"وقتنا".. أول منصة سينمائية إلكترونية لأطفال فلسطين
تنطلق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري نافذة "وقتنا" كأول منصة سينمائية إلكترونية للأطفال في الضفة الغربية وغزة.
وتستهدف هذه المبادرة عرض أفلام هادفة مجانية للأطفال واليافعين؛ بغية محو الأمية السينمائية وتنمية ثقافة السينما.
ويمكن للأطفال مشاهدة عروض المنصة من منازلهم ومع عائلاتهم، خصوصاً في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
وقالت كريستان زهران، مبرمجة منصة "وقتنا" ومنسق برنامج "الجيل القادم" في مؤسسة "فيلم لاب: فلسطين" في مقابلة مع "العين الإخبارية"، إن "وقتنا" منصة إلكترونية مجانية تعرض عليها أفلام هادفة للأطفال واليافعين من سن 6 الى 15 عاماً.
وأضافت أن المنصة جاءت استكمالاَ لأهداف برنامج "الجيل القادم" الذي كانت عروضه جزءاً من مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" في الأعوام السابقة، وحرصاً على سلامة الجيل القادم في ظل جائحة كورونا.
يوم الطفل العالمي
وأشارت إلى أن هذه المبادرة جاءت لتغطية فراغ عدم وجود محتوى أفلام مجاني وهادف للأطفال.
ويأتي الانطلاق في يوم الطفل العالمي استجابةً للأهداف التي أعلنتها الأمم المتحدة في يوم الطفل العالمي في عام ٢٠١٩، على أمل أن تسهم في دعم حقوق الطفل في فلسطين وازدهاره.
ومن المقرر أن تبث المنصة محتوى للأطفال والعائلات بدءاً من الجمعة 20 نوفمبر في يوم الطفل العالمي، وستتضمن عدداً من البرامج والأفلام الجيدة المدبلجة للعربية.
وللأفلام دور في دعم تطور أطفالنا الاجتماعي والعاطفي والعقلي والإدراكي، وفق تأكيد زهران، التي تشدد على أهمية تعريض الأطفال من سن 6 إلى 15 سنة لأفكار مبتكرة وصور إبداعية وإيجابية بعيدة عن الإنتاجات التجارية التي يستهلكونها من خلال قنوات التلفزيون المنتشرة.
وتابعت: "بما أن اللقاءات وورش العمل وعروض الأفلام في النوادي الشبابية والمدارس مُنعت الآن، فقد أنشأنا منصة خاصة بالأطفال والشباب لنصل إلى الطفل الفلسطيني على الرغم من الحواجز والقيود التي فرضتها الجائحة".
كما يأتي إطلاق هذه المنصة ضمن برنامج "الجيل القادم"، الذي يهدف إلى تنمية ثقافة الطفل عبر السينما إلى جانب تعزيز تقديره للإرث والثقافة السينمائيين ولغة الصورة المتحركة، بحسب زهران.
طبيعة المنصة
وأوضحت منسقة "وقتنا" أن المنصة مقسمة لـ4 أقسام؛ قسم للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والتي ستحتوي في البداية على 20 فيلماً، وقسم للأفلام الروائية القصيرة وعددها 60 فيلماً من ضمنها مجموعة أفلام شارلي شابلن القصيرة وعددها ١٢ فيلماً.
وأضافت أن القسم الثالث هو "خلف الكواليس" ويعرض مواد مصورة لكواليس تصوير الأفلام التي ستعرض على المنصة، ومن خلالها يتمكن الطفل من مشاهدة كيف يجري تصوير الأفلام، في حين القسم الرابع هو أفلام من صنع الأطفال.
وبينت أنه قسم يختص بعرض أفلام من إنتاج مؤسسة "فيلم لاب"، منها ما أنتج من خلال مخيم المواهب عام ٢٠١٩ وعرضت لأول مرة خلال مهرجان أيام فلسطين السينمائية ٢٠١٩ ضمن عروض برنامج الجيل القادم، ومجموعة أفلام "مذكرات الكورونا" والتي سرد الأطفال من خلالها يومياتهم ومشاعرهم وأفكارهم أثناء الحجر الصحي.
وأكدت أن المنصة ستعرض 73 فيلما، من إنتاج عالمي بداية من الجمعة، بما في ذلك أفلام فلسطينية قصيرة وجميعها تركز على قضايا الأطفال ومشاكلهم مثل التعليم وحقوق الطفل والمساواة والثورة والتمرد ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتهدف المنصة من خلال الأفلام منح الأطفال القدرة على التمييز في المستقبل بين الأفلام الجيدة والرديئة، وفق زهران.
وبحسب زهران، فإن المنصة خاصة بأطفال فلسطين وستغلق الساعة 9 ليلا لكي تعطي الطفل حقه في الحصول على قسط كاف من النوم.
وذكرت أن الأفلام المعروضة مترجمة للعربية وهناك 4 أفلام تم دبلجتها بالعربي وبعض الأفلام مترجم للغة الإشارة، مؤكدة أن كل الترجمة والدبلجة نفذتها المؤسسة التي تقود هذا الجهد وهي مؤسسة فيلم لاب.
5 معايير لاختيار الأفلام
وأشارت إلى أنه سيجري كل 3 أشهر تجديد قائمة الأفلام المعروضة، وفق 5 معايير؛ أولها مناسبتها ثقافة الطفل الفلسطيني، واحتوائها على مشاكل وقصص أطفال من حول العالم. وكذلك أن تحترم عقل الطفل، وتحتوي لغة سينمائية، وتراعي كل الأطفال. وأكدت أنه روعي ألا تحتوي الأفلام عنفاً أو ما قد يترك أثراً سلبياً على الأطفال، ومراعة ألا تكون الأفلام طويلة كثيراً حتى لا يشعر الطفل بالملل.
وقالت: عملنا على انتقاء دقيق لأفلام تحترم عقل الطفل، وتحقق متعة وتضيف له معلومة، حيث كنّا نتساءل حول كل فيلم عن ماهية الفيلم؟ وما هو موضوعه وقصته؟، وهل قصة الفيلم تبدو مألوفة أم غير مألوفة للأطفال الفلسطينيين؟ وهل يمكن أن يرى الأطفال في قصة الفيلم انعكاساً لواقعهم وحياتهم؟.
واختتم حديثها قائلة: "بالتالي اخترنا نوعية الأفلام التي يمكنها أن تساعدهم في فهم العالم بشكل أفضل، وتطلق العنان لمخيلتهم وإبداعهم، وتحتوي على مشهدية ترصد لحظات إنسانية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون كذلك متناسبة مع الفئة العمرية التي تستهدفها المنصة".