكترونية في 2019 في الولايات المتحدة.
تعتزم الحكومة الأمريكية حظر بيع السجائر الإلكترونية المنكّهة خلال الأشهر المقبلة في ظل الرواج المتزايد لهذه المنتجات في المدارس والجامعات.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض: "يعتقد كثيرون أنَّ تدخين السجائر الإلكترونية أمر رائع، لكنه ليس رائعاً، بل يؤدي إلى الكثير من المشكلات".
وأعلنت السلطات الصحية حظر بيع السوائل المنكّهة، بالنعناع أو المانجو أو الفراولة على سبيل المثال، ليس لأن النكهات مُصنَّفة على أنَّها مؤذية بحد ذاتها، بل لأنها تستقطب جيلاً جديداً من الشباب يدمنون النيكوتين في نهاية المطاف، ما ينسف سنوات طويلة من التقدم في مكافحة التبغ.
وأظهر تحقيق سنوي عام أن تلميذاً ثانوياً من كل 4 يدخن السجائر الإلكترونية في 2019 في الولايات المتحدة، على ما أعلنت وزارة الصحة في نتائج أولية كشفتها، بعدما كانت النسبة واحداً من كل 5 في 2017 - 2018.
وقال وزير الصحة، أليكس عازار، إنَّ كل النكهات الأخرى غير نكهة التبغ ستُسحب قريباً من الأسواق، وسيصدر النص القانوني في خلال أسابيع، على أن يدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً.
وأضاف: "نعتزم سحب السجائر الإلكترونية المنكّهة من الأسواق للقضاء على الوباء المقلق المرتبط باستخدام هذه السجائر لدى الشباب".
واتهم وزير الصحة مباشرة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بأنَّها تركت المصنّعين يعملون بحرية أملاً في دفع المدخنين نحو استبدال التبغ بالسجائر الإلكترونية باعتبارها أقل ضرراً.
وحققت هذه المنتجات نجاحاً سريعاً لدى الشباب الذين كانوا هدفاً رئيسياً للمصنّعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي وحتى في المدارس.
وفيما كان يرتكز الترويج لسجائر التبغ في مرحلة معينة على إظهارها كمنتجات مغرية، جرى تقديم السجائر الإلكترونية على أنَّها بديل محبب وصحي للتبغ.
وبعيداً من مشكلة الاعتياد على النيكوتين الذي تحذِّر السلطات الصحية من خطره على الأدمغة في طور النمو، ظهرت خلال أشهر الصيف الحالي مشكلة لافتة تمثلت في إصابة 450 شخصاً بأمراض خطيرة بعد تدخينهم السجائر الإلكترونية، وقضى 6 منهم جراء أمراض رئوية حادة.
ويظهر المرضى أعراضاً عدة تشمل السعال وضيق التنفس والاختناق، وجرى إدخال كثيرين إلى قسم العناية المركزة في المستشفى مع وضع أجهزة تنفس اصطناعي لهم، كما أن شباباً بصحة جيدة دخلوا في غيبوبة اصطناعية، ولا يُعرف المكوّن الذي تسبب تحديداً بالأمراض الرئوية.
وفي حالات كثيرة، كانت السوائل تحوي مادة رباعي هيدرو كانابينول (تي إتش سي) وهي المكوّن الفاعل في الحشيشة (القنب الهندي)، لكن من المحتمل أن يكون سبب الأذى اللاحق بالرئتين هو تبخر وتنشق إحدى المواد المضافة الكثيرة على السوائل.
وتحدثت ولاية نيويورك عن احتمال أن يكون زيت من الفيتامين "إي" مسؤولاً عن هذه الحالات، من دون أن تؤكد وكالة الأغذية والأدوية هذه الفرضية.
وتتسارع المحاولات التشريعية لضبط السجائر الإلكترونية، وفرضت وكالة "إف دي إيه" غرامات على متاجر تبيع هذه السجائر للقصّر، كما أرغمت مصنّعين على سحب بعض السوائل المنكّهة من الأسواق.
ويحظر بيع السجائر الإلكترونية للقصّر في الولايات المتحدة، أي أنَّ السن القانونية هي 18 عاماً أو 21 تبعاً للولايات، أما سان فرانسيسكو فهي المدينة الوحيدة التي حظرت بيع هذه السجائر بالكامل.